بوادر أزمة سياسية تتبلور بين الولايات المتحدة والصين، مع تأجيل زيارة دبلوماسية لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين، كانت مقررة هذا الأسبوع، بسبب منطاد صيني دخل المجال الجوي الأمريكي ووصفته واشنطن بأنه للمراقبة وأسقطته، فيما قالت الصين إنه منطاد مدني ويستخدم في بحوث الأرصاد.

وتشهد العلاقات بين البلدين، الكثير من الشد والجذب بداية من الحرب التجارية بين الطرفين مرورا بالتوترات بسبب دعم الولايات المتحدة لتايوان التي تحاول الاستقلال عن الصين، التي تعتبر تايوان جزء من أراضيها، وفاقم حدة الخلاف زيارة نانسي بيلوسي العام الماضي، والتي كانت رئيسة مجلس النواب "الكونغرس" حينها، لكونها أرفع مسؤول أمريكي منتخب يزور تايبيه منذ 25 عام.

وبحسب فرانس 24، فإن زيارة بلينكن التي كانت مقررة يومي الأحد والاثنين، كانت بغرض تخفيف التوترات بين البلدين، كأول زيارة لوزير خارجية أمريكي لمنافستها منذ 2018.

تفاصيل الأزمة

في بيان يوم السبت، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الثالث، إن مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأمريكية أسقطت منطاد صيني للمراقبة من على ارتفاع عال، بأمر من الرئيس بايدن.

وعبرت الصين عن استياءها من مهاجمة الولايات المتحدة لما قالت إنه منطاد مدني، مؤكدة أنها أبلغت الولايات المتحدة بشكل متكرر أنه منطاد للاستخدام المدنى ودخل المجال الجوي الأمريكي بسبب قوة قاهرة وأن الأمر كان "محض حادثة" بحسب بيان منشور على موقع وزارة الخارجية الصينية الأحد.

وتبادل الجانبان اتهامات مخالفة القانون الدولي فمن جهة يعتبر وزير الدفاع الأمريكي خرق المجال الجوى بغرض المراقبة انتهاك صريح فيما يرى الجانب الصيني أن الولايات المتحدة أصرت على استخدام القوة والمبالغة في رد الفعل، رغم أن المتحدث بإسم وزارة الدفاع  الأمريكية قال إن المنطاد لن يسبب أى ضرر عسكري أو للأشخاص المتواجدين على الأرض.

قال اوستن الثالث في البيان "البالون، الذي كانت تستخدمه جمهورية الصين الشعبية في محاولة لمراقبة المواقع الاستراتيجية في الولايات المتحدة، تم إسقاطه فوق المياه الإقليمية للولايات المتحدة".

وأصدر بايدن أمر الاسقاط، الأربعاء، لكن تم تأجيل تنفيذه لحين وصول البالون أعلى الساحل جنوب كارولينا للتأكد من عدم إلحاق الضرر بأى من الأمريكيين الموجودين على الأرض، ونفذ بالتعاون مع حكومة كندا، حسب البيان.

تاجيل زيارة بلينكن

قرر وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن تأجيل زيارة للصين بعد ما أسماه  بـ"انتهاك صريح" للسيادة الأمريكية والقانون الدولي، ومعه ينتفى الغرض من الزيارة، بحسب بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة.

ما قابله الجانب الصيني بالرفض، إذ قالت وزارة الخارجية الصينية في تعليق على موقعها السبت، إنه تم الاستعلام عن المنطاد واتضح أنه منطاد مدني مستخدم في البحوث لأغراض الأرصاد الجوية.

وأضافت الوزارة أن الرياح وقدرة التحكم الذاتية المحدودة تسببت في انحراف المنطاد عن المسار المخطط له، وأن ذلك موقف غير متوقع بالكامل بسبب قوة قاهرة "والحقائق واضحة جدا"، مؤكدة أن الصين، ليس لديها نية للانتهاك و"لم ننتهك أبدا أراضي أو مجال جوي لأي دولة ذات سيادة".

 

(إعداد: أماني رضوان، تحرير: شيماء حفظي، للتواصل  zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا