(لإضافة تفاصيل)

من توم بيري وسليمان الخالدي

بيروت/عمان 21 أبريل نيسان (رويترز) - قال التلفزيون السوري ومسؤول في المعارضة المسلحة إن مقاتلي المعارضة بدأوا في الانسحاب من جيب يقع شمال شرقي دمشق اليوم السبت وسيذهبون إلى شمال البلاد وذلك في اتفاق استسلام يمثل انتصارا جديدا للرئيس بشار الأسد.

وستستعيد دمشق بهذا الانسحاب السيطرة على جيب القلمون الشرقي الذي يبعد عنها مسافة 40 كيلومترا.

ويسعى الأسد المدعوم من روسيا وإيران إلى استعادة السيطرة على آخر معاقل المعارضة القريبة من دمشق مستغلا هزيمة مسلحيها في الغوطة الشرقية التي كانت آخر معقل كبير لهم قرب العاصمة.

وقالت روسيا إن خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية توجهوا إلى موقع هجوم مزعوم بالغاز وقع في السابع من أبريل نيسان وأدى إلى تخلي مسلحي المعارضة عن دوما آخر مدينة كانوا يسيطرون عليها في الغوطة الشرقية.

واتهمت فرنسا والولايات المتحدة روسيا بإعاقة الوصول إلى الموقع الذي تقول وكالات الإغاثة الطبية إنه شهد مقتل العشرات من الأشخاص. ووصلت بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا قبل أسبوع للتحقيق في الواقعة.

وتقول روسيا ودمشق إن الهجوم المزعوم بالغاز ،الذي أدى إلى شن هجمات غربية على سوريا، ملفق.

وقال التلفزيون الرسمي إن من المتوقع خروج 3200 مسلح وعائلاتهم اليوم السبت من المنطقة استعدادا لنقلهم إلى إدلب وجرابلس اللتين تسيطر عليهما المعارضة قرب الحدود مع تركيا.

وقال متحدث باسم إحدى جماعات المعارضة في القلمون الشرقي إن المقاتلين وافقوا على الانسحاب بعد مقتل ستة أشخاص في قصف روسي مكثف لمناطق قريبة من بلدة الرحيبة الأسبوع الماضي.

وقال سيد سيف من كتائب الشهيد أحمد عبده إن هذا الأمر "جعل فصائل الجيش الحر تجلس على طاولة المفاوضات مع الجانب الروسي وتم التوصل إلى اتفاقية أهم بنودها تسليم السلاح الثقيل وخروج المقاتلين إلى مناطق الشمال".

وغادرت أول قافلة مؤلفة من عشر حافلات الرحيبة وتخضع للتفتيش في منطقة قريبة قبل أن تكمل طريقها إلى الشمال.

* وضع إنساني

في غضون ذلك كثف الجيش السوري وحلفاؤه قصفهم لجيب محاصر جنوبي دمشق.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري انبعاث سحب دخان من منطقة الحجر الأسود التي تقع في جيب يضم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الإسلامية المتشددة.

وقال قائد في تحالف عسكري إقليمي يقاتل دعما للأسد إنهم يستهدفون مواقع للمتشددين بكل أنواع الأسلحة مشيرا إلى أن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية.

وعبرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عن بالغ قلقها على مصير آلاف المدنيين، ومن بينهم نحو 12 ألف لاجئ فلسطيني، في مخيم اليرموك والمناطق المحيطة به.

وقال كريس جانيس المتحدث باسم أونروا "النزوح مستمر إذ ينتقل الناس إلى منطقة يلدا المجاورة... للفرار من القتال. بعض الأسر مستقرة في اليرموك إما لأنها لا تستطيع الانتقال بسبب احتدام المعارك أو لأنها اختارت البقاء".

وتابع قائلا "ليس لدينا أي أرقام عن عدد من انتقلوا لكن الوضع الإنساني في اليرموك ويلدا لا يحتمل".

وبعد استعادة القلمون الشرقي والمعقل جنوبي دمشق لن يبقى في قبضة المعارضة سوى جيب أخير محاصر ويقع شمالي مدينة حمص.

لكن مع ذلك لا يزال الأسد فاقدا للسيطرة على مناطق واسعة من الأراضي السورية عند حدود البلاد مع الأردن وإسرائيل وتركيا والعراق. وتسيطر المعارضة على مساحة من الأراضي في جنوب غرب وشمال غرب البلاد بينما تسيطر فصائل يقودها أكراد وتدعمها الولايات المتحدة على مساحة ممتدة في شمال وشرق سوريا.

(تغطية صحفية توم بيري وليلى بسام في بيروت وسليمان الخالدي في عمان وماريا كيسيليوفا في موسكو - إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)