29 04 2016

(رويترز) - يبتهج تنظيم الدولة الإسلامية في مقاطع فيديو ينشرها على الإنترنت وتصور مقاتليه يظفرون بالنصر في ساحات المعارك بالعراق لكن كاميرا كانت مثبتة في خوذة متشدد قتيل ترسم صورة مختلفة عن فوضى وذعر في صفوف التنظيم المتشدد أثناء معركة ضد البشمركة الكردية.

وتظهر اللقطات التي حصلت عليها البشمركة مقاتلا يدعى أبو هاجر وهو يطلق النار من إحدى ثلاث سيارات مدرعة تابعة للدولة الإسلامية تتوغل في أرض قاحلة باتجاه موقع للأكراد. وتنزلق بندقيته ويطلق منها رصاصة داخل السيارة.

وتصور الكاميرا المثبتة في خوذة مقاتل آخر في السيارة يدعى أبو رضوان وجوها مكروبة ولقطات مهتزة لبنادق وذخيرة على الأرض وعربة مدرعة تسير على مساحة من الأراضي البور تعلوها سماء زرقاء. ويصرخ أبو رضوان "وقف وقف.. أبو هاجر.. وقف".

ويعلو صوت مقاتل آخر يدعى أبو عبد الله على صوت إطلاق النار ويهيب بأبو هاجر أن يصوب البندقية لأعلى حتى لا يطلق النار على رفاقه.

ويلتفت أبو رضوان إلى أبو عبد الله ويطالبه بالتصويب لأعلى ويردد بفزع "دير بالك.. دير بالك".

وبدا التعجل واضحا منذ البداية حين أدخل مقاتلون من التنظيم يرتدون زيا عسكريا وخوذات مهاجما انتحاريا في إحدى السيارات.

وأمكن سماع صوت مقاتل آخر كان يشير له لاعتلاء السيارة ويطالب بقية رفاقه بالإسراع مشيرا إلى وجود طائرات حربية في المكان.

والفوضى والتشتت ليسا بمستغربين في وطيس المعارك إلا أن قواعد الجيوش النظامية ربما تحد من الغضب وتبادل الاتهامات أثناء القتال. وكثير من مقاتلي الدولة الإسلامية مجندون جدد -جاء بعضهم من أوروبا- ويفتقرون للتدريب القتالي الكافي.

* "انصبت"

لكن الدولة الإسلامية ترسم صورة لمقاتليها عبر الإنترنت في شكل قوة منظمة لا تقهر تقتحم صفوف العدو الذي يصعب عليه رصدها. وكثيرا ما تكون اللقطات في تسجيلات التنظيم المصورة مصحوبة بموسيقى ملحمية. وبدا متشددو التنظيم قبل عامين قوة لا يمكن وقفها عندما سيطروا على مساحات واسعة من العراق بما في ذلك مدينة الموصل لكنهم أُجبروا على التقهقر في بعض المناطق خلال الشهور القليلة الماضية.

وتظهر اللقطات التي ترجع إلى ديسمبر كانون الأول بالتفصيل إحدى الانتكاسات التي لحقت بالتنظيم "بعيون" أبو رضوان في اللحظات التي سبقت مقتله.

وبينما كان أبو رضوان ورفاقه يخرجون من السيارة المدرعة قال أحد المقاتلين إنه يمكنهم الخروج دون الابتعاد كثيرا. وسمع صوت أبو رضوان وهو يسأل عن سلاحه.

وبعد الخروج من العربة المدرعة مما يعني أن المسلحين أصبحوا هدفا واضحا للمقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم الولايات المتحدة أحد أقوى المتصدين للدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق التقط أبو رضوان قاذفا للقنابل وركض.

وتهتز الكاميرا ثم يستدير أبو رضوان للعودة إلى السيارة عندما تنطلق رصاصه باتجاهه ويصرخ "انصبت".

وتترنح الكاميرا فيما يتدحرج أبو رضوان على الأرض وتصور الكاميرا بعد ذلك سماء بلا سحب بدلا من رمال الصحراء. ويدوي صوت انفجار. ويلف أبو رضوان رأسه وبالتالي الكاميرا باتجاه سيارته المدرعة. وكان آخر ما التقطته الكاميرا مشهد السيارة تحترق في الصحراء وسحابة دخان تتصاعد في السماء.

وقال اللفتنانت جنرال في البشمركة الكردية ياسر عبد الله لرويترز إن المعركة بدأت بعد ظهر أحد أيام ديسمبر كانون الأول واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.

وأضاف "عندما انتهينا من (قتال) داعش بدعم من الغارات الجوية ذهبنا في اليوم التالي لتفقد الجثث.

"يضعون خوذات ويصورون بالفيديو كما تعلمون... يريدون تصوير الأمر كله لعرضه على عالمهم."

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

© Reuters 2016