فاز سوق المال السعودي بسباق الطروحات العامة في 2021، وسط منافسة مشتعلة مع الإمارات، وهدوء في أغلب أسواق باقي المنطقة.

وجذبت الطروحات السعودية اهتمام كبير من المستثمرين وجرى تغطيتها بمعدلات قوية، وسط تفاؤل بتعافي اقتصاد المملكة من تداعيات كورونا وارتفاع أسعار النفط.

قال أيمن أبوهند، خبير الاستثمار ومؤسس ومدير الاستثمار في شركة "أدفايزبول ويلث إنجنز" ومقرها أمريكا، إن "السعودية جنت ثمار خطوات قوية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى سوق المال، منذ طرحت عملاقة النفط أرامكو في 2019، فيما تحاول أسواق المنطقة اللحاق بالركب".

وأضاف أبوهند في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة، إن السعودية تعمل على برنامج خصخصة واضح من خلال طرح شركات حكومية كبيرة في البورصة، بالإضافة إلى تحفيز الشركات الناشئة على الإدراج، "وهذا يدعم خططها للتحول إلى الاقتصاد غير النفطي ويجذب المستثمرين".

أداء متباين

وبحسب بيانات سوق المال السعودي، فقد جرى طرح 12 شركة في البورصة ثلثها تقريبا في السوق الموازي، وذلك مقارنة مع 4 اكتتابات فقط في 2020، ومن المنتظر طرح مزيد من الشركات في الفترة المقبلة.

ومن أبرز هذه الطروحات "أكواباور"، "إس تي سي حلول"، الخريف لتنقية المياه والطاقة، النايفات للتمويل، العربية للتعهدات الفنية، المنجم للأغذية، إلى جانب مجموعة تداول القابضة.

أما سوق أبوظبي فقد شهد طفرة في الطروحات من خلال إدراج 4 شركات أحدها في السوق الثانوي، بعد غياب لأكثر من 3 سنوات.

وكان من أبرز هذه الطروحات وحدة شركة أدنوك للحفر، وهو الأول منذ عام 2017، بالإضافة إلى فرتيجلوب للأسمدة، وإلياه سات، ومجموعة "ملتيبلاي" التابعة للشركة العالمية القابضة.

على النقيض جاء أداء سوق دبي المالي مخيب للأمال، بغياب تام للطروحات الأولية، وما زاد الأمر سوءا خروج شركتي داماك وإعمار مولز.

وفي مصر شهدت البورصة طرح شركتين في اكتتاب عام، وهما تعليم لخدمات الإدارة، و"إي فاينانس" الحكومية، إلى جانب حصة إضافية من شركة أبوقير للأسمدة الحكومية المدرجة بالسوق.

وتعرضت البورصة المصرية لضربات كبيرة هذا العام مع شح السيولة وتراجع استثمارات الأجانب، إلى جانب تباطؤ الحكومة في تنفيذ برنامجها لطرح شركات وبنوك عامة بالسوق.

ماذا ننتظر في 2022؟

يبدو أن العام المقبل سيشهد منافسة حامية على الطروحات الأولية في أسواق السعودية والإمارات، إذ تسعى دبي للحاق بركب جارتيها أبوظبي والرياض.

وأعلنت دبي عن خطة لطرح 10 شركات حكومية وشبه حكومية من الحجم الكبير، وكشفت عن أسماء مجموعة منها، مثل هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا"، وسالك، وإمباور، وطيران الإمارات.

كما أن أبوظبي تترقب طروحات من بينها موانئ أبوظبي، وتشجع الحكومة على جذب شركات القطاع الخاص والعائلية للطرح في السوق.

وفي السعودية من المنتظر طرح مجموعة كبيرة من الشركات، إذ أعلن خالد الحصان الرئيس التنفيذي لمجموعة "تداول" القابضة قبل أيام أن هناك حوالي 50 طلب لإدراج الشركات في السوق.

وفي مصر من المنتظر طرح مجموعة من الشركات الحكومية قد يكون من بينها بنك القاهرة المؤجل منذ عدة سنوات.

وقال مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، في بيان الشهر الماضي، إن الحكومة تعتزم طرح 5 أو 6 شركات جديدة في البورصة المصرية قبل نهاية 2021.

(إعداد: شيماء حفظي، صحفية متخصصة في الشأن الاقتصادي، وتركز بشكل أساسي على القصص التحليلية، وهي محررة في موقع مصراوي المصري)

(تحرير: عبدالقادر رمضان. للتواصل yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

#تحليل سريع

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام