13 10 2015

كشفت مصادر أمنية متطابقة لـ"الفجر" عن مقتل 5 جزائريين كانوا يُقاتلون مع المجموعات المسلحة في سوريا، خلال الأسبوع الماضي، بمدينة الرقة السورية.

أشار بعض أقارب هؤلاء الجزائريين القتلى لـ"الفجر" أن هناك معلومات شبه مؤكدة تفيد بمقتل عدد من الجزائريين الذين يقاتلون تحت لواء تنظيم "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" من بينهم، هشام بن زواي المكنى بـ"أبو الهمام" (28 سنة) وحمزة هباز المكنى بـ"أبو حذيفة" (35 سنة) واسماعيل بن عيسى المكنى بـ"أبو الرقاب" (32 سنة) وعبد الرحمان بلمكي المكنى بـ"أبو خزامة" (39 سنة) وعبد الحليم بلقادري المكنى بـ"أبو لبيب" (27 سنة) وجميعهم ينحدرون من ولايتي أم البواقي وخنشلة.

وبحسب مصادر أمنية محلية مطلعة فإن أغلبية هؤلاء الجزائريين كانوا قد اختفوا منذ أزيد من سنة وأجروا اتصالات عبر الهاتف والواتساب والفايسبوك وحتى التويتر بأهاليهم وأعلموهم بالتحاقهم بتنظيم (داعش) الإرهابي وتنظيم النصرة والقاعدة لـ"الجهاد في سبيل الله حسب اعتقاداتهم ضد الأوغاد والطغاة والكفرة وأعداء الإسلام" كما قالوا.

ورغم أن أقارب هؤلاء الجزائريين القتلى تناقلوا فيما بينهم أنباء مقتل أبنائهم بعد أن تأكدوا من صحة المعلومات من طرف أصدقاء أبناءهم الجزائريين الذين أبلغوهم بالخبر عبر الهاتف فيما تم ذكر مقتل جزائريين اثنين ويتعلق الأمر بكل من هشام بن زواي المكنى بـ"أبو الهمام" (28 سنة) وحمزة هباز المكنى بـ"أبو حذيفة" (35 سنة) عبر بعض المواقع الجهادية، إلا أن أهالي هؤلاء القتلى اتصلوا بمصالح وزارة الشؤون الخارجية للاستفسار عن صحة المعلومات وعن كيفية استعادة واستلام جثامين أبناءهم، لكن حسبهم الوزارة طلبت منهم التريث والانتظار إلى حين التأكد والتحري في الموضوع بدعوى انشغال مصالح وزارة الشؤون الخارجية حاليا بقضية الحجاج الجزائريين المتوفين والمفقودين بالسعودية على إثر حادثة التدافع بمنى في أول أيام عيد الأضحى المبارك الماضي.

وبحسب موسى بلقادري (وهو والد عبد الحليم بلقادري المكنى بـ"أبو لبيب" من عين البيضاء) في تصريحه لـ"الفجر" فإنه سافر بمجرد سماعه بالنبأ المتعلق بمقتل ابنه عبد الحليم بمدينة الرقة السورية على إثر قصف جوي كثيف من طرف القوات الروسية وبالاشتراك مع قوات الجيش السوري حيث اتجه إلى الجزائر العاصمة متجها صوب مقر وزارة الشؤون الخارجية ليتم توجيهه إلى مصالح الوزير عبد القادر مساهل. وقد تم استقباله وسماع أقواله والاستفسار عن مصير هؤلاء الجزائريين الذين سافروا إلى سوريا من أجل الجهاد تحت لواء تنظيم (داعش) والتنظيمات المسلحة الأخرى والتأكد من صحة مقتلهم.

وبحسب مصادر "الفجر" فإن هؤلاء الجزائريين الذين قُتلوا خلال الأسبوع المنقضي يعتبرون من قادة تنظيم (داعش) الإرهابي، وكانوا يعدون من المنظمين الرئيسيين لاستقبال المقاتلين الأجانب في سوريا، خاصة الذين يتكلمون اللغة الفرنسية منهم. هذا ولم يُعلن تنظيم (داعش) حتى الآن عن مقتل 5 جزائريين من عناصره في المعارك المتواصلة في منطقة ''الرقة'' في عملية قصف جوي قامت بها طائرات روسية وسورية، باستثناء موقع جهادي واحد نشر مقتل جزائريين اثنين ويتعلق الأمر بكل من هشام بن زواي المكنى بـ"أبو الهمام" (28 سنة) وحمزة هباز المكنى بـ"أبو حذيفة" (35 سنة). للإشارة يقاتل عدد غير معلوم من الجزائريين في العراق وسوريا تحت لواء تنظيم "داعش" الإرهابي ووفقًا لتقديرات غير دقيقة وغير رسمية لبعض المصادر الأمنية يتراوح عددهم بين 300 و400 شخص. ولا يزيد عدد الجزائريين في تنظيمات "السلفية الجهادية" في سوريا والعراق وهي "النصرة" وتنظيم "داعش" عن 400 شخص. وقال وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، في تصريحات صحفية، خلال شهر سبتمبر 2014، حول القضية إن "أعداد المقاتلين من الجزائر في صفوف داعش ليست كبيرة مقارنة بدول أخرى" لكن دون تقديم رقم عنهم. وبالرغم من اعتراف بعض التقديرات الأجنبية والوطنية بأن عدد الجزائريين في تنظيم (داعش) قليل نسبيا مقارنة مع باقي الجنسيات العربية والأجنبية.

© الفجر 2015