تزداد التحذيرات الدولية ضد روسيا، حال أقدمت على أي عمل عسكري تجاه أوكرانيا، بعد حشد قواتها على الحدود في الأيام الأخيرة، مع تلميحات أمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو.

قبل سبع سنوات، تأزمت العلاقات الروسية الأوكرانية بسبب شبه جزيرة القرم، بعد تدخل وصفته أوكرانيا بأنه "غير شرعي" بينما رأته موسكو دعم للحراك الشعبي، ومع مطلع العام الجديد تتجدد المخاوف، فماذا يحدث على حدود البلدين؟

في مطلع ديسمبر الجاري، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن استخباراتيين، رصد تحرك غير عادي على حدود أوكرانيا وحشد قوات روسية لنحو 100 ألف جندي بالقرب من الحدود.

وبحسب ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحشد قوة من المتوقع أن يصل مجموعها إلى 175 ألف جندي بالقرب من حدود روسيا مع أوكرانيا، مما يمنحه القدرة على غزو محتمل لجارته بحلول أوائل عام 2022.

وحذر المسؤولون من أن وكالات الاستخبارات الأمريكية لا تعرف ما إذا كانت روسيا ستغزو في الواقع أوكرانيا.

تحذير أمريكي

وقال وزير الخارجية أنتوني بلنكين، يوم الخميس الماضي، قبل لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في ستوكهولم: "إذا قررت روسيا مواصلة المواجهة، ستكون هناك عواقب وخيمة".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه لن يقبل أي "خطوط حمراء" تضعها موسكو في هذا الشأن، مؤكدا أنه "سيجعل الأمر غاية في الصعوبة" على روسيا فيما يتعلق باجتياح جارتها.

وتنفي روسيا نيتها تنفيذ عملية عسكرية تجاه جارتها، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن انتشار القوات الروسية على الأراضي الروسية حق مشروع لها، في ظل ممارسات حلف شمال الأطلسي في المنطقة.

سيكون يوم الثلاثاء المقبل، مهم لوضع إجابات واضحة بشأن هذا النزاع، حيث يناقش الرئيسان الأمريكي والروسي هذه القضية.

وبحسب ما ذكرته فاينانشيال تايمز، سيجري الرئيسان فلاديمير بوتين وجو بايدن مكالمة هاتفية الأسبوع المقبل وسط تصاعد التوترات العسكرية على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

وقال البيت الأبيض إن بايدن سينقل "مخاوف الولايات المتحدة بشأن الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا ويعيد تأكيد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

في تصريحات أشارت إليها الصحيفة، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس السبت، إن البنتاغون لا يزال قلق للغاية بشأن الوضع على الحدود.

وأضاف أوستن "لقد غزوا من قبل"، في إشارة إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

وتدعم الولايات المتحدة  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مواجهة الخطط الروسية.

ماذا حدث في 2014؟

في 2014، أطاحت احتجاجات عنيفة في أوكرانيا بالرئيس المنتخب والموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، فيما سيطرت قوات موالية لروسيا على شبه جزيرة القرم.

أجرت القوات الروسية استفتاء لسكان المنطقة وأغلبهم من أصول روسية، وصوت الاستفتاء لصالح ضم القرم إلى روسيا.
وتعتبر أوكرانيا والدول الغربية، هذا الاستفتاء غير شرعي.

تقع جمهورية القرم، في شبه جزيرة تمتد من جنوبي أوكرانيا بين البحر الأسود وبحر آزوف. ويفصلها عن روسيا من الشرق مضيق كيرتش.

(شيماء حفظي، صحفية متخصصة في الشأن الاقتصادي، وتركز بشكل أساسي على القصص التحليلية، وهي محررة في موقع مصراوي المصري)
 
(تحرير: عبدالقادر رمضان. للتواصل yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

#أخبارسياسية

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام