أوبك ليست منظمة سياسية، نترك السياسة خلف الباب، تصريحات يرددها وزراء أوبك دوما ولكن يبدو أن الولايات المتحدة ليست مقتنعة بها هذه المرة اذ اعتبرت أن قرار المجموعة الأخير يدل على انحيازها لروسيا.   

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس إن بلاده تراجع عدد من الخيارات للرد فيما يتعلق بعلاقتها مع السعودية موضحا: "نحن نتشاور عن كثب مع الكونغرس".

وأتى التصريح بعد يوم من قرار أوبك + - التي تضم منتجي النفط في مجموعة أوبك - وعلى رأسهم السعودية والإمارات وآخرين من خارجها وعلى رأسهم روسيا - بخفض سقف الإنتاج بنحو 2 مليون برميل في اليوم.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الذي يرأس أوبك بلس ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي قد أكد كل منهما في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد اجتماع أوبك + أن المجموعة ليست منظمة سياسية.

"من المهين الافتراض بأن أوبك بلس ليست سوى السعودية وروسيا،" وأن "هذا الدويتو يمسك بزمام الأمور"، بحسب الأمير عبدالعزيز في لقاء مع تلفزيون بلومبرغ بعد القرار.

آراء المحللين 

"السياسة مطروحة بقوة على الطاولة وستؤثر على العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة في المرحلة المقبلة. حيث أن التصور هو أن العلاقة السياسية بين السعودية وروسيا أثرت على سياسة أوبك بلس،" بحسب ما قاله لزاوية عربي، آبي راجندران - وهو مدير الأبحاث في شركة أنرجي إنتليجنس - وهي شركة متخصصة في نشر الأخبار والأبحاث في قطاع الطاقة ولديها مكاتب في مختلف دول العالم من بينها نيويورك ودبي.

وأضاف راجندران "السوق الفورية لا تزال تشهد نقص (في المعروض) ...لذلك يُنظر للقرار بأنه قرار سياسي".

وعما إذا كانت ردة فعل الولايات المتحدة مبالغ فيها، قال راجندران "سنرى النفط يحلق فوق الـ 100 دولار من جديد... والخطاب يتجه فقط إلى التصعيد من الجانب الأمريكي، إنها فقط البداية".

أعاد هيثم الغيص أمين عام أوبك لقناة العربية  السعودية يوم الجمعة التأكيد عن عدم وجود دافع سياسي وراء قرار أوبك + مضيفا: "لا ننحاز لأي طرف ضد الآخر واتفاق أوبك بلس ليس سياسي".

تصريحات أمريكا

كثيرة هي التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أمريكيون منذ اللحظات الأولى من صدور القرار. 

توترت العلاقات  بين السعودية وأمريكا بعد قدوم بايدن للسلطة، هو الذي وصف السعودية بالدولة "المنبوذة" على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

لا تزال العلاقة بين السعودية وأمريكا فاترة حتى بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية في يوليو الماضي. وكان يأمل بايدن، بحسب وسائل إعلام عالمية من التوصل ـ خلال الزيارة ـ إلى اتفاق حول زيادة إنتاج النفط ضمن مساعيه لخفض أسعار البنزين في بلاده المرتفعة وتداعياتها على التضخم وهو ما قد يؤثر على آراء الناخبين في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية المقررة في نوفمبر.

ومن البيانات الأولى التي صدرت عن البيت الأبيض بعد قرار أوبك+  أن "الرئيس (الأمريكي) محبط من قرار أوبك الذي يتسم بقصر النظر فيما الاقتصاد العالمي يتعامل مع الآثار السلبية المستمرة لـ غزو بوتين لأوكرانيا". فيما صدر بيان آخر اتهم المجموعة بالانحياز إلى روسيا.

"أعتقد أن رد الولايات المتحدة كان قاسي،" بحسب رندة فهمي، نائبة مساعدة لوزير الطاقة الأمريكي السابق الذي عمل في إدارة جورج بوش الابن.

وقال البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي بايدن قد طالب السلطات بإضافة  10 مليون برميل من احتياطي البترول الاستراتيجي للبلاد الشهر المقبل لمواجهة الزيادة المرتقبة في الأسعار بعد قرار أوبك +.

"السحب من الاحتياطي المخصص للاستعمال في الأزمات والطوارئ ليس الحل فالأزمة التي نمر بها ليست كبيرة،" بحسب فهمي.

وأضافت: "لا أعتقد أن أوبك بلس تعطي الإيماءة لروسيا، يقومون بما يصب في مصلحتهم، لا أرى أنهم ينحازون ضد الولايات المتحدة وأوكرانيا".

بحسب رئيس شركة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة والتي مقرها أمريكا، بوب ماكنالي لموقع زاوية عربي: "أعتقد أن الأولوية بالنسبة لأعضاء أوبك بلس استقرار أسعار النفط  وليس لعب السياسة مع هذا القرار. ولكن بما أن روسيا تؤدي دور بارز في المنظمة وستستفيد ماليا وسياسيا من الخفض، ذلك يعزز من الإحساس بالضرر في واشنطن".

سعر مستهدف؟

يكرر وزراء أوبك في أكثر من مرة لا سيما وزير الطاقة السعودي أن هدف أوبك ليس استهداف سعر نفط معين. 

وعن ذلك قال وزير الطاقة السعودي يوم الأربعاء إننا نريد سوق مستقر لا يعيق الاستثمارات، رافضا مسألة أن السعودية تستهدف نطاق سعر معين لأسعار النفط. 

وكان تقرير لرويترز الشهر الماضي قال إن السعودية وروسيا تعتبران أن سعر 100 دولار للبرميل هو سعر عادل يمكن للاقتصاد أن يتحمله، نقلا عن مصادر مطلعة على تصورات الحكومتين. وقد أبدى الوزير السعودي اعتراضه على  هذا التقرير في مؤتمر صحفي بعد اجتماع أوبك بلس واصفا المصادر بغير الموثوق بها وأكد في المؤتمر ان أوبك + لا تستهدف سعر معين.

وبعد قرار المجموعة بخفض سقف الإنتاج قفزت أسعار النفط  للتجاوز في تعاملات سابقة الجمعة 94 دولار لبرميل برنت.

للمزيد: إنفوجرافك - النفط يكسر موجة انخفاض الأسعار بعد قرارات أوبك+

(إعداد: ريم شمس الدين، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا