28 07 2015

حقق مفهوم الشمول المالي وهو توفير خدمات مالية بأسعار معقولة للفئات المحرومة من ذوي الدخل المنخفض- تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. لكن لا يزال هناك بعض المشكلات التي تحتاج إلى المعالجة.
فيما تشير البيانات إلى انخفاض عدد الأشخاص البالغين ممن ليس لديهم حساب بنكي بنسبة 20 في المئة بمقدار 2 مليار شخص حول العالم في العام الماضي، في حين ازدادت نسبة أصحاب الحسابات بمقدار 13 في المئة منذ عام 2011، وفقاً لقاعدة بيانات التضمين العالمية لعام 2014 (غلوبال فيندكس-The Global Findex Database).

 ولأن سرعة الاتصال وفرت فرصة لتحقيق تقدم كبير على مستوى الشمول المالي والتكنولوجي، أشارت (مؤسسة بيل وميليندا غيتس- Bill & Melinda Gates Foundation) إلى أن الخدمات المصرفية المتنقلة هي إحدى المجالات التي يتوقع لها أن تُحدِث إنجازات كبيرة للتخفيف من حدة الفقر، من خلال توسيع الشمول المالي خلال الـ15 عاماً المقبلة. كذلك من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المالية الخلاقة، سيكون من الممكن تطوير حلول شفافة وذات كلفة معقولة، وفي متناول عدد أكبر من الأشخاص. وبهذا سيتحقق التأثير المطلوب على نطاق واسع، سيما في الأسواق التي قد لا تحتوي على البنى التحتية الاجتماعية والخدمية.
وثمة 6 مجالات يمكن فيها للتكنولوجيا المالية المبتكرة أن تحدث فرقاً كبيراً تجاه الفئات المحرومة: 

1- قنوات التوزيع: إن الحلول التي تعمل على تغيير فكرة أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة حول التعامل بالأموال النقدية واستبدالها بطرق الدفع عبر الهاتف، ونقاط البيع وأنظمة الخدمات اللوجستية الأخرى، يجعلهم قادرين أكثر على تتبع تدفق الأموال بشكل أدق. كما يمكن للتكنولوجيا المالية في هذه الحالة، أن تساعد في ربط الأعمال التجارية الصغيرة بكبار الممولين، مثل الشركات والحكومات ، وفتح المجال أمام فرص عمل لم تكن متاحة في السابق. 2 - الشفافية والمساءلة: الحسابات الرقمية وأنظمة الدفع لها فائدة أكبر من مجرد تسريع مدة الحركة وتخفيض الكلفة العامة؛ إذ ينتج عنها مستوى من الشفافية والمسائلة لا يمكن للحركات النقدية أن توفره. بالإضافة إلى تمكين الأعمال التجارية والحكومات والأفراد من مكافحة الاحتيال، فضلاً عن بناء الثقة.

 3 - جمع معلومات العملاء والتحقق من الهوية: بالنسبة للعملاء الذين يعيشون في مناطق نائية أو الذين ليس لديهم وثائق التحقق الرسمية من الهوية، يمكن لتكنولوجيا المسح الضوئي والتحقق الحيوي من الشخصية أن تخفض بشكل كبير من تكلفة اكتساب العملاء، وأن تحسن الضوابط المنظمة من هذه الناحية. 

4 - القدرة المالية: وفقاً لما أشارت إليه غلوبال فيندكس وبعض البحوث التي أجريت مؤخراً، فإن طرح منتجات مالية آمنة وممكنة الوصول لا يؤدي تلقائياً إلى اقتصاد أكثر شمولية. إذ حين تُصمم هذه المنتجات بفهم أكبر لأنماط حياة واحتياجات الأشخاص الذين سيستخدمونها، يمكن لحلول التكنولوجيا المالية حينها أن تثري الأفراد بالمعرفة والمهارات والسلوكات لإدارة أمورهم المالية بأنفسهم، وتأسيس أوضاع مالية سليمة.
5 - توسيع نطاق الوصول في الريف: إن التوسع السريع في تقنيات الهواتف المحمولة مكّن شركات تزويد الخدمات من الوصول بالخدمات المصرفية إلى المناطق الريفية المحرومة والنائية، وتمكين الناس من توفير وتحويل الأموال بأمان، وهو المعنى الحرفي للشمول المالي. 

6 - الوصول إلى المشاريع الصغيرة: إن تزايد إمكانية الحصول على قروض متاحة وآمنة هو عامل رئيس لتطوير الأعمال التجارية الصغيرة في الدول النامية. وبينما عملت بعض المنظمات في هذا المجال لسنوات عدة كمنظمة (كيفا Kiva)، إلا أن هناك طلباً واسع النطاق لحلول سهلة الوصول باتجاه تمويل سلاسل الإمدادات والإقراض الجزئي، وغير ذلك مما يمكن أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة من مواجهة تقلبات الدخل، وشراء المعدات أو الأدوات، بالإضافة إلى خلق فرص للعمل وبالتالي تحقيق الازدهار.

© Annahar 2015