مع اتجاه أنظار عالم كرة القدم نحو الدوري السعودي، خاصة بانضمام الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو  لنادي النصر في ديسمبر الماضي، انتشرت جملة "شهادة الكفاءة المالية" بين متابعي الكرة السعودية. فما هي هذه الشهادة وما تأثيرها على عالم كرة القدم في المملكة؟

خلفية سريعة

في السنوات الأخيرة، تعرض عدد من الأندية السعودية لعقوبات مختلفة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، تنوعت بين الغرامات المالية وخصم النقاط والحرمان من قيد اللاعبين.

هذه العقوبات أتت بسبب قضايا وشكاوى تقدم بها بعض اللاعبين والمدربين خاصة من الأجانب على الأندية السعودية بسبب أزمات تتعلق بعقودهم مع الأندية. وكانت هذه الأزمات في الأغلب بسبب عدم وفاء الأندية بالتزاماتها المالية تجاه اللاعبين والمدربين، مما تسبب في قيامهم بفسخ عقودهم من جانب واحد والشكوى للفيفا لاتخاذ موقف في هذا الأمر.

عقوبات الفيفا شملت حصول اللاعبين والمدربين على أحكام بالتعويض بقيمة مالية كبيرة مع حصولهم على مستحقاتهم المتأخرة، وبين خصم نقاط من الأندية في جدول ترتيب المسابقات التي يشاركون بها، وحرمان هذه الأندية من القيد لفترات معينة.

ومع تفشي الأزمة، قررت وزارة الرياضة السعودية في ديسمبر 2020 اعتماد لائحة جديدة لإعادة الانضباط المالي للأندية في المملكة، وأطلقت عليها "شهادة الكفاءة المالية".

ما هي شهادة الكفاءة المالية؟

لمنح شهادة الكفاءة المالية، تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن كل من وزارة الرياضة السعودية، والاتحاد السعودي لكرة القدم، ورابطة الأندية السعودية المحترفة. مهمة اللجنة هي دراسة الأوضاع المالية للأندية، ومنح شهادة الكفاءة المالية للأندية التي تستطيع الوفاء بالتزاماتها المالية المستحقة عليها.

وتشمل هذه الالتزامات رواتب اللاعبين ومستحقات الأجهزة الفنية والإدارية والعاملين بالنادي، ومستحقات الأندية الأخرى من صفقات انتقالات اللاعبين، وكذلك مستحقات الاتحاد السعودي ورابطة الأندية المستحقة على النادي.

وقررت اللجنة ربط قيد الصفقات الجديدة للأندية بحصولها على شهادة الكفاءة المالية. بمعنى أنه إذا لم يحصل أي نادي على الشهادة فلا يكون بمقدوره القيام بأي تعاقدات جديدة حتى يقوم بتسوية التزاماته المالية والحصول على الشهادة. ويتم منح الشهادات بفترة زمنية تحددها اللجنة، وتجدد مع كل فترة انتقالات بعد دراسة اللجنة لأوضاع النادي المالية.

ويهدف منح شهادة الكفاءة المالية حماية الأندية من قيام اللاعبين والمدربين برفع قضايا ضدها في الفيفا. وفي يناير2021، بدأت الأندية في الحصول على الشهادات من اللجنة.

في حالة تأكد اللجنة من قيام النادي بأي مخالفات مالية تقوم باتخاذ عقوبات ضد هذا النادي، ويمكن للجنة إلغاء الشهادة في أي وقت إذا تأكدت من قيام النادي بمخالفة الإجراءات المتفق عليها، ولا يتم منحها مرة أخرى إلا بعد التأكد من إنهاء النادي لهذه المخالفة.

النتائج

بمجرد تطبيق شهادة الكفاءة المالية، اتجهت الأندية لتوقيع مخالصات مالية مع لاعبيها الحاليين والسابقين والذين يملكون مستحقات لدى النادي تجنبا للدخول في منازعات يمكن أن تنتهي بتوقيع عقوبات كبيرة على الأندية. كما توقفت بصورة كبيرة ظاهرة التعاقد مع اللاعبين بطريقة غير مدروسة مع خشية الأندية من عقوبات اللجنة.

لم تتمكن سبعة أندية - على رأسها الاتحاد الذي توج قبل أيام بلقب كأس السوبر السعودي - من أصل 16 في الدوري السعودي للمحترفين من الحصول على الشهادة الخاصة بفترة الانتقالات الشتوية التي انتهت بنهاية يناير الماضي، ليتم حرمان هذه الأندية من تسجيل أي لاعب في هذه الفترة. وجاءت هذه الأندية كما يلي:

فيما حصلت ستة أندية على الشهادة بعدما سددت كافة التزاماتها، وحصلت ثلاثة أندية أخرى على الشهادة بعدما سددت جزء كبير من مستحقاتها واتفقت على جدولة ما تبقى منها.

 

(إعداد: عادل كُريّم، المنسق الإعلامي السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم)

( للتواصل zawya.arabic@lseg.com)