انضمت فنلندا رسميا، يوم الثلاثاء، إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتصبح بذلك الدولة الـ 31 في الحلف، وهي عملية انضمام وصفت بـ"التاريخية"، وتمثل في الوقت نفسه ضربة قوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يشير إلى إمكانية توسع النزاع بين الحلف وموسكو.

جاء الانضمام بعدما كانت فنلندا قدمت طلب في مايو الماضي لكي تصبح عضوة بحلف الناتو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في نهاية فبراير 2022، وفنلندا هي الجارة الغربية لروسيا. 

وصِف انضمام فنلندا بـ"التاريخي" إذ أنه كان أسرع عملية انضمام في التاريخ الحديث للحلف الذي تأسس في عام 1949، وجاء انضمامها رسميا الثلاثاء بالتزامن مع الذكرى 74 لتأسيس الحلف.

وهو انضمام "تاريخي" أيضا لأن فنلندا تكون بذلك تخلت عن سياستها طويلة الأمد بالتزام عدم الانحياز، وهو أمر جاء كرد فعل على غزو موسكو لأوكرانيا.

 وسعت فنلندا لهذا الانضمام بالنظر إلى أن المادة الخامسة من مبادئ الحلف تنص على أن الهجوم على عضو واحد هو هجوم على الجميع، وهو ما يعني أنه في حال غزو روسيا لفنلندا فيجب على دول الناتو -وهو أكبر تحالف أمني في العالم- دعمها.

وبهذا الانضمام فقد تضاعف طول حدود حلف الناتو -الذي غزا الرئيس الروسي أوكرانيا لمنعه من التوسع- مع روسيا إلى 2600 كيلومتر، لذلك يُعتبر انضمام فنلندا للحلف "نكسة" سياسية واستراتيجية لبوتين، لكنه في الوقت نفسه تحدي للناتو في ما يتعلق بتأمين هذه الحدود، بحسب تقارير إعلامية.

وأسست الدول الغربية حلف الناتو كوسيلة أمان جماعية ضد الاتحاد السوفيتي وحلفائه، لكن دولتين أوروبيتين لطالما رفضتا الانضمام له والتزمتا بسياسة عدم الانحياز وهما فنلندا والسويد. وتسعى السويد هي الأخرى -وهي جارة فنلندا الغربية- منذ الغزو الروسي لأوكرانيا للانضمام للناتو.

ولا يحمل هذا الانضمام مكاسب لفنلندا فقط، بل إن حلف الناتو رابح أيضا من هذه العملية، التي تعني أن جيش قوي جديد سينضم إلى قوات الحلف. ولدى فنلندا، بحسب بي بي سي، قوات مسلحة مجهزة ومدربة جيدا يبلغ قوامها حوالي 30 ألف، إضافة إلى قوات احتياط تصل إلى 250 ألف يمكن استدعائها.

روسيا تتوعد

وفي ظل ما يحمله انضمام فنلندا إلى الناتو من "نكسة" لبوتين، توعدت روسيا، يوم الثلاثاء، على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف باتخاذ "إجراءات مضادة"، بحسب تصريحات أدلى بها المتحدث لصحفيين وأوردتها وسائل إعلام.

واعتبرت روسيا أن الانضمام هو "تصعيد جديد للوضع"، وفق المتحدث، الذي قال: "توسيع حلف شمال الأطلسي يشكل مساس بأمننا وبمصالحنا الوطنية...هذا يضطرنا إلى اتخاذ إجراءات مضادة".

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت، سابقا، إن موسكو ستكون مضطرة لاتخاذ إجراءات عسكرية "وإجراءات أخرى انتقامية لمواجهة التهديدات لأمننا القومي الناشئة عن انضمام فنلندا للناتو".

وبالتزامن مع انضمام فنلندا لحلف الناتو، تكثف روسيا وجودها العسكري على حدودها مع الدول التابعة للناتو، بحسب تقرير لبي بي سي الثلاثاء.

(إعداد: مريم عبد الغني، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا