26 05 2015

يستمر يومين ويناقش أحدث طرق التهريب وخطوط السير

الملتقى يهدف لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات للتصدي لجرائم المخدرات

اللواء الخليفي: قطر وضعت استراتيجية للمكافحة استوعبت جميع أبعاد المشكلة

عصابات التهريب استخدمت التقدم التكنولوجي لتطوير طرقها ووسائلها الإجرامية

افتتح معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس أعمال ملتقى قطر الدولي الأول لمكافحة المخدرات حول "التجارب الدولية في كشف طرق التهريب وأساليب التخفي وخطوط السير"، الذي يعقد على مدى يومين بفندق شيراتون الدوحة.

وتشارك في الملتقى شخصيات دولية رفيعة المستوى من بينها ممثلو حكومات ومنظمات وهيئات إقليمية ودولية معنية بمكافحة المخدرات والجريمة، ويهدف إلى تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين جميع دول العالم وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات المرتبطة بأحدث طرق وأساليب الإخفاء وخطوط السير، وتأييد كافة الجهود الدولية المبذولة في مجالات التصدي لجرائم المخدرات.

واستهل سعادة اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي، مدير عام الأمن العام رئيس اللجنة الدائمة لشؤون المخدرات والمسكرات، كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للملتقى بالترحيب بالحضور والمشاركين، موضحا أن الملتقى يأتي في إطار حرص قطر على مشاركة المجتمع الدولي في كافة الجهود المبذولة لمواجهة مشكلة المخدرات والحد من انتشارها في العالم.

وأكد سعادته حرص قطر على تعزيز التعاون ومواكبة أحدث المستجدات المتصلة بالمخدرات والمؤثرات العقلية بكافة أشكالها، وذلك من خلال التصديق والعمل بمبادئ وأحكام الاتفاقيات المعنية بمكافحة المخدرات، كما تسعى دائما للمشاركة في معظم المحافل ذات الصلة خليجيا وعربيا وإقليميا ودوليا.

وأضاف أنه في هذا السياق وضعت الدولة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والتي استوعبت جميع أبعاد مشكلة المخدرات وأخطارها المتعددة وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030 الرامية الى بناء دولة حديثة يعمها الأمن والرخاء والتقدم والرفاه والاستقرار من خلال التركيز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والبيئية.

ونوه سعادة مدير عام الأمن العام إلى هذا الملتقى الذي يسعى إلى تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الدول من خلال تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات المرتبطة بأحدث طرق وأساليب الإخفاء وخطوط السير.

وقال: "وسوى ذلك لا نستطيع تحقيق النتائج المرجوة، حيث إن إخفاء أي معلومة ذات صلة قد تساعد عصابات المخدرات على التنقل بحرية بعيداً عن الأجهزة المعنية وقبضة العدالة".

وأكد أن مشكلة المخدرات معقدة نظرا لحجم أخطارها المتزايدة والتي باتت تشكل أهم التحديات التي يواجهها العالم في مجال عمليات الإنتاج والتهريب والاتجار غير المشروع والتعاطي.

ولفت سعادته إلى أن العولمة وما تشهده من انفتاح كبير بين دول العالم في كافة المجالات والتطور التكنولوجي المتنامي في وسائل الاتصالات والنقل كان له مردود إيجابي على نمط الحياة في الوقت الراهن ..غير أنه نبه إلى أن عصابات تهريب المخدرات استغلت هذا التطور الهائل في تنفيذ مآربها المتعلقة بإنتاج المواد المخدرة وترويجها وتهريبها من خلال استخدام وسائل وأساليب وطرق حديثة جعلت المخدرات جريمة منظمة عابرة للحدود والقارات.

ودعا اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي إلى تنسيق كافة الجهود الوطنية والإقليمية والدولية وتوحيدها، للتصدي لهذه المستجدات وتحدياتها المختلفة.

وعبر عن ثقته بأن مشاركة هذه الكوكبة المتميزة من الخبراء والمختصين في هذا الملتقى الدولي ستثري مداولاته بعطاءاتهم الفكرية وعلمهم الغزير وخبراتهم الواسعة في هذا المجال.. "وذلك سعيا لإيجاد الصيغة المثلى لمواجهة مشكلة المخدرات بضفة عامة ومستجدات التهريب وأساليبه وطرقه بصفة خاصة والتوصل الى رؤى مشتركة متكاملة ترتقي إلى مستوى هذه التحديات".

وأعرب سعادته في ختام كلمته عن عميق الشكر لكافة المشاركين في هذا الملتقى ..متمنيا لهم التوفيق والنجاح في تحقيق الأهداف والتوصل إلى نتائج وتوصيات تشكل خطوة مهمة في دعم جهود المكافحة وتطويرها.

أشاد بدعمها للإنتربول..يورغن ستوك: قطر تبذل جهودا كبيرة في مكافحة المخدرات والجريمة

أشاد السيد يورغن ستوك، الأمين العام لمنظمة الإنتربول، بجهود قطر في مواجهة المخدرات وتعاونها الدائم مع المنظمات الإقليمية والدولية في هذا الخصوص.

وقال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن الملتقى يؤكد أن قطر تبذل جهودا كبيرة لمكافحة تهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود، حيث تتصدر قائمة الدول المهتمة بذلك، مشيدا كذلك بدعم قطر لمنظمة الإنتربول.

كما أشار إلى جملة من التحديات الجديدة في مجال تهريب المخدرات، منها تعدد طرق التهريب وأشكاله واستخدام الوسائل التقنية، مستعرضاً طرقاً ووسائل لمواجهة هذه التحديات يمكن أن تطبقها الأجهزة الأمنية.

وفي هذا الإطار حذر السيد ستوك من تزايد طرق تهريب المخدرات وزيادة الإنتاج وتعدد طرق العبور والاستهلاك..وقال إن هناك دولا منتجة للمخدرات وأصبحت مستهلكة في الوقت ذاته.

ونبه إلى أن "الحركة المتزايدة للبضائع والأفراد انعكس على تهريب المخدرات لذلك فإن الأجهزة الأمنية في تلك الدول أصبحت لا تتعامل مع شكل واحد من أشكال تهريب المخدرات بل صارت تتعامل مع عدة أوجه للتهريب" .

وتحدث السيد يورغن عن أساليب متعددة لتهريب المخدرات منها استخدام الوسائل التكنولوجية مثل (الانترنت) التي رأى أنها زادت من فرص نجاح المهربين وقللت فرص القبض عليهم.

كما حذر الأمين العام لمنظمة الإنتربول من المخدرات الاصطناعية التي تمثل مخاطر كبيرة وتشكل تحديا جديدا للجهات الأمنية .. وقال: "أصبحت هناك أنواع من المخدرات الاصطناعية وعملية الانتاج أصبحت أسهل مما كانت عليه في الماضي".

وأضاف "مثل هذه التحديات تطرح تساؤلا بشأن كيفية تحسين أداء لأجهزة الأمنية، وزيادة التعاون والتنسيق بين الدول وبناء القدرات لمكافحة المخدرات".

وأشار إلى أن الحدود الدولية هي من النقاط الضعيفة التي ينبغي العمل على تعزيزها لإيقاف تدفق المخدرات والقبض على المهربين..داعيا في هذا السياق إلى تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول إما بشكل ثنائي أو بشكل دولي.

المدير التنفيذي للمكتب الأممي..يوري فيدوتوف: الخليج وإفريقيا نقاط عبور للمواد المخدرة

قال السيد يوري فيدوتوف، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إن الجمعية العمومية للأمم المتحدة ستعقد جلسة خاصة حول مشكلة المخدرات العام المقبل، وإن الدول الأعضاء قد انخرطت في الإعداد المكثف لهذه الجلسة التي ستعقد في فيينا.

وأضاف إن المناقشات المستمرة قد سلطت الضوء على أهمية وجود آلية شاملة ومتوازنة لمعالجة مشكلة المخدرات، سواء الإنتاج أو التهريب، وفقا للاتفاقيات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.

وتابع: لقد شدد إعلان الدوحة على هذه القضية، كما ستبذل الدول الأعضاء كافة الجهود استنادا إلى المبادئ والمسؤوليات المشتركة لإيجاد مقاربة شاملة ومتوازنة قائمة على التعاون المحلي والإقليمي والدولي، والتنسيق بين مختلف الجهات الأمنية لمكافحة الجماعات الإجرامية المسؤولة عن إنتاج وتهريب المخدرات، وما يرتبط بها من الأنشطة الإجرامية وعمليات العنف التي ترافق عمليات التهريب.

وقال إن هذا الملتقى يأتي في الوقت المناسب، وموضوعه يتصدر أولويات المجتمع الدولي، باعتبار المخدرات تشكل كثيرا من التحديات والمخاطر العالمية التي يرتبط بعضها بالبعض..فقد أصبحت الشبكات الجرمية تلعب دوراً ضمن الدول وبين مختلف الدول، ولفهم حجم وخطورة هذا الدور ينبغي البدء أولا بمكافحة إنتاج المخدرات وتعاطيها وصولا إلى طرق التهريب وخطوط السير.

ولفت إلى أن تزايد أهمية منطقة الخليج وإفريقيا باعتبارها نقاط عبور للمواد المخدرة، يأتي من تأثير هذه التجارة على الرغم من أن التهريب يتم بمختلف الطرق، إلى جانب الطرق العادية الأكثر شيوعا من قبل المهربين.

وأشار إلى أنه أصبحت هناك كثير من الوسائل الأخرى مثل الموانئ، التي أصبحت تواجه تحديات هائلة بسبب كثرة السفن التي تمخر عباب البحر حاملة حاويات كثيرة وضخمة تعبر بها أرجاء العالم، وبالتالي فإنه لمواجهة هذه القضية ينبغي المبادرة وبشكل فعال إلى استخدام أدوات متاحة بين يدينا، بما فيها الموارد البشرية والخبراء من واقع خبراتهم، وبناء علاقات وثيقة من أجل التعامل مع قضية تهريب المخدرات.

وقال: في إطار تعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة تهريب المخدرات، نسعى إلى بناء شبكة من خلال العديد من المبادرات والمشاريع، مثل مبادرة جنيف التي تسعى إلى بناء شراكات قوية بين الإنتربول و"اليوروبول" ومنظمة "جي بي سي" و"جي آي سي آي سي" وغير ذلك من المنظمات الدولية من أجل تعزيز العملية متعددة الأطراف، وفي حقيقة الأمر فإن الشبكة المهمة الثانية متمثلة في إحدى المبادرات التي قام باستضافتها مكتب ومركز دول مجلس التعاون الخليجي لمكافحة المخدرات في أكتوبر الماضي.. فقد ضم هذا الاجتماع كثيرا من المحققين من العديد من الدول وممثلين من المنظمات الدولية والمنظمات الإقليمية من مختلف المراكز لأجل النظر في كثير من الحالات والبحث عن طرق وأساليب لتقديم الدعم في عملية التحقيق في هذه القضايا.. وفي ذات الوقت أطلقنا شبكة لتدريب العاملين في مؤسسات إنفاذ القوانين بما فيها مراكز تضم خبراء لتبادل المعلومات حول أفضل الممارسات وتعلم الدروس، بالإضافة لتبادل المواد والبرامج والأساليب التدريبية.

القاضي حاتم علي: الملتقى مبادرة قطرية للتنسيق لمكافحة المخدرات

قال القاضي حاتم علي، رئيس مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن هذا الملتقى يعتبر نافذة تفتحها قطر ومبادرة للحوار بشأن تحديات المخدرات وتنامي ظاهرة الاتجار غير المشروع فيها بمنطقة الخليج.

وأشار في كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية، إلى أن الملتقى جاء إدراكاً من قطر لخطورة مشكلة المخدرات، وهي بذلك لا تساعد نفسها فقط وإنما تساعد باقي الدول التي تتنامى فيها ظاهرة المخدرات، وبالتالي فإن التقاء الدول في هذا الملتقى لمناقشة كيفية التصدي لهذه الظاهرة وأساليب التعاون في التصدي لها وأن نصنع معاً جداراً موحداً لمكافحة المخدرات.

وأعرب عن أمله في أن يتم وضع رؤية موحدة وأساليب تعاون دولي موحدة لتبادل المعلومات والاستراتيجيات حول مكافحة المخدرات من خلال جلسات النقاش التي سوف تتم خلال الملتقى.

وقال: لقد قمنا في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات في منطقة الخليج بجهود عديدة من أجل مواجهة هذه الظاهرة وما كان لهذه الجهود أن تنجح لولا وجود إرادة سياسية من قيادات دول مجلس التعاون الخليجي فقد أدرك قادة الخليج التحديات التي نواجهها وأدركوا خطورة هذه الظاهرة في منطقة الخليج وبالتالي دخلوا في شراكة حقيقية معنا سواء مباشرة أو ثنائياً أو عبر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، فجاء إنشاء مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية هنا في الدوحة، وأضاف إن دول مجلس التعاون الخليجي تستضيف محافل دولية وملتقى دوليا سنوياً لتتيح الفرصة للأمم المتحدة والخبراء الدوليين ليتحاوروا مع الخبراء الوطنيين حول أفضل السبل وأنجع الوسائل لمكافحة المخدرات، وقال إن كل هذا الزخم يصب في صالح هذه الشراكة القوية بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وصانعي القرار في دول مجلس التعاون الخليجي وبخاصة وزارات الداخلية وإدارات مكافحة المخدرات.

© Al Raya 2015