أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما وصفه بـ"محاولة الانقلاب" في السودان، داعيا إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الذي اعتقلته قوة من الجيش صباح يوم الاثنين، وكذلك أعضاء الحكومة المدنيين.
 
وبالمثل أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "الانقلاب العسكري الجاري في السودان"، ودعا إلى الإفراج فورا عن حمدوك وكل المسؤولين الآخرين، وقال إنه "يجب أن يكون هناك احترام كامل للميثاق الدستوري لحماية التحول السياسي الذي تحقق بصعوبة".
 
فيما دعا الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل إلى إعادة العملية الانتقالية في السودان لمسارها الصحيح. 
 
بينما قالت مصر، في بيان لوزارة خارجيتها، إنها تتابع عن كثب التطورات في السودان، داعية كافة الأطراف السودانية  لتغليب المصلحة العليا للوطن والتوافق الوطني.
 
يأتي هذا فيما أفادت قناة العربية السعودية بأن مطار الخرطوم أُغلق وتم تعليق الرحلات الدولية يوم الاثنين، في ظل الأحداث الجارية في العاصمة السودانية.
 
وعلى الصعيد الداخلي، دعا تحالف قوى الحرية والتغيير السياسي، الذي ناهض حكم البشير وكان يشارك في حكومة حمدوك المطاح بها، إلى عصيان مدني شامل، مطالبا جموع الشعب بالخروج إلى الشوارع احتجاجا على الأحداث الأخيرة، بحسب بيان للتحالف نشرته وزارة الإعلام السودانية على صفحتها على فيسبوك.

 

كلمة البرهان

أعلن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي في السودان، في بيان متلفز اليوم الاثنين، حالة الطوارئ في سائر أنحاء السودان، وقرر حل مجلس السيادة الانتقالي والحكومة السوداني، وذلك بعد ساعات من قيام قوات عسكرية باعتقال رئيس الوزراء حمودك وعدد من الوزراء وأعضاء المجلس السيادة.

كما قرر البرهان تعليق العمل بعدد من مواد الدستور، وتكليف حكومة من كفاءات وطنية مستقلة يراعى فيها تمثيل كل الأطياف في البلاد بإدارة شؤون البلاد حتى الانتخابات.

وقال إن مديري العموم في الوزارات والولايات سيتولون تسيير الأعمال، مضيفا أنه تم كذلك تعليق عمل لجنة لمكافحة الفساد.

وتابع أن الانتخابات ستجرى في يوليو 2023، وأنه سيتم تشكيل برلمان ثوري من الشباب.

وقال البرهان إن الخلافات والانقسامات هي ما "استجوب على القوات المسلحة بصفتها السلطة المؤسسة للفترة (الانتقالية) حماية أمن وسلامة البلاد ... كما ورد في الدستور"، مضيفا: "ما تمر به البلاد الآن اصبح يشكل خطر حقيقي يهدد أحلام الشباب وآمال الأمة". 

وشدد على أن القوات المسلحة ماضية قدما في التحول الديمقراطي في البلاد حتى "نسلم الحكم لحكومة مدنية" 

ماذا حدث سابقا؟

أطلقت قوات عسكرية سودانية "الرصاص الحي" على متظاهرين خرجوا إلى الشوارع في السودان استجابة لمطلب رئيس الوزراء حمدوك بعد اعتقاله من قبل قوة عسكرية صباح يوم الاثنين بحسب وزارة الإعلام السودانية الرسمية.

فيما قال مكتب حمدوك إنه وزوجته اختطفا من مقر إقامتهما بالعاصمة الخرطوم.

وذكرت وزارة الإعلام، عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، أن "قوات عسكرية، تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري أمام القيادة العامة للجيش، وتوقع عدد من المصابين".

وقال مكتب رئيس الوزراء السوداني، في بيان اليوم، إن حمدوك وزوجته تم اختطافهما فجر اليوم من مقر إقامتهما بالخرطوم، وتم اقتيادهما لجهة غير معلومة من قبل قوة عسكرية.

وجاء البيان بعد ساعات من انتشار أنباء عن انقلاب عسكري في السودان اعتقل خلاله رئيس الوزراء السوداني بعد رفضه للانقلاب، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي.

وحمل بيان مكتب رئيس الوزراء "القيادات العسكرية في الدولة السودانية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك وأسرته"، وقال إن القيادات تتحمل التبعات الجنائية والقانونية والسياسية للقرارات الأحادية التي اتخذتها.

ودعا البيان "الشعب السوداني للخروج والتظاهر واستخدام كل الوسائل السلمية المعلومة والتي خبرها وجربها، لاستعادة ثورته من أي مختطف".

يأتي هذا فيما قالت وزارة الإعلام السودانية إن عشرات الآلاف من الشعب السوداني نزلوا إلى الشوارع استجابة لنداء رئيس الوزراء "دفاعا عن الثورة ورفضاً للانقلاب العسكري".

وكان حمدوك طالب، بعد وضعه قيد الإقامة الجبرية، السودانيين بـ"التمسك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم".

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية أن 4 قتلوا و80 اصيبوا في الاشتباكات الناتجة عن المظاهرات.

(المصادر: بيانات رسمية وتقارير صحفية)

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل:yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

#أخبارسياسية

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام