بينما غالبية حكومات دول العالم، خاصة الغربية منها، منشغلة حاليا بعمليات إجلاء رعاياها من أفغانستان، جاءت ردود فعل بعض منها متباينة إزاء سيطرة حركة طالبان على سائر البلد وصعودها لسدة الحكم في البلاد، بعد 20 عام من الإطاحة بها على يد القوات الأمريكية والأجنبية.

دخل مقاتلو طالبان العاصمة كابول يوم الأحد دون قتال بعد سيطرتهم على غالبية عواصم الولايات خلال الأسبوع الماضي، فيما فر الرئيس الأفغاني إلى خارج أفغانستان مع وصول طالبان للعاصمة "حقنا للدماء" على حد تعبيره.

للمزيد: تسلسل زمني لتقدم طالبان في أفغانستان

وتسعى الحركة حاليا إلى تشكيل حكومة جديدة لأفغانستان بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب، ولانتقال سلمي للسلطة، بحسب بي بي سي العربية، غير أن موقف دول العالم من السلطة الجديدة في أفغانستان متباين.

ففي حين طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، يوم الأحد بعدم الاعتراف بحكومة حركة طالبان، أعلنت الصين في اليوم التالي أنها على استعداد لتطوير علاقات ودية وتعاونية مع طالبان.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ  إن بلادها تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره بشكل مستقل.

فيما كان موقف روسيا هو محاولة لإمساك العصا من المنتصف إذ نقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا" يوم الاثنين إن موسكو لن تتسرع في الحكم على طالبان وسيبقى لها تمثيل دبلوماسي في افغانستان، وسيكون قرارها بناء على سلوكيات الحركة.  

أما ألمانيا وهي أحد المانحين الرئيسيين لأفغانستان، فقد سبق وأعلنت موقفها قبل انتصار طالبان بأيام، إذ هدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يوم الخميس الماضي من أن بلاده لن تدفع فلس واحد من مساعدات التنمية إذا سيطرت طالبان على زمام الحكم.

بينما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عبر حسابه على تويتر، إن "أفغانستان تقف عند مفترق طرق. أمن ورفاهية مواطنيها إضافة إلى الأمن الدولي على المحك".

أما رئيس إيران إبراهيم رئيسي فقد قال، الاثنين بحسب وكالة أنباء إرنا الإيرانية، إن انسحاب أمريكا بعد الهزيمة العسكرية التي تكبدتها داخل أفغانستان، من شأنه أن يتحول إلى فرصة مواتية لانعاش الحياة والأمان والسلام المستديمين في أفغانستان.

وجاء رد أمريكا الرسمي متأخرا فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب متلفز أمس إنه غير نادم على إنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة لكنه عبر عن أسفه لسقوط الجيش الأفغاني بهذه السرعة رغم كل الدعم الذي قدم له، بحسب مؤتمر صحفي له مساء أمس بتوقيت المنطقة العربية.

 وأضاف: "لقد قدمنا لهم (الجيش الأفغاني) كل فرصة ممكنة لتحديد مستقبلهم. ما لم نتمكن من تقديمه هو الإرادة للقتال من أجل هذا المستقبل".

وبحسب مؤتمر صحفي لوزارة الدفاع الأمريكية أمس، الأولوية لأميركا الآن هي تأمين خروج الأمريكيين وحلفاؤها والأفغان الأكثر تضررا من هناك من خلال تأمين المطار والتأكد من توافد العدد اللازم من الطائرات.

ردود الفعل العربية

دعت البحرين، الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي، الدول الأعضاء للتداول بشأن التطورات في أفغانستان.

قالت الخارجية السعودية، في بيان يوم الاثنين، إنها "تأمل أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات"، مضيفا أنها تتابع باهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان.

أما قطر، التي ترعى منذ سنوات المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية وواشنطن، فقد قال وزير خارجيتها محمد ال ثاني، يوم الاثنين في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني، إن قطر تسعى لتحقيق حل سياسي وانتقال سلمي للسلطة في أفغانستان.

هنأ رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي لطالبان، بـزوال "الاحتلال الأمريكي" 

وأشاد ب"الأداء السياسي والإعلامي لحركة طالبان".

 

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي) 

(تحرير: شريف طارق، للتواصل:yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام