17 10 2017

بفضل بيئتها المحفزة للأعمال

أكد المشاركون في فعاليات اليوم الأول لأسبوع دبي للاستثمار 2017 أن البيئة المحفزة للأعمال التي تتمتع بها دبي تدعم قدرة الشركات الوطنية على الانطلاق والتوسع نحو العالمية بالاعتماد على الابتكار والتفكير الإبداعي ومنافسة نظيراتها من كبرى الشركات العالمية في مختلف القطاعات.

مكانة مرموقة

وأكد سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة أن دبي نجحت خلال فترة زمنية قصيرة في تبوؤ مكانة عالمية مرموقة في مختلف القطاعات ومنها القطاع الملاحي رغم أن موقعها لم يكن ليمكنها من تحقيق ذلك.

مشيراً إلى أنها تحولت إلى لاعب عالمي في هذه الصناعة، بعد أن طورت نموذجاً فريداً للأعمال في مجال الشحن بفضل ما وفرته من إمكانيات وخدمات تنافسية غير متاحة لدى الآخرين في الموانئ والمناطق الحرة والجمارك، الأمر الذي حفز الشركات العالمية للقدوم إلى دبي لتكون وجهة محورية لعملياتها.

وأضاف في الجلسة التي جمعته مع محمد علي العبار رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، أن ميناء جبل علي يناول أكثر من 15 مليون حاوية في العام وهو ما يعادل نحو 50% من إجمالي ما تناوله الموانئ الأميركية، مشدداً على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا في تعزيز كفاءة الأعمال واستدامتها، وهو الأمر الذي انعكس على الأداء التشغيلي لميناء روتردام الذي تمت أتمته بالكامل.

وقال بن سليم: «إننا نعيش اليوم في عصر الأفكار والعقول، وإن التفكير الإبداعي منح موانئ دبي العالمية ميزات عديدة مقارنة بالمنافسين، مشيراً إلى أن شركة آبل والتي ليس لديها نفط أو ألماس، تحولت بفضل الأفكار إلى واحدة من الشركات العملاقة في العالم وفاقت ميزانيتها ميزانيات العديد من الدول».

تحول نوعي

وأوضح بن سليم أن موانئ دبي تعمل على تحفيز التفكير في كل ما يرتبط بأعمالها للوصول إلى حلول إلى التحديات التي نواجهها على صعيد تكلفة التمويل والتشغيل، موضحاً أن لدى الشركة مجموعة كبيرة من الأفكار التي لم يتم الكشف عنها بعد ستحدث تحولاً نوعياً في الأعمال عندما تصبح واقعاً في المستقبل.

مشيراً إلى أن من بين هذه الأفكار اختبار فكرة جديدة تسمح بتعظيم طاقة المحطة الواحدة إلى 5 أضعاف الطاقة الحالية باستخدام تكنولوجيا الهايبرلوب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يغني عن خطط التوسعة أو بناء موانئ جديدة تتكلف ملايين الدولارات.

وقال بن سليم في معرض رده على سؤال حول الأثر الاقتصادي لمشاريع دبي العالمية في الخارج ومبادرات التنمية المستدامة، إن جميع أعمال موانئ دبي حول العالم تأتي في إطار الشراكة بين القطاع العام والخاص، فشركاؤنا هم الحكومات التي نعمل على مساعدتها من خلال تقديم حلول ملموسة للتحديات التي تواجهها خاصة فيما يتعلق بسلاسل التوريد.

مشيراً إلى أن موانئ دبي تقوم حالياً بإنشاء ميناء جاف في رواند لتخفيض تكلفة الشحن المرتفعة، وكذلك إقامة مجمع لوجيستي ضخم في جمهورية الدومينيكان لتتحول إلى مركز لوجيستي مهم في هذه المنطقة.

الاقتصاد الرقمي

من جهته شدد محمد علي العبار رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية على الدور المحوري للتكنولوجيا في تعزيز تحول اقتصاد دبي باتجاه الاقتصاد الرقمي، مؤكداً أن مشروع منصة نون للتجارة الإلكترونية يصب في هذا الاتجاه.

وأكد أن مشروع نون ولد عملاقاً لأنه انطلق من بيئة أعمال محفزة ومبتكرة أرست دعائمها الحكومة المحلية والاتحادية بعد أن وفرت كل المحفزات الدافعة للنجاح، مشيراً إلى أن السبب في نجاح نون الذي حققته منذ الأيام الأولى لبدء الأعمال هو أنها بدأت من حيث انتهى الآخرون بعد أن سخرت كل الإمكانيات التكنولوجية والتقنية والبشرية لتحقيق هذا النجاح الذي لم يكن سهلاً لاسيما في ظل وجود منافس عملاق.

وأضاف العبار أن امتلاك الأدوات المناسبة والشركاء الأكفاء والمثابرة والتحفيز المتواصل كانت سبباً رئيسياً في النجاح الذي حققته منصة نون والتي أسهمت بشكل قوي في تغيير خارطة المنافسة في مجال سيطر عليه لسنوات طويله لاعب واحد بالسوق وهو الأمر الذي انعكس بدوره على المستهلك.

وظائف المستقبل

وحول اتجاهات سياسات الأعمال قال العبار إن دبي توفر بالطبع سياسات صديقة للأعمال تمنحنا الفرصة للتفكير والعمل والتطبيق والحصول على التمويل، لكن الأساس في ذلك يعتمد على مدى توافر الموارد البشرية المؤهلة لوظائف المستقبل، الحاصلة على تعليم وتدريب صحيح لخوض مجالات الغد، مشيراً إلى أن التعليم هو أمر واحد لكن التعليم للوظائف المناسبة هو الأهم.

وأكد العبار تفاؤله بمستقبل الأعمال في منطقة الشرق الأوسط رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تمر بها، وقال: «مازلت أنظر للمنطقة بإيجابية وهناك فرص يجب العمل بجهد للوصول إليها»، مؤكداً أن عمليات إعمار في دبي في وضع صحي مستفيدة من مكانة دبي كمحور عالمي صاعد.

دروس الأزمات

وأشار العبار إلى أن شركات المنطقة مرت خلال السنوات الأخيرة بتحديات عدة منها الأزمة المالية في عام 2008 وتحولات المشهد السياسي في 2011 و2012، لكن مع وجود رؤية طويلة المدى والقدرة على إدارة الميزانية والديون بشكل جيد، فإن الأمور ستبقى جيدة، وإن هناك الكثير من الدروس التي تم الاستفادة منها خلال هذه الأزمات.

وقال: أعتقد أن المنطقة تبقى مهمة بالنسبة للأعمال فالهامش مازال أفضل من سنغافورة وبعض الاقتصادات الغربية، مؤكداً أهمية استعداد الشركات لمواكبة التحولات الجديدة التي تشهدها المنطقة على صعيد الأسواق والسياسيات الحكومية فيما يتعلق بالضرائب وخطط إلغاء الدعم والإعداد لأعمال تناسب هذا الواقع الجديد في المستقبل.

سلطان بن سليم:

 دبي طورت نموذجاً فريداً للأعمال بفضل إمكانياتها وخدماتها التنافسية

 التفكير الإبداعي منح موانئ دبي العالمية ميزات عديدة مقارنة بالمنافسين

 لدينا مجموعة أفكار لم يكشف عنها بعد ستحدث تحولاً نوعياً في الأعمال

 محمد العبار:

عمليات «إعمار» في وضع صحي بفضل مكانة دبي كاقتصاد عالمي صاعد

دور محوري للتكنولوجيا في تعزيز تحول دبي نحو الاقتصاد الرقمي

«نون» بدأت من حيث انتهى الآخرون عبر الإمكانات التقنية والبشرية

© البيان 2017