دبي - الإمارات العربية المتحدة: أظهرت أحدث الأبحاث التي أجرتها إيتورو، منصة التداول والاستثمار، أن مستثمري دبي وأبوظبي يشتركون في بعض السمات، ويختلفون في أنماط الاستثمار، إلا أنهم يتفقون بوضوح على الثقة في قوة الاقتصاد الإماراتي وآفاق نموه طويلة الأمد.

وقال جورج ندّاف، المدير العام في إيتورو (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا): "رغم أن المستثمرين في دبي وأبوظبي يتبعون استراتيجيات مختلفة فيما يتعلق بأهداف محافظهم وقيمها، إلا أن أبحاث إيتورو للمستثمرين الأفراد تشير إلى ثقة مشتركة بمرونة الاقتصاد الإماراتي، والقطاعات التي تدعم توسعه. وتتعزز هذه الثقة أيضاً نتيجة العوائد القوية التي يحققها السوق، والتي تعدّ محركاً أساسياً للتفاؤل المستمر في أوساط المستثمرين".

فئات الأصول المفضلة

أظهرت الدراسة أن الأصول الرقمية (الكريبتو) هي الفئة الأكثر شعبية لدى المستثمرين في كلتا الإمارتين. وتأتي السلع في المرتبة الثانية لدى المستثمرين في دبي، بينما يفضل المستثمرون في أبوظبي الأسهم المحلية. وأظهرت النتائج أيضاً أن المستثمرين في دبي يبدون إقبالاً أكثر للتنويع عبر فئات أوسع من الأصول، مقارنة بنظرائهم في أبوظبي.

وأوضح ندّاف: "إن ما يلفت الانتباه في هذه المعطيات هو شهية المستثمرين في دبي لتنويع استثماراتهم، إلى جانب تسجيل مشاركة أكبر في السلع والأسهم الأجنبية والعملات والبدائل. ورغم أن المستثمرين في أبوظبي يبدون أكثر ميلاً للاستثمار في العملات الرقمية (الكريبتو)، إلا أنه عند السؤال عن الأصل الأكثر صموداً والقدرة على التحمل في الأسواق المتقلبة، نجد أن المستثمرين في دبي يفضلون الكريبتو، بينما يميل المستثمرون في أبوظبي إلى الذهب ويعتبرون أن الاحتفاظ بالنقد هو الخيار الأقوى".

التوزيع القطاعي و الانحيازات الإقليمية

يتشابه التوزيع القطاعي في كلتا الإمارتين مع تركيز واضح على الخدمات المالية والعقارات والتكنولوجيا. ومع ذلك، فإن المستثمرين في دبي يميلون إلى الاستثمار في نطاق أوسع من القطاعات، ما يعكس ميلاً أكبر للتنويع. أما القطاع الوحيد الذي يفضل مستثمرو أبوظبي الاستثمار فيه أكثر من مستثمري دبي فهو قطاع التعدين.

ورغم ارتفاع مستويات المشاركة في أسواق الأسهم الإماراتية، المهيمنة عليها قطاعات مثل التمويل والصناعة، إلا أن هناك انحيازاً واضحاً للسوق المحلي. ويُظهر المستثمرون في دبي تفضيلاً أقوى لأسهم سوق دبي المالي، بينما يميل المستثمرون في أبوظبي إلى أسهم سوق أبوظبي للأوراق المالية. ومع ذلك، فإن نسبة أكبر من مستثمري أبوظبي يحتفظون بالأسهم من كلا السوقين مقارنة بالمستثمرين في دبي. وهذا يعني أن مستثمري أبوظبي أكثر تمسكاً بالأسهم الإماراتية، إذ يستثمر فيها 88% مقابل 85% في دبي، وهي نسب مرتفعة في الحالتين.

وأضاف ندّاف: "من منظور قطاعي، يتركز ثقل المستثمرين في كلا الإماراتين على القطاعات الأسرع نمواً في الإمارات، إلا أن محافظ دبي تُظهر انتشاراً أوسع، مع تخصيص أكبر للطاقة والصناعة والاتصالات. وهذا يعكس صورتين لمجموعتين من المستثمرين يتفقان على محركات النمو ذاتها، لكن يعبّران عنها من خلال اتباعهم استراتيجيات مختلفة".

المحافظ والأولويات

تميل محافظ المستثمرين في دبي إلى أنها تكون أكبر من حيث القيمة مقارنة بأبوظبي، إذ إن ما يقارب 9% منها تتجاوز مليون درهم، مقابل 6% فقط في أبوظبي.

أما على صعيد الأولويات، فيتفق المستثمرون في كل من دبي وأبوظبي على ثلاثة أهداف رئيسية، وهي: تحقيق الاستقلال المالي، وضمان الأمن طويل الأمد، وتعزيز الدخل. لكن الاختلاف يظهر في التفاصيل، وهي على وجه التحديد أن المستثمرين في أبوظبي يبدون ميلاً أكثر للاستثمار من أجل التقاعد وخطط مستقبلية، مثل الرهن العقاري أو تعليم الأبناء، بينما يركز مستثمرو دبي أكثر على الاستقلال المالي والتقاعد المبكر.

ورغم هذا الطابع المحافظ الذي يُميّز المستثمرين في أبوظبي، أفاد 13% منهم أنهم "يستثمرون بدافع المتعة"، مقارنة بـ 9% فقط في دبي، وهو ما يكشف عن نزعة استكشافية لدى شريحة من المستثمرين، على الرغم من الطابع العام الأكثر تحفظاً.

نقاط الالتقاء: التفاؤل بالعقار والتكنولوجيا والمالية والطاقة

رغم الاختلافات الواضحة بينهم، يتقاطع مستثمرو دبي وأبوظبي في محاور رئيسية، أبرزها الثقة القوية في الاقتصاد الإماراتي والأداء طويل الأمد للشركات المدرجة محلياً. كما يُظهر كلا الطرفين تفاؤلاً مشابهاً حيال القطاعات الرئيسة في نمو الإمارات.

ففي دبي، أعرب المستثمرون الأفراد عن تفاؤلهم بالاستثمار في العقارات (56%)، التكنولوجيا (50%)، الخدمات المالية (39%)، والطاقة (37%) خلال الـ 12 شهراً المقبلة. أما مستثمرو أبوظبي فجاءت النسب قريبة على النحو التالي: العقارات (55%)، التكنولوجيا والخدمات المالية (44% لكل منهما)، والطاقة (38%). وهذا يشير إلى توافق واضح بين المستثمرين الأفراد في الإمارات الذين يرون أن هذه القطاعات تعتبر المحركات الأساسية للنمو في العام المقبل.

واختتم جورج ندّاف حديثه قائلاً: "عند النظر إلى الصورة الشاملة، فإن رسالة المستثمرين في كلتا الإمارتين واضحة، وهي تحديداً أن المستثمرين الأفراد يرون الإمارات سوقاً يجمع بين المرونة والفرص، وهو أساس قوي لتحقيق النمو المستدام. ومع استمرار نمو قطاعات، مثل العقارات والتكنولوجيا والطاقة، وجذبها لرؤوس أموال المستثمرين الأفراد، يُسهم الأفراد في توجيه مسار الإمارات نحو ترسيخ مكانتها كمركز استثماري عصري يتميز بالمرونة والابتكار".

أجري الاستطلاع بتكليف من منصة التداول والاستثمار eToro، وشمل عيّنة من 1,000 مستثمر فردي يقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة. تم تنفيذ الاستطلاع خلال الفترة من 10 يوليو 2025 إلى 21 يوليو 2025 من قبل شركة الأبحاث Appinio. وتم تعريف المستثمرين الأفراد بأنهم إما مستثمرون يتخذون قراراتهم بأنفسهم أو مستثمرون يحصلون على استشارات، ويشترط أن يمتلكوا منتجاً استثمارياً واحداً على الأقل يشمل الأسهم أو السندات أو الصناديق أو أدوات استثمارية مكافئة. لم يكن من الضروري أن يكونوا من مستخدمي eToro.

 نبذة عن eToro:

 eToro هي منصة للتداول والاستثمار تمكّنك من الاستثمار والمشاركة والتعلّم. تأسست في عام 2007 برؤية عالم يستطيع فيه الجميع التداول والاستثمار بطريقة بسيطة وشفافة. اليوم لدينا 40 مليون مستخدم مسجل من 75 دولة. نحن نؤمن بقوة المعرفة المشتركة وأننا نستطيع تحقيق المزيد من النجاح عبر الاستثمار معاً. لذلك أنشأنا مجتمعاً استثمارياً تعاونياً مصمماً لتزويدك بالأدوات التي تحتاجها لتنمية معرفتك وثروتك. على منصة eToro يمكنك امتلاك مجموعة متنوعة من الأصول التقليدية والمبتكرة واختيار طريقة استثمارك: التداول المباشر، الاستثمار في محفظة، أو نسخ مستثمرين آخرين. يمكنك زيارة مركزنا الإعلامي للاطلاع على أحدث أخبارنا.

-انتهى-

#بياناتشركات