التدخل المبكر يزيد فعالية ضبط اعتلال الشبكية وعلاجه حتى 90%

الاتحاد الدولي للسكري يقدر إصابة أكثر من 640 مليون شخص بمرض السكري بحلول عام 2040

انخفاض مستويات الهيموجلوبين الجلوكوزي بنسبة 10% يسبب انخفاضاً ملحوظاً في خطر تفاقم اعتلال الشبكية بنسبة 39%

الإحصائيات تشير إلى احتمال تطور حالات متفاوتة من اعتلال الشبكية بعد أكثر من 20 عاماً من الإصابة بمرض السكري يصل إلى 85%

رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة - أعلنت مستشفى رأس الخيمة عن استضافة ندوة إلكترونية حول اعتلال الشبكية السكري لتسليط الضوء على أحد أكثر المخاوف الصحية الملحة في دولة الإمارات. وتأتي هذه الخطوة استجابة للإحصائيات العالمية المقلقة عن مرض السكري، وتشكل جزءاً من تحدي مرض السكري الذي أطلقته المستشفى مؤخراً انطلاقاً من التزامها الراسخ بتثقيف وتوجيه المجتمع حول تأثير هذا المرض. كما تهدف الندوة للتعريف بالمخاطر المتعلقة بالرؤية لدى مرضى السكري وكيفية علاجها والوقاية منها.

ويُقدّر الاتحاد الدولي للسكري احتمال إصابة أكثر من 640 مليون شخص بمرض السكري بحلول عام 2040، أو ما يعادل 10% من تعداد سكان العالم تقريباً. كما تشير الأرقام إلى الانتشار المتسارع لمرض السكري في دولة الإمارات، ومن المتوقع أن يصيب 25% من عدد سكانها.

وتولى الدكتور موهيت جين، أخصائي طب وجراحة العيون الوظيفية في مستشفى رأس الخيمة، تقديم الندوة الإلكترونية لتزويد الحضور بمعلومات وشروحات قيمة حول اعتلال الشبكية السكري، بما في ذلك:

مرض السكري وفقدان البصر: أكد الدكتور موهيت على أن مرض السكري سبب رئيسي لفقدان البصر، لا سيما لدى الشباب البالغين، حيث يصاب ثُلث مرضى السكري باعتلال الشبكية في مرحلة ما من مراحل حياتهم.

التقدم في السن والمخاطر المتعلقة بالرؤية: تشير الإحصائيات إلى أن 34.6 % من مرضى السكري ممن تزيد أعمارهم على 40 عاماً يعانون من اعتلال الشبكية السكري، وهي نسبة مقلقة لا سيما وأن 10.2% يواجهون خطر فقدان البصر.

الأثر على المدى الطويل: يصل احتمال تطور حالات متفاوتة من اعتلال الشبكية بعد أكثر من 20 عاماً من الإصابة بمرض السكري إلى 85%.

عوامل الخطورة: سلط الدكتور موهيت الضوء على عوامل الخطورة للإصابة باعتلال الشبكية السكري، بما فيها عدم ضبط مستوى السكر وضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والسمنة والتدخين والاستهلاك المفرط للكحول.

كما أشار إلى أن المراحل المبكرة من اعتلال الشبكية السكري غالباً ما تكون غير عرضية، وقد يواجه بعض الأفراد صعوبة في القراءة أو رؤية الأجسام البعيدة. ويسبب تطور الحالة المرضية نزف الأوعية الدموية في شبكية العين، مما يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في الرؤية مثل ظهور بقع أو خطوط داكنة وعائمة في الساحة البصرية.

ويوجد ارتباط وثيق بين مستويات الهيموجلوبين الجلوكوزي A1c وخطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري؛ حيث يترافق انخفاض مستويات الهيموجلوبين الجلوكوزي بنسبة 10%، من 9% إلى 8.1% مثلاً، مع انخفاض ملحوظ في خطر تطور اعتلال الشبكية بنسبة 39%. ويشكل التدخل المبكر أمراً أساسياً في نجاح خطة العلاج التي تقوم على إعطاء الأدوية المضادة لعامل النمو البطاني الوعائي بالحقن المباشر في العين، ما يؤخر تدهور الحالة أو استعادة الرؤية.

كما نوه الدكتور جين على استخدام الليزر لتدبير الأوعية الدموية غير الطبيعية في شبكية العين، وبالتالي منع تطور المضاعفات مثل النزيف وانفصال الشبكية. وتتطلب الحالات المتقدمة إجراء عملية جراحية لعلاج اضطراب شبكية العين، وتتضمن استئصال الجسم الزجاجي لمعالجة النزف والندبات وانفصال الشبكية للحفاظ على الرؤية.

ويوجد حاجة ملحة لتثقيف المجتمع حول اعتلال الشبكية السكري والعلاجات الفعالية المتاحة للتعامل مع هذه الحالة المرضية، ويتيح التدخل المبكر السيطرة على اعتلال الشبكية وعلاجه بفعالية تصل إلى 90%، ويشكل الافتقار للمعرفة والوعي بالمرض عائقاً أمام الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية ويعرقل فعالية جهود الوقاية والعلاج.

واختتم الدكتور موهيت جين الندوة الإلكترونية بالتأكيد على أهمية البصر، وأشار في حديثه إلى التقنية الحديثة التي طورتها جوجل لتوقع احتمال الإصابة بمجموعة من الأمراض بدقة، بما فيها أمراض القلب، بالاعتماد على الفحوص العينية، الأمر الذي يؤكد على الارتباط الوثيق بين صحة العين وصحة الجسم عموماً.

#بياناتشركات
- انتهى -