30 04 2016

 "ستظل مصر لاعبًا رئيسيًا فى قطاع البترول والغاز".. هكذا وصفت الشركات الإيطالية العاملة فى مجال النفط البلاد، وتحتل مصر المركز الـ16 من حيث إجمالى الاحتياطيات العالمية للغاز والمركز الـ15 من حيث مستوى الإنتاج وثانى أكبر منتج للغاز على مستوى أفريقيا وأول دولة منتجة للبترول من خارج أوبك على مستوى أفريقيا.

ووفقا لتقرير وزارة البترول فإن طبقات مصر الجيولوجية الجديدة تحتوى على احتياطيات هائلة فى مناطق خليج السويس والصحراء الغربية ودلتا النيل وشرق المتوسط ، وهناك مناطق بها إمكانيات لم يتم استكشافها بعد مثل منطقة غرب المتوسط حيث لاتزال هناك أكثر من تريليون برميل يومياً، ودلتا النيل (حوالى 232 تريليون قدم مكعب من الغاز) والصحراء الغربية (تضم مصادر غير تقليدية تقدر بحوالى 100 تريليون قدم مكعب) وخليج السويس (حوالى 112 تريليون قدم مكعب) وصعيد مصر (ما تزال هناك تريليون برميل يومياً).
 
وتمتلك مصر المقومات لتصبح مركزاً إقليمياً فى البحر المتوسط من خلال موقعها الاستراتيجى والبنية الأساسية والموانئ المؤهلة التى تمتلكها مصر لتصدير واستيراد البترول والغاز ،خاصة أن هناك اكتشافات تحققت أهمها حقل ظهر وشمال الإسكندرية وأتول "حيث ستبدأ هذه الاكتشافات إنتاجها بنهاية العام 2017 و2018 بمعدلات2.5 مليار قدم مكعب من الغاز، وباستثمارات 25 مليار دولار بما يعادل 250 مليار جنيه مما يجعل مصر مركزا إقليميا للطاقة والغاز، وتستهدف وزارة البترول خلال الفترة من 2020 إلى 2022 أن يكون لدى البلاد مقدرة واكتفاء ذاتى وأن يقل الاستيراد كى تصبح مصر مركزا إقليميا للطاقة".
 
كشف حقل ظهر فى البحر المتوسط يعد حقل ظهر التابع لشركة إينى الإيطالية فى منطقة اميتاز شروق فى المياه الاقليمية المصرية بالبحر المتوسط من أكبر الاكتشافات التى تحققت فى تاريخ مصر والبحر المتوسط حيث تم تحقيق الكشف فى نهاية أغسطس الماضى وتبلغ احتياطاته 30 ترليون قدم مكعب من الغاز بما يعادل 5.5 مليار برميل من النفط المكافئ.

وتبلغ إستثمارات تنمية الحقل 12 مليار دولار، وفقا لخطة التنمية التى تم اعتماد عقدها لشركة أيوك المملوكة بالكامل لشركة إينى الإيطالية، كما تضمنت الخطة تكوين شركة بتروشروق للبترول وهى شركة مشتركة بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس وأيوك، لتقوم بأعمال تنمية مشروع حقل ظهر على أن يتم تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالمشروع من خلال شركة بتروبل.

ومن المخطط بدء الإنتاج من حقل ظهر قبل نهاية عام 2017 بمعدل مليار قدم مكعب من الغاز يوميا مع تصاعد الإنتاج خلال عامين فقط وصولا إلى ذروة الإنتاج بمعدل حوالى 2.7 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا فى 2019، على أن يتم توجيه كامل إنتاج الحقل من الغاز إلى السوق المحلى.

وبعد مرور 6 شهور على تحقيق الكشف العملاق وعامين على توقيع الاتفاقية البترولية وشهرين على بدء أعمال الحفر تمكنت الشركة من نجاح الاختبارات الأولى للإنتاج من بئر "ظهر 2" التقيمى وأثناء الاختبار تم فتح 120 مترا من الخزان للإنتاج، وضخ 44 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، وأثبتت نتائج التحليلات والبيانات التى تم جمعها عن البئر، أن لديه إمكانية إنتاج ممتازة، تصل إلى 250 مليون قدم مكعب يوميا، بما يعادل 46 ألف برميل من النفط المكافئ يوميا. وذكرت أن بئر ظهر 2 الذى تم الانتهاء من حفره بنجاح على عمق 4171 مترا يبعد عن بئر ظهر1 حوالى 1.5 كليو متر جنوبا، مشيرة إلى أن أعمال حفر البئر الثانى أكدت نفس كميات الغاز المكتشفة فى البئر الأول.
 
وبدأت شركة إينى الايطالية حفر البئر الرابع ، وذلك فى إطار البرنامج الزمنى للمرحلة الأولى الذى يشمل حفر 6 آبار باستثمارات 4 مليارات دولار من إجمالى استثمارات المشروع ككل البالغة 12 مليار دولار ، كما بدأت الشركة العمليات الإنشائية فى المحطة البرية لاستقبال ومعالجة غاز حقل ظهر بمنطقة الجميل ببورسعيد والتى تشارك شركتا إنبى وبتروجت فى تنفيذ أعمالها.
 
كشف حقول شمال الإسكندرية ويعد مشروع حقول شمال الإسكندرية ضمن اتفاقية شراكة بين شركة "بى بى" البريطاينة والحكومة المصرية وهيئة البترول وشركة ديا الألمانية، وتبلغ احياطاته 5 ترليونات قدم مكعب من الغاز و55 مليون برميل من المتكثفات، وتم تخصيص وتوجيه الإنتاج للسوق المحلى. وتبلغ استثمارات تنمية المشروع 10 مليارات دولار ومن المتوقع أن يصل إنتاج الغاز من المشروع إلى حوالى 1.2 مليار قدم مكعب يومياً، وهو ما يمثل تقريبا 25% من إجمالى إنتاج مصر الحالى من الغاز الطبيعى، وسيتم ضخ كامل إنتاج المشروع من الغاز الطبيعى المستخرج إلى الشبكة القومية للغازات الطبيعية، ومن المتوقع بدء الإنتاج فى عام 2018.
 
كشف أتول باستثمارات 3 مليار دولار وتعمل شركة بى بى حاليا على تنفيذ مشروع المرحلة الأولى لحقل أتول الذى أعلن عنه خلال مؤتمر شرم الشيخ ، بخطة لحفر ثلاثة آبار متعاقبة بدءاً من شهر أغسطس القادم وهو ما سيوفر للسوق المصرية إنتاج يبدأ من 200 ليصل إلى 300 مليون قدم مكعب غاز يومياً بحلول عام 2018 وتبلغ احتياطات الحقل الذى تم اكتشافه فى مارس 2015 المؤكدة 1.5 تريليون قدم مكعب من الغاز و31 مليون برميل من المتكثفات، وتبلغ استثمارات هذه المرحلة مليار دولار من أصل استثمارات الكشف والبالغة 3 مليار دولار.

ووقعت وزارة البترول فى 5 أبريل الجارى مجموعة اتفاقيات متممة للتشييد والربط والنقل ومعالجة الغاز من الآبار المنتجة من حقل آتول إلى تسهيلات الإنتاج البرية التابعة للشركة الفرعونية ببورسعيد بين هيئة البترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" وشركة بى بى الإنجليزية.

وكانت شركة إينى الإيطالية قد حققت فى 20 يوليو 2015 كشفا مهما للغاز الطبيعى فى قطاع نورس الاستكشافى بمنطقة امتياز أبوماضى الغربية بدلتا النيل، على بعد 120 كم شمال شرق مدينة الإسكندرية. والكشف (نيدوكو شمال غرب -2) تحقق على عمق 3600 متر فى طبقة رملية سميكة حاملة للغاز سمكها 60 مترا تنتمى إلى حقبة الميسينيان إلى جانب العديد من طبقات الغاز من عصر البلايوسين وتشير التقديرات المبدئية للكشف إلى اكتشاف احتياطيات تصل إلى حوالى 15 مليار متر مكعب من الغاز والمتكثفات المصاحبة.
 
وحفرت إينى بئرا جديدة بقطاع نورس الاستكشافى حيث يعد البئر الجديد هو الرابع فى كشف (نيدوكو شمال غرب -2) وبدأت تشغيل البئر بنهاية شهر مارس الماضى ، مما سيسمح لمنطقة نورس التى بدأت الإنتاج فى سبتمبر الماضى بأن يبلغ معدل إنتاجها إلى 45 ألف برميل من النفط يوميا حيث تستهدف أن يصل الانتاج إلى 60 ألف برميل نفط مكافئ يوميا منتصف عام 2016.

© Al-Youm Al-Sabea 2016