24 02 2016

«الأنباء» تكشف كواليس نسختي المسلسل والصراع بين «قبنض» و«ميسلون»

قاووق: تنازلت لبسام الملا عن ملكية الجزأين السادس والسابع

وقاف: الفن ليس حكراً على شركة دون أخرى

شهدت العاصمة السورية مؤخرا عودة المخرج السوري بسام الملا، ودعوة أسرة «باب الحارة» على عشاء في جو أضفى فيه حبه على تلك الأسرة التي قيل إنها أصبحت منقسمة بين فنانين وقعوا مع شركة قبنض، وآخرين لم يحنثوا بالوعد بانتظار عودة بسام الملا لإخراج الأجزاء المتبقية، ترى ماذا دار في كواليس العشاء بمطعم «كيف»؟ وماذا عن القضاء الذي كان الفصل بين الشركتين؟ وكيف سيتقبل الجمهور العربي «باب الحارة» بأجزائه المتبقية؟ ومن سيصدق الجمهور الملا أم «قبنض»؟

«الأنباء» وقفت على حقيقة ما جرى ويجري من أحداث وصفها البعض بانه من حق «قبنض» أن ينتج، وآخرون قالوا ان مروان قاووق باع الملكية لشركة ميسلون أي شركة الملا منذ عام 2007، والمشاهد بانتظار الدخان الأبيض من قبل جمهور «باب الحارة» الذي أصبح على مستوى العالم العربي والعالمي، ترى من سترفع له القبعة بأحداث «باب حارة» التي ملأت الدنيا وشغلت الناس؟

سبق أن التقت «الأنباء» بكاتب «باب الحارة» مروان قاووق، ولكن نظرا للقيل والقال مؤخرا التقيناه مرة أخرى، فقال: «ان التعديل طال توثيق الحالة الاجتماعية والثقافية والحقيقية، كما القينا الضوء على الحالة الثقافية التي كانت تشهدها الشام من بناء المدارس والمعاهد، وأبقينا على «الحتوتة»، وأضفنا على الحارة بأن السوريات كن يدرسن في الجامعات وتحديدا في كليتي الصيدلة والطب والحقوق، وفتحنا في الحارة صيدلية، وعرضنا مشاهد لأطفال في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، كما وقفنا مليا عند شباب ضحوا من اجل استقلال البلاد، وان المجتمع السوري وقف بوجه الاحتلال بكافة أطيافه واثنياته».

وعما قيل بأن هناك محكمة قريبة بخصوص «باب الحارة» ومدى صحة ذلك، رد قاوون: المحكمة ستكون بتاريخ 22 مارس المقبل، والتصوير سيبدأ بإذن الله بتاريخ 25 فبراير الجاري، وأوضح من خلال «الأنباء» ان ملكية الجزأين السادس والسابع تعود لي شخصيا، وتنازلت للملا، ولولا موافقتي شخصيا لما سمح للكاتب كمال مرة أن يكتب، ولقد أجريت لقاء مع محطة «ام بي سي» وأوضحت خلال اللقاء كل ملابسات «باب الحارة» وما شابه من مشاكل، ولكن المقابلة مع الأسف لم تعرض.

من جانبه، قال المخرج محمد وقاف لـ «الأنباء»: حقيقة عندما اعترضت الرقابة على بعض القضايا بالنص، كانت وجهة نظرها صحيحة وبمكانها، ولذلك قدمنا الواقع الذي كانت تعيشه المرأة السورية، وبأنها لم تكن مهضومة الحقوق كما عرضت في الأجزاء السابقة، وأنها كانت تواكب الحدث السياسي النهضوي وشاركت في استقلال بلادها، ولم تكن مجرد تابع لتنفيذ الأوامر من خلال عرض مشاهد عن دورها المهمش، باختصار، وثقنا العمل منذ عام 1940 وامتد التوثيق حتى عام 1941 ولشهور معدودة، وبذلك نكون وثقنا دخول الفيشي ولعدة شهور، ومن بعده دخول الفرنسيين لسورية، تزامن ذلك مع وجود المرأة السورية طالبة بجامعة دمشق، تدرس الحقوق، والطب ومعلمة تبني الأجيال، وممرضة، لقد أضفينا مسحة نورانية على النسيج السوري ودوره في مقاومة الاحتلال، وان الثورة لم تقتصر على عام 1925 وبقيت إلى أن نالت سورية استقلالها.

وتابع المخرج وقاف: ان الحداثة دخلت إلى الحارات الشامية، وأقصد بالحداثة وجود راديو وجرائد نهاية عام 1940، وهذا تزامن مع الحفاظ على «الحتوتة» التي كانت تعطي البهجة لشريحة واسعة على مساحة الوطن العربي والعالم، بانتظار ما ستؤول إليه الأحداث، مثل حالة «فريال» مع صهرها و«عصام» مع زوجاته ومصير «أبوعصام» وتغيبه ببعض الأجزاء، كما أضفنا حارات مثل «حارة العواميد»، إضافة إلى «حارة الضبع» مع أحداث جديدة.

وعن الخلاف بينه وبين المخرج الملا، قال وقاف: استغرب من هذا الكلام، علينا أن نكون منصفين، المخرج بسام الملا أجاد في توصيف البيئة الشامية، وكان واضحا عشقه لهذه البيئة، فقد أخرج «ليالي الصالحية، الخوالي، أيام شامية» وهذه الأعمال كانت امتدادا لمسلسل «باب الحارة»، وبانتقال «باب الحارة» إلى جهة إنتاجية أخرى، أصبح لكل مخرج رؤيته، وانا شخصيا اتفق مع الزميل بسام الملا في حبه للبيئة الشامية.

وبسؤاله: هل هناك فعلا انقسام بين الفنانين من حيث العمل مع شركتي «قبنض» و«ميسلون»؟ أجاب وقاف: باعتقادي هذه حرية شخصية، لان الفنان يعمل مع أي جهة يرتاح معها، والفن ليس حكرا على شركة دون أخرى، فعلا هناك فنانون وقعوا مع «قبنض»، ومنهم من رفض التوقيع وبقي مع شركة «ميسلون» التي يملكها الزميل بسام الملا، كما أن الموت غيب بعض الفنانين.

من جهته قال عمار مجاهد محامي شركة «ميسلون»: «باب الحارة» مشروع لصاحبه المخرج بسام الملا، والكاتب مروان قاووق قدم النص الخاص بالجزء الأول تحت اسم «عودة سعاد» ومن أطلق اسم «باب الحارة» على المسلسل هو المخرج بسام الملا، ومن أعاد صياغة العمل الكاتب كمال مرة، والتنازل كان باسم كمال مرة في الجزء الأول، ولكن في شارة الجزء الأول حمل اسمين «المرة وقاووق»، لكن الجزأين الثاني والثالث من «باب الحارة» كتبهما الكاتب مروان قاووق، تزامن ذلك مع كتابة الجزأين الرابع والخامس للكاتب كمال مرة، وبالعودة للجزأين السادس والسابع، فقد قام بكتابة المسلسل الكاتبان سليمان عبدالعزيز وعثمان جحا.

وأضاف مجاهد: إذا نظرنا إلى الأجزاء نجد أن قاووق كتب الجزأين الثاني والثالث، والمهم في الموضوع أن المخرج الأساسي للأجزاء جميعها كانت للمخرج بسام الملا ومن حق صاحب شركة «عاج» للجزأين الأول والثاني، أما بقية الأجزاء الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع فهي من إنتاج شركة «ميسلون» لصاحبها المخرج الملا، إذا ببساطة الملا هو صاحب العمل، وهو الذي قدم «باب الحارة» مسلسلا يشار إليه بإعجاب كبير على المستوى العربي والعالمي، وهذا بشهادة شركة خاصة بالاستبيان الفني تابعة للولايات المتحدة الأميركية.

وتابع: بالنسبة للجزء الثامن من «باب الحارة» فان من حمل الملكية من وزارة التجارة والاقتصاد منذ عام 2007 ولمدة عشر سنوات هو شركة «ميسلون» وبذلك لا يحق لأحد أن ينتج عملا يحمل اسم «باب الحارة».

وعن أسماء الفنانين الذين وقعوا مع «ميسلون» عقود عمل للتصوير بالجزء الثامن، قال مجاهد: رفض معظم الفنانين أخلاقيا التعامل أو التوقيع مع شركة «قبنض»، وقع معنا الفنان عباس النوري والفنانة صباح جزائري وميلاد يوسف ومحمد خير الجراح، الذي تتفاوض معه حاليا شركة «قبنض» ولكنه حسم أمره وسيكون «أبو بدر» ضمن أسرة شركة «ميسلون» وأيمن بهنسي وعادل علي وزهير رمضان، ونحن في انتظار صدور قرار المحكمة في شهر مارس المقبل، ملمحا الى ان التصوير سيكون بمدينة الفارس الذهبي بيعفور، وببيوت من دمشق القديمة.

أما الكاتب سليمان عبدالعزيز فقال: «باب الحارة» هو ملكية صرفة للمخرج بسام الملا، ولمن لا يعلم كان اسمه في البداية «عودة سعاد»، والملا هو من أسمى العمل «باب الحارة»، نحن حاليا نكتب بطريقة جديدة، أي هناك نقلة نوعية للعمل لأجزائه الثامن والتاسع، وهناك حكايا جديدة بدم جديد، وآمل من الله التوفيق والفصل الوحيد للمشاهد.

وحول وجود نسختين من «باب الحارة»، رد عبدالعزيز: أنا لست ديبلوماسيا لأعلق على هذا الامر، ولكن منتج فني اثبت لأول مرة في عالم الدراما وجوده وهناك جمهور عريض ينتظره، كما أن هناك وجوها جديدة بالعمل، ويؤسفني أن اسمع تصاريح تفتقر للكياسة الفنية والديبلوماسية، وأحيانا من مكتب إعلامي أو ناطق ما تشعرني بالأسف، ما هو جديد مثلا تقديم اليهود بأحد المشاهد، اليهود جزء لا يتجزأ من دمشق، ومن البيئة الشامية ولهم حارة مسماة باسمهم «حارة اليهود» متاخمة لحي الأمين وتحديدا على كتف اوتيل تلمسان الذي كانت تملكه أسرة يهودية تعيش بدمشق.

لقاء بسام الملا ونجوم «باب الحارة» في «كيف»

دعا المخرج بسام الملا أسرة «باب الحارة» بكافة الأجزاء على عشاء في العاصمة السورية دمشق وتحديداً في مطعم «كيف»، ولبى الدعوة كل من الفنانين: مصطفى الخاني وزوجته والفنانة وفاء موصلي ومخرج «باب الحارة» ناجي طعمة وزوجته الفنانة كندا والفنانة هدى شعراوي «داية الحارة» وعلي كريم وعلي الحسيني وسلوم حداد كضيف شرف وأيمن زيدان، علما أن بعض الفنانين كانوا قد وقعوا مع شركة «قبنض» وعندما سئلوا كانت الإجابة أنهم اطلعوا على الحكم القضائي الذي يخول الشركة بالإنتاج، وهذا وفاء منهم لمخرج العمل على مدى سبعة أجزاء قبل التوقيع، وكانت إجابة الملا: إننا أسرة واحدة وإخوة ولا نفترق عن بعضنا البعض والتوقيع لا يفسد للود قضية.

من جهة أخرى طلب الفنان ميلاد يوسف من زميله الفنان طلال مارديني التقاط صورة تذكارية تجمعه مع حماته فريال «الفنانة وفاء موصلي» وكذلك مع المخرج الملا، وعلق طلال مارديني: «يكفي ابن أبو عصام ميلاد يوسف أن يكون قد تعلم نفض المنشفة بعد الانتهاء من حلاقة الزبون، وبأنه نسخة مصغرة عن والده عباس النوري في كار الحلاقة»، علما أن الفنانة وفاء موصلي وصلت إلى الحفل وهي متعبة لأنها كانت بالتصوير، وأكدت لـ «الأنباء» أن الفن من وجهة نظرها هو رسالة إنسانية، وقالت: علينا ألا ننقل الخلاف السياسي السوري إلى الفن السوري الذي وقف شامخا رغم الصعاب.

وعلمت «الأنباء» أن المخرج الملا طلب من مدير الإنتاج أن يحذف اسم أي فنان وقع مع شركة «قبنض» في المستقبل، من كافة أجزاء «باب الحارة» القادمة، يتعلق بأجور للفنانين العاملين في «باب الحارة» مع شركة «قبنض» قيل إنها أعلى من أجور الفنانين مع الملا، وغمز مصدر لـ «الأنباء» بأنهما في سباق على احتواء أسرة «باب الحارة» لتكمل ما بدأته من مسيرة نجاح، كما أكدت المصادر ان الفنان عباس النوري سيكون ضمن أسرة الملا على ان تشاركه دور الزوجة الفنانة صباح جزائري.

ومن الكواليس الفنية والإعلامية حصلت «الأنباء» على أخبار بخصوص الفنانين الذين عرض عليهم العمل بالجزء الثامن مع «قبنض» واعتذروا لأسباب خاصة بهم، وحسب رأيهم «هكذا قيل» ان العمل لن يضيف لمسيرتهم الفنية شيئا من أبرزهم: الفنان دريد لحام وياسر العظمة واسعد فضة، وقد يكون الفنان المصري شعبان عبدالرحيم من مصر ضيفا على الجزء الثامن مع شركة «قبنض»، وان هناك مفاوضات تجري مع الفنان محمد خير الجراح «أبو بدر» بالأجزاء السابقة، كما أن الفنان وائل شرف، الذي يدرس الإخراج حاليا بلندن، طلب مبلغا كبيرا عن دوره بمسلسل «باب الحارة » فاستبعد من شركة «قبنض» لأسباب مادية، ومن «ميسلون»، كما رفض التوقيع مع «قبنض» الفنان يحيي بيازي وميلاد يوسف ومصطفى الخاني، في الوقت الذي وقعت كل من الفنانة وفاء موصلي وشكران مرتجى وأمية ملص وعلي كريم مع شركة «قبنض»، وبالمقابل فقد تردد أن الفنانة سلمى المصري ستلعب دور «أم عصام» مع شركة «قبنض» ولا نعلم لماذا تحفظ المخرج وقاف على أسماء الفنانين الذين وقعوا معهن كما ترددت أخبار بأن الملا سيصور ببيروت، وذلك من خلال رجل أعمال تكفل ببناء مدينة تحمل صفات البيئة الشامية، في الوقت الذي أكد المكتب الإعلامي لشركة ميسلون أن التصوير سيكون بأحياء دمشق القديمة ومدينة الفارس الذهبي بيعفور.

© Al Anba 2016