دبي في 29 أكتوبر /وام/ افتتحت اليوم بدبي فعاليات الدورة السابعة لمؤتمر الإمارات لأمراض السرطان الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية وتنظمه شعبة السرطان بجمعية الإمارات الطبية بالتعاون مع جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية تحت شعار "تعزيز التميز في علم الأورام" وبمشاركة نخبة من المتحدثين المتخصصين من مختلف دول العالم .

وتوجه معالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة مدير عام هيئة الصحة بدبي في كلمة لدى افتتاحه المؤتمر بفندق إنتركونتتنتال فستسيفال سيتي .. بالشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لدعمه المستمر للقطاع الطبي ورعاية سموه لفعاليات هذه التظاهرة العلمية المهمة التي تركز على مناقشة القضايا والإشكاليات المتصلة بواحدة من أهم التحديات التي تواجه التنمية البشرية في العالم وهي أمراض السرطان .

وقال إنه وبالرغم من التقدم السريع الذي يشهده عالمنا الآن في شتى المجالات وتفوق الإنسان وما حققه من إنجازات نوعية على ساحة الإبداع والإبتكار إلا أن ثمة تحديات كثيرة ما زالت تؤرق المجتمع الدولي وشعوبه وأبرز هذه التحديات مجموعة الأمراض المزمنة والسارية ومن بينها أمراض السرطان التي أصبحت اليوم أشد فتكا وتهديدا للنمو البشري والتنمية المستدامة .

ولفت إلى حقيقة الأوضاع التي يواجهها العالم الآن بسبب أمراض السرطان - بأنواعها المختلفة – والتي تبدو شديدة الصعوبة ولاسيما أن هذه الأمراض تعد في مقدمة أساب الوفيات حيث يفقد العالم أكثر من 8 ملايين شخص سنويا بسبب السرطان فضلا عن حالات الإصابة السنوية التي تصل إلى 14 مليون حالة وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية الرسمية .

وأكد القطامي أن هذا الوضع المؤلم لنا جميعا والمهدد لحياة الملايين من الأفراد يجعلنا أمام تحديات مباشرة تحتم علينا الوقوف جنبا إلى جنب مسؤولين وخبراء ونخب طبية ومراكز بحثية عالمية من أجل استحداث أنظمة أكثر تطورا للوقاية وعلاجات ناجعة أكثر نفعا للمصابين بهذا النوع من الأمراض .

ونوه بإدراك دولة الإمارات لحجم المخاطر الناجمة عن أمراض السرطان التي تواجه العالم وبلدانه وشعوبه من دون استثناء وهي تعمل على تسخير جميع الإمكانيات من أجل الحفاظ على مجتمعنا من الأمراض السارية وحتى الوبائية مشيرا إلى أن دبي ممثلة في هيئة الصحة تعمل على تطوير إجراءات الوقاية والإسهام بفاعلية في جهود العالم الرامية إلى الحد من انتشار السرطان وآثاره السلبية الواسعة على القوى البشرية .

كما أكد على أهمية إنشاء مراكز طبية وبحثية متخصصة لهذا المرض وهو ما سوف تتجه إليه هيئة الصحة بدبي في المرحلة المقبلة وما تطمح إليه وهي تمضي إلى تقديم نموذج صحي متكامل من الطراز الأول .

وتوجه القطامي بالشكر إلى مجلس أمناء جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية على ما يبذله من جهد لتحقيق رسالته وأهدافه النبيلة وإسهاماته في الإرتقاء بمنظومة الخدمات الطبية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية .. كما شكر المشاركين والداعمين لفعاليات المؤتمر .

وألقت الدكتورة شاهينة داوود إستشارية طب الأورام في مستشفى دبي كلمة أكدت خلالها أهمية هذا المؤتمر الذي سيساهم في تبادل الخبرات العلمية والتعرف على المزيد من المفاهيم الجديدة في مجال فحوصات السرطان وتعزيز التوعية وسبل العلاج في دول المنطقة .

وطالبت رئيس المؤتمر بضرورة المسارعة إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة للتخفيف من معاناة المرضى من خلال السعي لتعزيز التميز في علم الأورام والتكاتف لإقامة الشراكات وتعزيز المعارف والتعاون لتطوير الأبحاث وإطلاق المبادرات الرامية لمكافحة هذا المرض بفاعلية أكبر في منطقتنا .

واستعرضت النجاحات التي حققها المؤتمر خلال السنوات الماضية من خلال قوة برنامجه الأكاديمي وتعدد التخصصات المطروحة في جلساته العلمية والتي تلبي إحتياجات المعنيين بمتابعة وعلاج مرضى السرطان لافتة إلى الشراكة الناجحة التي حققها المؤتمر مع مركز "تاتا" التذكاري لأمراض السرطان في الهند ومركز "شوكت خانم" لأمراض السرطان في باكستان بالإضافة إلى الشراكة مع "الشبكة التعاونية الهندية للأورام" .

وقالت الدكتورة داوود إن المؤتمر الذي سيستمر ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من ألف و 200 مشارك بينهم 200 متحدث .. سيتضمن تسع جلسات علمية وخمس ورش عمل وأكدت أن الجلسات العلمية للمؤتمر ستعزز من أسلوب إتباع المنهجيات متعددة المجالات في التعامل مع أورام الرئة والجهاز الهضمي وأورام الرأس والعنق وجراحة الصدر والصحة النسائية والتمريض والتغذية والتصوير الشعاعي وإستخدام المسكنات وغيرها .

من جانبه قال عبد الله بن سوقات المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية إن دعم الجائزة لهذا المؤتمر ينسجم مع سعيها نحو تعزيز الجهود المبذولة للإرتقاء بالخدمات الطبية وتطويرها من خلال التأكيد على أهمية البحث العلمي والإنجازات الهامة التي تحرز في المضمار الطبي .. مؤكدا أن المؤتمر يجسد فكرة تضافر جهود المؤسسات الأكاديمية وقطاعات الرعاية الصحية الخاصة والحكومية في دولة الإمارات لمواجهة الأمراض السرطانية .

بعد ذلك افتتح معالي حميد القطامي المعرض المصاحب للمؤتمر والذي تشارك به 24 شركة تعرض آخر ما تم التوصل إليه في مجال الأجهزة والمعدات التقنيات العالمية في مجال تشخيص وعلاج أمراض السرطان .

وإشتملت جلسات اليوم الأول للمؤتمر على ورشة العمل الجراحية التي تم بثها بشكل حي على الهواء مباشرة من الهند حيث تضمنت عمليات جراحية أجراها جراحون خبراء من مستشفى "تاتا ميمورايل" شملت حالات لسرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية وإستئصال المعدة وإستئصال البروستات بالروبوتات .

وتهدف هذه الورش إلى تعريف الجراحين في دبي على أحدث تقنيات وأساليب إجراء العمليات الجراحية عبر إتاحة فرص مميزة للتعلم من خبراء عالميون في هذا المضمار .

وناقشت جلسات اليوم الأول التي شارك بها خبراء في مجال سرطان الثدي من الإمارات والولايات المتحدة وباكستان مختلف أشكال هذا السرطان وأحدث منهجيات التعامل معه بصفته واحدا من أكثر أصناف السرطان شيوعا لدى النساء في المناطق النامية والمتقدمة على حد سواء إضافة إلى مناقشة دراسات لحالات عديدة من قبل إختصاصيين من لبنان ومصر والسعودية بهدف إطلاع الحاضرين على آخر المستجدات في هذا المضمار .

وتطرقت الجلسات إلى موضوع التغذية والمبادئ التوجيهية التي يجب على الناجين من السرطان إتباعها مع إستعراض دراسة حول الأنظمة الغذائية الموصى بها لهذه الشريحة من الناس والتطرق إلى مواضيع عديدة مثل إدارة الوزن والسكر والتوابل والمكملات الغذائية وغيرها من الجوانب الهامة أثناء وبعد علاج السرطان .

وناقش المؤتمر ضمن ورشة العمل التي نظمتها جمعية تمريض الأورام أهمية تثقيف الممرضات بسبل العناية بمرضى السرطان وتعريفهن على أبرز مهارات التواصل المطلوبة .

وسيناقش المؤتمر على مدار اليومين المقبلين ضمن جلساته العلمية سرطان المعدة والرئة وغيرها من الأورام الاخرى إضافة إلى تنظيم دورة للخبراء في مجال الرأس والعنق .

ويقام المؤتمر هذا العام بدعم من مجموعة من المستشفيات الإقليمية والعالمية وهي مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة ومركز الخليج الدولي للأورام ومجموعة مستشفيات النور والمستشفى الأمريكي ومستشفى "تاتا ميموريال سنتر" ومستشفى "شوكت خانم ميموريال" .

وام/حلة/عبي/سرا

© Copyright Emirates News Agency (WAM) 2015.