الخبر وخلفيته 

قال طارق الملا وزير البترول المصري إن العمل مازال جاريا على تطوير استراتيجية خاصة بصناعة وإنتاج الهيدروجين كوقود نظيف، وهي مرحلة جديدة في الجهود المبذولة لتحقق مصر الاعتماد المنشود على مصادر طاقة بديلة، بالإضافة إلى تصدير الهيدروجين الأخضر في المستقبل.  

وجاءت تصريحات الملا في حديثه خلال منتدى «إطلاق صناعات الهيدروجين في أفريقيا» والذي تمت فاعلياته عبر الفيديو كونفرانس يوم الأربعاء الماضي. وكان في نوفمبر الماضي قد تم الإعلان عن تشكيل الحكومة المصرية للجنة متخصصة، بالتعاون مع وزارة البترول، لوضع الاستراتيجية الخاصة بالهيدروجين واستكشاف فرص انتاجه.  

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اجتمع في فبراير الماضي مع الرؤساء التنفيذيين لثلاث شركات بلجيكية، وهم شركة ديمي لأعمال التكريك وشركة ميناء أنتويرب وشركة فلوكسي، لمناقشة التعاون المحتمل في إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.

وفي أبريل الماضي، ناقش الرئيس السيسي أيضا فرص التعاون في مجالات الطاقة وخاصة الهيدروجين مع الرئيس التنفيذي لشركة "هيونداي روتم" العاملة في مجال الهيدروجين بالإضافة الي صناعة القطارات وأنظمة الدفاع البري، وهي أحد شركات هيونداي موتور الكورية.  

وقد أكد الملا خلال المنتدى الأربعاء الماضي أن مصر تسعى لاستخدام مواردها الطبيعية من مصادر الغاز لدعم إنتاج الهيدروجين الأزرق.  

لكن يبقى الهيدوجين الأخضر هو الهدف الأهم. 

ألوان الهيدروجين وماذا تعني؟

يعتبر الهيدروجين مصدر نظيف للطاقة الا ان عمليات انتاجه تنتج انبعاثات كربونية بدرجات متفاوتة، ما عدا الهيدروجين الأخضر، وهو ما يميزه عن باقي الألوان والتي تمثل كل منها عملية انتاج مختلفة. 

فالهيدروجين البني ينتج عن طريق استخدام الفحم. وهناك أيضا الهيدروجين الرمادي وهو الأكثر انتشارا في العالم في الوقت الحالي، ويتم انتاجه عن طريق تعريض الوقود الأحفوري للبخار. وفي حال عزل ثاني أكسيد الكربون عنه، يُعرف بالهيدروجين الأزرق. 

وهناك أيضا الهيدروجين الفيروزي والزهري والأصفر والأبيض، وتختلف طريقة تصنيع واستخراج كل منهم. ولا تخلو أي منهم من الانبعاثات المضرة. 

أما الهيدروجين الأخضر، وهو ما تسعى مصر إلى تصنيعه في الفترة المقبلة، فتعتمد عملية إنتاجه على التحليل الكهربائي باستخدام آلات تعمل على تحليل الماء إلى عنصري الهيدروجين والأكسجين بدون أي انبعاثات.

ويحتاج إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى كم كبير من الطاقة، ولكن يشترط أن تكون الكهرباء المستخدمة في عملية إنتاجه ناتجة عن مصادر متجددة مثل الرياح والشمس، وهو ما تسعى مصر أيضا إلى الاعتماد عليه أكثر في المستقبل.  

وتهدف مصر الي إنتاج 20% من طاقتها عبر مصادر متجددة بحلول 2022 على أن تزيد النسبة إلى 42% في عام 2035.  

فرص تصدير الهيدروجين  

يأتي اتجاه مصر إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر في وجود شهية كبيرة له، خاصة في أوروبا بعد ان قام الأتحاد الأوروبي بدعم تحويل الطائرات من الوقود التقليدي الي الهيدروجين الأخضر، وهو ما قد يعطي الفرصة لمصر لتصديره.  

ففي سبتمبر الماضي، أعلنت شركة ايرباص عن مشروع لتطوير تكنولوجيا ستساهم في تقديم جيل جديد من الطائرات التي تستخدم الهيدروجين كوقود نظيف. ويسمى المشروع "زيرو"، وهو يرمز إلى أن نسبة الانبعاثات من تلك الطائرات هي صفر، وهو أحد المشاريع البارزة المدعومة من الاتحاد الأوروبي لدعم الطاقة الخضراء في أوروبا.  

وأكد محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري يوم الجمعة خلال جلسة في منتدى ترويج الاستثمار في أفريقيا، والذي تستضيفه مصر حتى 14 يونيو في مدنية شرم الشيخ، أن الوزارة تهدف إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، وفقا لتقارير إخبارية.  

وللهيدروجين استخدامات عدة كوقود نظيف، خاصة في القطاع الصناعي. ويستخدم  أيضا كوقود للسيارات. 

تعليق خبير 

قال أحمد زين خبير السيارات الكهربائية المصري لموقع زاوية عربي انه لا يتوقع أن يكون هناك اتجاه من الحكومة لتعميم السيارات التي تستخدم الهيدروجين الأخضر كوقود في مصر في المستقبل القريب.  

وأشار زين، المدير التنفيذي لشركة "زي تك" المصرية المتخصصة في توفير البنية التحتية للسيارات الكهربائية أن قلة انتشار سيارات الهيدروجين في العالم لن يشجع مثل تلك الخطوة في الوقت الحالي.  

ويتوقع زين ان يتم تقديم سيارات الهيدروجين في مصر بعد انتشار المركبات التي تعمل بالغاز والكهرباء، وهو ما تسعى الحكومة إلى تحقيقه.  

الغاز والكهرباء  

تأتي الجهود الحكومية في إنشاء صناعة الهيدروجين في مصر بالتوازي مع جهود أخرى للاعتماد على الغاز الطبيعي، والذي تتمتع مصر بوفرة منه، بالإضافة إلى التمهيد إلى انتشار المركبات الكهربائية.  

وقدمت الحكومة في الشهور الماضية مبادرتين لتحويل واستبدال السيارات التي تعمل بأنواع الوقود التقليدية بأخرى تعمل بالغاز. وتهدف المبادرتين إلى وصول عدد المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي إلى 800 ألف بحلول عام 2024. 

من ناحية أخرى، اتخذت مصر في الشهور الماضية عدد من الخطوات لتمهيد انتشار المركبات الكهربائية، مثل السماح بترخيصها ووضع التعريفات المستخدمة في محطات الشحن التي بدورها أصبحت أكثر انتشارا في الآونة الأخيرة.  

ومن المتوقع أن تبدأ مصر بالتعاون مع شركة "دون فونج" الصينية إنتاج سيارات كهربائية في العام القادم، على أن يشهد النصف الثاني من 2022 إنتاج 25 ألف سيارة.

وكان رئيس الوزراء مدبولي قد قال إن الحكومة لديها النية لتحويل كل أتوبيسات النقل العام المصري إلى الغاز والكهرباء بدون ذكر تفاصيل عن موعد تحقيق هذا الهدف. 

 

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز)

(للتواصل: ahmed.feteha@refinitiv.com)

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام