14 12 2018

يمثل مشروع البحر الأحمر السياحي، رئة ثالثة للقطاع، الذي يقوم على سياحة المهرجانات والتسوق بالدرجة الأولى، من أجل المنافسة عالميا في القطاع السياحي عبر معايير دولية.

والمشروع المتوقع أن يضخ 22 مليار ريال سنويًا يتميز بطبيعته البكر بين مدينتي الوجه، وأملج، في منطقة تبوك، ويهدف لوضع المملكة كإحدى الوجهات العالمية في السياحة، وتنبع أهميته من موقعه الاستراتجي بالقرب من المحميات الطبيعية والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة أو حرة الرحا، وبهذا الموقع المتميز أيضًا سيكون السياح على مقربة من مدائن صالح أكثر المواقع التاريخية والتراثية استقطابا لاهتمام السياح الأجانب المتوقع أن تصل أعدادهم إلى مليون سائح سنويًا.

والحقيقة أن القطاع السياحي مؤهل حاليا لانتعاشة قوية بعد الحراك الذي شهده في السنوات الأخيرة على أيدي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني، ولهذا من المؤمل أن يضع مشروع البحر الأحمر المملكة كإحدى الوجهات التي تنافس أهم الوجهات العالمية في السياحة من خلال تنافسيته ليصبح على رأس قائمة أفضل 10 مواقع للغوص في العالم وأفضل 10 مناطق صديقة للبيئة وأفضل 8 وجهات للسياحة البيئية، استنادًا للطبيعة البكر في 22 جزيرة سيتم إعادة تأهيلها بالمرافق والخدمات السياحية في المرحلة الأولى من المشروع المقرر أن ترى النور في 2022، ولا شك أن التدابير المتخذة تعزز من فرص النجاح بجانب الموقع، إذ سيكون هناك اهتمام أكبر براحة السائح من خلال تحديد سقف أعلى لعدد الزائرين للتواجد بالمنطقة في آنً معًا تماشيًا مع أفضل الممارسات العالمية في مجال السياحة والآثار.

وتحكم المشروع معايير جديدة تطمح للارتقاء بالسياحة عبر فتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم، من أجل التعرف على كنوزه وخوض مغامرات جديدة تجذب السياح محليًا وإقليميًا وعالميًا على حد سواء، ليكون المشروع مركزًا لكل ما يتعلق بالترفيه والصحة والاسترخاء .

وحتى يكون الحراك شموليا باتجاه النجاح تنظيميا على مستوى التأهيل باعتبار العنصر البشرى أهم وسائل النجاح، تم الإعلان عن استحداث كلية للسياحة في محافظة الوجه تحوي ثلاثة تخصصات هي السياحة، وإدارة الفنادق، وإدارة الفعاليات والإرشاد السياحي لتأهيل الشباب السعودي للعمل في المشروعات السياحية الجديدة ولتقليص معدل البطالة في المجتمع.

وتنبع أهمية المشروع من تحويله المملكة إلى بوصلة لاستقطاب السياحة وتوطين الإنفاق على السياحة في الخارج والذي تجاوز وفق آخر إحصاءات الهيئة العامة للسياحة نحو 97 مليار ريال .

© Al Madina 2018