يبدو أن الأزمة الجزائرية-المغربية أبعد ما يكون عن الانتهاء مع غياب أي فرصة في الأفق لإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ أكثر من سنتين بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. 

وقال تبون، خلال مقابلة مع شبكة الجزيرة نُشرت يوم الأربعاء، إن العلاقات مع المغرب وصلت "نقطة اللاعودة" في إشارة واضحة إلى زيادة تأزم الخلاف القائم بين البلدين.

ورغم أسف تبون لوصول العلاقة بين الجزائر والمغرب الجارتين إلى هذه النقطة، إلا أنه اعتبر قطع العلاقات مع المغرب هو "رد فعل". 

وفي أغسطس 2021، قررت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما سمته آنذاك بـ "أفعال عدائية" ضد الجزائر، لكن المغرب اعتبر مبررات القرار الجزائري "زائفة". 

وتتعلق الأزمة، التي امتدت لعقود، بدعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعتبر المغرب الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكم ذاتي تحت سيادته. وبقيت الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994، بحسب وسائل إعلام.

وقبل قطع العلاقات بين البلدين، كان المغرب طبع في ديسمبر 2020 علاقاته مع إسرائيل مقابل اعتراف الولايات المتحدة -وسيط التطبيع- بسيادة المملكة على أراضي الصحراء الغربية.

ويرى المحلل السياسي التونسي كمال بن يونس أن تصريح تبون الأخير كشف تراكم الخلافات بين قيادات دولتي الجزائر والمغرب واستفحال أزمة الثقة بينها. 

وقال بن يونس، في تصريحات لزاوية عربي، إن "هذا التطور خطير من حيث انعكاساته السلبية على مسار الشراكة الثنائية التقليدية بين البلدين والشعبين ورجال الأعمال والقطاع الخاص والمجتمع المدني في الدولتين". 

وكان تبون قال، في حوار لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نقلته الإذاعة الجزائرية ديسمير الماضي، إن "قرار قطع العلاقات كان بديل عن نشوب حرب بين الدولتين" نتيجة تراكم المشكلات منذ الستينات. 

غير أن بن يونس يعتقد أن "الدبلوماسية يمكن أن تنتصر مجددا بين البلدين، مثلما حصل مرارا منذ أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي عندما نجحت قيادات البلدين بدعم من عواصم عربية وإفريقية في تجميد التناقضات القديمة والنزاع المسلح حول حدود البلدين وفي الصحراء المتنازع عليها". 

وتابع: "أعتقد أن منطق "تقاطع المصالح" سينتصر مجددا على الاعتبارات الظرفية والخلافات الثانوية التي يتهم كل طرف جهات خارجية بالضلوع فيها". 

ورجح بن يونس "انتصار منطق التهدئة وتفعيل الشراكة الاقتصادية والأمنية الثنائية والأقليمية لأن أغلب صناع القرار الاقتصادي والسياسي والعسكري في الجزائر والمغرب يدركون أن كلفة حروب الاستنزاف باهظة بالنسبة لهما". 

وأضاف: "تواصل القطيعة سيكون له انعكاسات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية خطيرة جدا". 

(إعداد: جيهان لغماري، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا