07 06 2016

( التقرير من إعداد التميمي وشركاه باللغة الإنجليزية، ومترجم للعربية بواسطة "زاوية عربي")

إن شراء حقيبة يد مصممة على يد مصمم ما يعد أمرًا مرضيًا للغاية، رغم أنها قد تكون من بين الأشياء الأعلى تكلفة وثمنًا ضمن قائمة التسوق لدى أي امرأة.

بالنسبة للبعض، الأمر لا يتعلق بما ترتديه، بل لأي مصمم أزياء ترتدي. إن السلع فريدة التصميم والذوق تمثل سوقًا بمليارات الدولارات، ولهذا السبب تقدر دور الأزياء علاماتهم التجارية؛ وأنه نظرًا لهذا الاعتراف والتقدير للعلامة التجارية والإنصاف نجد أن دور الأزياء تبنى علاقة وثيقة بينها وبين عملائها، ولذلك تستثمر موارد ضخمة لحماية الأسماء والعلامات التجارية من خلال إجراءات تسجيل العلامة التجارية.

ومع ذلك، تحمي العديد من الماركات علاماتها التجارية ولكنها تتجاهل الأشكال الأخرى من الملكية الفكرية والتي قد تكون محمية أيضا؛ على سبيل المثال، يمكن أن يكون شكل حقيبة اليد محمي أيضاً كتصميم صناعي. تستثمر صناعة الأزياء مبالغ طائلة لإنشاء تصميمات جديدة وأصلية لكل موسم، وعلى الرغم من هذا الاستثمار الكبير، إلا أنه يتم استخدام القليل من قوانين التصميم الملائمة لتسجيل وحماية تلك التصاميم وهو ما يتجاوز مجرد اسم العلامة التجارية. تكمن الفائدة الرئيسية لتسجيل التصميم في ردع الآخرين ومنعهم من نسخ وتقليد التصميم، ومحاربة المنافسين عديمي الضمير أو حتى المخالفين للقوانين من نسخ وتقليد التصميم الخاص بالعلامة التجارية المحمية.

يغطي الباب الثالث من القانون الاتحادي رقم 17 لعام 2002 (قانون التصميم وبراءة الاختراع)، بدولة الإمارات العربية المتحدة، التصميمات الصناعية، والتي توصف "بأنها تمثل أي شكل ابتكاري ثلاثي الأبعاد يمكن أن يستخدم في صناعة أو حرفة" أو " أي تصميم ابتكاري لخطوط أو ألوان تشكل منتجاً يمكن استخدامه في صناعة أو حرفة".

وكثيراً ما تتجاهل العديد من دور الأزياء تسجيل شكل أو مظهر تصميماتهم، وهذا يفسر سبب أن السلع مثل حقائب اليد يكون لها دورة حياة قصيرة الأجل، لا تزيد غالباً عن ستة أو اثنا عشر شهراً. ورغم أن صيحات الموضة قد تأتي وتذهب، إلا أن بعض التصميمات تظل غير مقيدة بزمن وتعتبر قطعًا كلاسيكية؛ على سبيل المثال، ظهرت حقيبة كيلي التي صنعها هيرميس على ساحة الشهرة عام 1956، عندما تزوجت ممثلة هوليود "جريس كيلي" بأمير موناكو، رانيير الثالث، وقد التقطت لها الصور وهي تحمل هذه الحقيبة، فعرفت منذ ذلك الحين باسم حقيبة كيلي (على الرغم من أنها تم إعادة تسميتها رسميًا بهذا الاسم فقط عام 1977)؛ ويرى العديد أنها حقيبة كلاسيكية توجد في خزانة أي مصمم أياء. وقد سعت العديد من دور الأزياء جاهدة لصناعة مثل هذه القطع ذات التصميم الكلاسيكي، وإذا نجح التصميم ولم يحصل المصمم على الحماية المناسبة لهذا التصميم في حينه، يستطيع المخالفين للقوانين نسخ وتقليد تصاميمهم.

وعلى الرغم من حقيقة أن بعض التصاميم يتم صنعها لموسم واحد، ولا يقصد بها أن تكون طويلة الأجل، يحتاج المصممون أن يكونوا على بينة بحقيقة أن الفشل في حماية تصاميمهم وحقوق الملكية الفكرية الأخرى من النسخ غير المصرح به والمنتجات الرخيصة سوف يضر على المدى الطويل بسمعة العلامة التجارية من حيث فقدان المبيعات والخسائر في قيمة أعمالهم الجديدة والحافظة الحالية والمخزون.

ومن أجل هذه الغاية، تعد حماية التصميم بمثابة خطوة أساسية يجب اتخاذها، ومن المهم حماية تصميم المنتج باستخدام الأدوات القانونية المناسبة على نحو استراتيجي. على سبيل المثال، حماية التصميمات الصناعية ثلاثية الأبعاد الفريدة من نوعها أو الأشكال البصرية يعد أمرًا بالغ الأهمية لمنع المنافسين من استخدام ونسخ التصميم الإبداعي والأعمال الجادة التي يستثمرها المصمم؛ وبالإضافة إلى ذلك، تضيف حماية الملكية الفكرية لتصميم المنتج أصول للأعمال التجارية وبذلك تزيد من قيمتها التجارية.

ويمكن القول، أنه على مر الأعوام يصبح شكل الحقيبة التي يصنعها مصمم أكثر تميزاً من الاسم الوارد على الحقيبة؛ وعلى سبيل المثال، في أوائل التسعينيات حظيت الحقائب المصنوعة على يد "لويس فويتون مونوكروم" التي تحمل الحرفين LV بشعبية كبيرة، وأحد الأسباب وراء ذلك هو أن هذه الحقائب ذات العلامات التجارية ذات الأثر الهائل تعد ملحوظة بشكل كبير. وعلى الرغم من أن حقائب لويس فويتون مونوكروم لازالت تحظى بشعبية كبيرة، يتوجه المصممون ببطء نحو تسجيل العلامات التجارية لحقائبهم بشعاراتهم الخاصة، ويفضلون التركيز على الأشكال الفريدة من نوعها لتلك الحقائب، ويتمثل الهدف من ذلك في أن تلاحظ الناس الحقائب من مسافة بعيدة وليس فقط من خلال الأسماء الموضوعة عليها.

نجد في البيئة الحالية للأعمال التجارية أن المصدر الرئيسي للميزة التنافسية لكافة الأعمال التجارية، بما في ذلك تلك التي تتعلق بصناعة الأزياء، هو الابتكار والتعبيرات الخلاقة الأصلية. ومن أجل المحافظة على حصتهم في السوق في هذه الصناعة المربحة للغاية، يحتاج المصممون إلى تحديد الأصول غير الملموسة القيمة في وقت مناسب وتحديد أهمية أعمالهم والموافقة على أن تكون محمية ومصونة كملكية فكرية.

ومن أجل هذه الغاية، فإن سمعة المصمم لا تقدر بثمن، وهي امتداد لإبداعاته؛ حيث ينفق المستهلكون الآلاف على حقيبة واحدة وفقاً لشكل الحقيبة وليس فقط للشعار المكتوب عليها، لأنهم يريدون ما هو فريد من نوعه؛ وبعبارة أخرى، إذا كان تجار آخرون يبيعون حقائب مماثلة، فلن يُنظر لقطعة المصمم على أنها فريدة من نوعها.

وفي الختام، تتحرك دور الأزياء بإبداعاتها وبرأس المال الفكري المستثمر فيها، وتعمل حماية رأس المال الفكري في شكل أصول الملكية الفكرية على زيادة الدخل من خلال المبيعات ومنح التراخيص وتسويق المنتجات الحالية والجديدة لتحسين حصة السوق ورفع الأرباح وفرض ملكيتهم الفكرية بفعالية ضد المنتهكين الذين يتطلعون للاستفادة من أعمال المصمم الإبداعية إلى أقصى درجة.

ولمزيد من المعلومات يرجى زيارة الرابط التالي: www.tamimi.com/en/magazine/law-update/section-14/may-9/intellectual-property-in-the-high-fashion-industry.html#sthash.7pu6pZhk.dpuf

© Al Tamimi & Company 2016