بدأت إثيوبيا يوم الأحد إنتاج الكهرباء من سد النهضة القائم على النيل الأزرق غرب البلاد، وسط ترقب  لرد مصر والسودان على هذه الخطوة، بحسب فرانس برس.

ويأتي التشغيل بعد أكثر من 10 سنوات على إعلان إثيوبيا تدشين السد على النيل الأزرق، الرافد الأساسي لنهر النيل. وأثار مشروع السد، الذي يعد الأكبر في إفريقيا، أزمة بين إثيوبيا من جانب، وبين مصر التي تتخوف من أن السد سيؤثر على حصتها السنوية من المياه من جانب آخر. 

 وتعول أديس أبابا على السد لإنتاج أكثر من 5,000 ميجاوات من الكهرباء، وهو ما يفوق ضعف الإنتاج الحالي في البلاد، لإحداث نهضة صناعية واقتصادية.

وتبلغ تكلفة مشروع سد النهضة نحو 4.2 مليار دولار ، وتصل سعته التخزينية لـ 74 مليار متر مكعب، و هي مساوية تقريبا لحصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل.

تصارع أهلي

دخلت إثيوبيا في حرب أهلية عام 2020 عندما اندلع صراع بين الحكومة والقوات الموالية لها وجبهة التحرير الشعبية في إقليم تيغراي، إلا أن السد هو أحد القضايا القليلة المتفق عليها في الداخل الإثيوبي.

وفي نوفمبر 2020 أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد - الحائز جائزة نوبل للسلام - الجيش الفدرالي إلى تيغراي لاعتقال ونزع سلاح قادة حزب جبهة تحرير شعب تيغراي الحاكم في الإقليم آنذاك.

وبعد شهور من القتال، توصل الطرفان في يوليو الماضي لاتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، وأعلن المتمردون في تيغراي قبولهم هدنة مشروطة في الإقليم الذي استعادوا السيطرة على أجزاء كبيرة فيه وسط تراجع الجيش الإثيوبي.

وعانى اقتصاد إثيوبيا نتيجة الحرب، حيث دمرت المحاصيل، وأغلقت العديد من الشركات العاملة في تيغراي. ونما الاقتصاد الإثيوبي بنسبة 2% فقط العام الماضي، وهو انخفاض كبير حيث أن متوسط النمو قبل وباء كورونا وقبل الحرب قارب 15% سنويًا لمدة 15 عام، بحسب البنك الدولي. 

وبحسب الأمم المتحدة ، يحتاج نحو 9.4 مليون شخص إلى مساعدات غذائية في ثلاث مناطق متضررة من الحرب، وهي واحدة من ثلاث دول أفريقية تقدمت بطلب لإعادة هيكلة ديونها.

ملء السد

بدأت عملية ملء الخزان الواسع لسد النهضة في عام 2020 ، لكن بحلول يوليو الماضي، لم تستطع إثيوبيا التوصل لحجم التخزين المستهدف عند 13.5 مليار متر مكعب، وملأت 8 مليار متر مكعب فقط بسبب التأخر في الإنشاءات بالإضافة إلى المشكلات الداخلية.

وفي نهاية عام 2021، أعلنت جبهة تحرير تيغراي انسحابها من منطقتي أمهرة وعفر شمالي البلاد، بناء على طلب الحكومة الاثيوبية، وهو ما تبعه إعلان مجلس النواب رفع حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر منتصف فبراير الجاري.

وفرضت حالة الطوارئ في نوفمبر في أعقاب سيطرة مقاتلين من "جبهة تحرير شعب تيغراي" على البلدتين الواقعين على بعد حوالى 400 كيلومتر عن العاصمة.
 
ولم تعلن مصر أو السودان، أي رد على بدء إنتاج الكهرباء من السد الإثيوبي بعد.

وخلال السنوات الخمس الماضية كررت مصر رفضها التشغيل الأحادي للسد، وفي 2017 قالت الحكومة إنها "ستتخذ ما يلزم لحفظ حقوق مصر المائية". 

(إعداد: شيماء حفظي، صحفية متخصصة في الشأن الاقتصادي، وهي محررة في موقع مصراوي المصري)

(تحرير: أحمد فتيحة. للتواصل ahmed.feteha@lseg.com)

#أخباراقتصادية

© ZAWYA 2022

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام