22 05 2015

في مختلف التخصصات العلمية

شهدت سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني، حرم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفل تخريج دفعة 2015 من طالبات جامعة قطر، وذلك بمركز قطر الوطني للمؤتمرات مساء أمس.

 ضمت الدفعة 1041 خريجة من أصل 1423 خريجاً وخريجة هم مجموع خريجي الدفعة الثامنة والثلاثين من خريجي جامعة قطر.

 وأعربت الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند، رئيس الجامعة، عن فرحة جامعة قطر العارمة برعاية وتشريف حرم أمير البلاد المفدى لهذه الاحتفالية، في دلالة واضحة على اهتمام ودعم القيادة الرشيدة للتعليم العالي ولأبناء وبنات جامعة قطر.

 وقالت د. المسند، في كلمتها بحفل التخرج: «لقد أنعم الله علينا بأن نعيش في وطنٍ يحترم حقوق وإمكانات المرأة، ولا يميّز ضدها في فرص التعليم والعمل، بل يشجعها ويوفّر لها الفرص والدعم لذلك، وتعمل الدولة ضمن خطتها الاستراتيجية الوطنية 2011- 2016 على وضع الخطط والبرامج لرفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، ومساعدتها على تحقيق التوازن المطلوب بين المسؤوليات الأسرية التي هي أساس مجتمعنا ونواته، وبين فرص التطور المهني والاقتصادي، والمساهمة الفاعلة في عملية التنمية، مشيرة إلى أن هناك أمثلة جميلة جداً على مشاريع رياديّة ومبادرات يقمن عليها شابات الوطن ونسائه تستحق الدعم والتشجيع، ليس فقط من الجهات الرسمية، ولكن منا أيضاً كمجتمع.

 وأضافت أن جامعة قطر حرصت على أن تواكب التوجهات الأكاديمية عالمياً، والمعايير لقياس الجودة في التعليم، وذلك عن طريق برامج نوعية، حصل النصيب الأكبر منها على الاعتماد الأكاديمي من جهات عالمية، مبينة أن ما تلَقته الطالبات من تعليم شمل القاعدة المعرفية وحزمة المهارات التي تلزمهن للمنافسة في سوق العمل، أو في الالتحاق بالدراسات العليا، وفي الانخراط في العملية التنموية الطموحة التي تعيشها البلاد.

 وأشارت إلى أن الدراسة بجامعة قطر قد هيأت الخريجات للتفكير النقدي والتحليل والاتصال والتجاوب الفعّال مع المتغيرات، بما يمكّنهن من الاستمرار في التعليم مدى الحياة، وهذا هو جوهر برنامج المتطلبات العامة في الجامعة الذي يشكّل مع البرامج المتخصصة تعليماً شمولياً تتعامل فيها المعارف مع المهارات. وتدخل الجامعة الآن مرحلة جديدة من مراحل تطورها، وذلك مع تأسيس كلية الطب الوطنية بمبادرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في دلالة على وضوح رؤيته للاحتياجات المستقبلية لهذا المجتمع المتنامي. وسَتُشكل كلية الطب مع برامج العلوم الصحية وكلية الصيدلة نواة للتعليم الطبي والصحي المتكامل، ونموذجاً للعمل في فريق متعدد التخصصات، ففكرة التعليم المنفرد والعمل المنفرد أصبحت لا تفي بالاحتياجات المعقدة في شتى المجالات.

 وأكدت رئيس الجامعة، على أهمية خدمة سوق العمل القطري، مشيرة إلى أن سوق العمل أصبح أكثر تنافسية من أي وقت مضى، وذلك انعكاساً لعدة عوامل ليس أقلها الأزمات الاقتصادية التي عصفت بعدة مناطق بالعالم، والوقع السريع للتطورات التكنولوجية التي سرعان ما تحلّ مكان أنظمة العمل المعمول بها تقليدياً، حيث أصبح الابتكار عنواناً ضرورياً للنجاح والتقدم، ويُسعدُني أن أرى أمثلة كثيرة من بين طلاب وطالبات جامعة قطر على التميز والإبداع، كفريق طلاب الهندسة الميكانيكية والكهربائية الذي فاز مؤخراً بجولة قطر لكأس مايكروسوفت 2015 عن فئة الابتكار، فريق طالبات دائرة العمارة والتخطيط العمراني اللاتي وصلن ضمن الفرق الخمس المتأهلة للنهائيات في مسابقة» Shell Ideas 360» العالمية، وهناك أمثلة كثيرة في كافة الكليات على الإبداعات الأدبية والعلمية لطلابنا وطالباتنا، وهذه إمكانات ثرية هائلة تستحق أن نستثمر فيها ونزودها بما يلزم من بيئة تحفزها لاستمرار الابتكار.

 وقالت، مخاطبة الخريجات: «ما من شكٍ أنكم تخرجون اليوم إلى مشهدٍ تختلف ملامحه عما كان عليه حين التحقتم بالدراسة الجامعية قبل سنوات قليلة، فقد عصفت بالعالم أجمع وبمنطقتنا رياح النزاعات السياسية والاقتتال والأزمات الاقتصادية، ومع أننا - والحمد لله - ننعم بالأمن والاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي، إلا أن واقع العولمة وارتباط الشعوب والمناطق ببعضها البعض اقتصادياً واجتماعياً يجعل من الصعوبة أن ننعزل عن هذه التغيرات أو عن عواقبها، وكل هذا يعني، أنكن ستخرجن إلى خيارات وتحديات قد تختلف عما كنتن تتوقعنه في بداية المشوار الدراسي.
 و شكرت د. المسند كل من أسهم في تحقيق الحلم وجعل هذا الإنجاز ممكناً.
 
كلمة الخريجات

 من جانبها، قالت الخريجة إيمان صالح الشمري، في كلمتها باسم الخريجات : «في هذا اليوم البهيج، تنتابُ كل منا مشاعر خلاقة تجعلنا نتخيل زي التخرج كالرداء المذهب والمزخرف بالآداب والعلوم، فنشعر بالسرور والفخر والاعتزاز».

 وأضافت: «الأيام والأوقات التي عشناها بين زوايا الجامعة وأروقتها، كانت نعمة وفرصة لنا لأن نتطور، ولأننا أصبحنا أفضل، فنحن مدينون بالشكر الجزيل والامتنان العميق والتقدير الوفير لعائلاتنا». وتحدثت عن دور أسرتها في نجاحها ونجاح زميلاتها في مرحلة الجامعة ودعت لهم بما يستحقونه من دعاء، كما قدمت التحية والتقدير للأساتذة ومنتسبي الجامعة لما قدموه لها ولزميلاتها من خدمات.

 وقالت مخاطبة راعية الحفل والجمهور: «اليوم نعاهد أنفسنا أن نعمل بقدر ما علمنا، ونبذل كل ما في طاقتنا، ونسأل أبعد من أجوبتنا، لنرسم خريطة المستقبل الأفضل، كما رسمنا قبل سنوات مشهد تخرجنا هذا في أحلامنا والذي غدا واقعا اليوم..سنعمل وسنعمل.. بفرجار المهندس وقلم الأديب وفضول الباحث ودقة المخطط وفطنة العالم واستراتيجية الإداري وأقراص الأمل من الصيدلاني.. وملاحظات الباحث الاجتماعي.. وتربية المربي.. وضوابط الشرعي... تجربة كل منا كانت فريدة في الجامعة، ولأنها كانت مميزة فهي ثمينة بالنسبة لنا.. ولأنها كما الحياة بدت سريعة.. فالوقت الذي ينتظرنا في زحام الحياة سيكون أسرع».

 بدورها، أكدت حصة يوسف عبيدان عريفة الحفل الخريجة، أن العلم هو الذي يبني نهضة الأمة ويخلد أمجادها، وبه تعلو الأمم حتى تبلغ ذرا المجد والعز، وقد جعل الإسلام العلم فريضة دينية ومطلباً شرعياً. وقالت: «إن لجامعة قطر رحلة طويلة بدأت منذ سنين، حيث قد قطعت جامعة قطر أشواطاً ومراحل عديدة في تطورها في شتى المجالات مما جعلها تتبوّأ هذه المكانة المرموقة، فهي صرح علمي ثقافي وطني يثير الاعتزاز لكل من انتسب إليه وتخرج منها، فهيا نتابع معاً عبر هذا الفيلم جزءاً من تاريخ جامعتنا ورؤيتها للمستقبل».

© Al Arab 2015