* تم التحديث بتصريح المتحدث باسم المنتدى التونسي

قرر البنك الدولي وقف عمله مع تونس بعد تصريحات رئيسها قيس سعيد بشأن وضع حد لظاهرة تدفق المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء على البلد، بالتزامن مع نفي البلد الشمال أفريقي اتهامات وجهت إليه بـ"العنصرية".

وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، في مذكرة داخلية أُرسلت للموظفين في وقت متأخر أمس الأحد بحسب وكالة رويترز، إن البنك أوقف إطار عمل الشراكة مع تونس مؤقتا، وأرجأ اجتماع لمجلسه كان مقرر في 21 مارس بشأن مراجعة تعامل استراتيجي جديد مع البلاد حتى إشعار آخر.

وشهدت تونس في الآونة الأخيرة جدل واسع حول ظاهرة توافد أفارقة من جنوب الصحراء على البلد بشكل غير نظامي وعملهم بشكل غير قانوني، وسط حملة من الايقافات لهم بعد تصريحات للرئيس سعيد اتهمته أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية على إثرها بـ"العنصرية".

وفي 21 فبراير الماضي، دعا سعيد، في بيان، إلى وضع حد لتدفق أفارقة من جنوب الصحراء بشكل غير نظامي قائلا إن "هناك ترتيب إجرامي تم إعداده منذ مطلع القرن لتغيير التركيبة السكانية لتونس وأن جهات تلقت أموال طائلة بعد سنة 2011 (عام الثورة) من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس".

وتسبب خطاب سعيد في أزمة دبلوماسية مع دول أفريقيا جنوب الصحراء، حيث وصف رﺋﯿﺲ ﻣﻔﻮﺿﯿﺔ اﻻﺗﺤﺎد الأﻓﺮﯾﻘﻲ ﻣﻮﺳﻲ ﻓﻜﻲ ﻣﺤﻤﺪ، في بيان الشهر الماضي، تصريحات الرئيس التونسي بـ"الصادمة"، داعيا إلى "اﻟﻨﺄي ﻋﻦ ﻛﻞ ﺧﻄﺎب ﻛﺮاھﯿﺔ أو ذي طﺎﺑﻊ ﻋﻨﺼﺮي...واﻋﻄﺎء الأوﻟﻮﯾﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺘﮭﻢ وﺿﻤﺎن ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ الأساﺳﯿﺔ".

وقال رمضان بن عمر المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية -وهو منظمة غير حكومية في تونس معنية بالهجرة والمهاجرين وبالدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية- لزاوية عربي إنه تم إيقاف 1800 شخص في شهر فبراير ضمن حملة إيقافات استهدفت المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء بسبب إقامتهم غير القانونية في تونس.

ويوم الاثنين، قال وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، في مؤتمر صحفي بالتزامن مع الكشف عن قرار البنك الدولي، إن حقوق حاملي جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء محفوظة في تونس.

وتابع: "من المضحك أن يقولوا إن تونس بلد عنصري...تونس آخر بلد يمكن اتهامه بالعنصرية".

واتهم عمار جهات لم يسمها بالتضليل ونشر أخبار خاطئة ومغالطة للحقيقة لتأجيج الأزمة المرتبطة بملف الأفارقة من جنوب الصحراء على تونس.

والأحد، أقرت تونس إجراءات جديدة لصالح الأفارقة لتيسير إقامتهم وحمايتهم وندد رئيسها سعيد بالعنصرية، واعتبر البنك الدولي هذه الخطوات لحماية ودعم المهاجرين واللاجئين خطوة إيجابية وقال إنه سيراقب تأثيرها، حسب رويترز.

لكن واشنطن عبرت، يوم الاثنين بحسب رويترز، عن قلقها البالغ إزاء تصريحات الرئيس التونسي بشأن الهجرة، وحثت تونس على الالتزام بحماية حقوق اللاجئين والمهاجرين.

(إعداد: جيهان لغماري، للتواصل  zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا