PHOTO
زاوية عربي
من تميم عليان، الصحفي بموقع زاوية عربي
تواجه البنوك المصرية عوامل جديدة قد تؤثر على أرباحها مؤقتا بعد إعلان البنك المركزي عدد من الإجراءات لمواجهة التداعيات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا مثل خفض أسعار الفائدة ومد أجل الديون المستحقة على الأفراد والشركات، حسب محللون تحدثوا مع زاوية عربي.
وبحسب المحللون سيعتمد حجم التأثير على البنوك على مدة أزمة فيروس كورونا ولكن من المتوقع أن تتعافى البنوك سريعا مع انتهاء الأزمة.
خلفية عن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري
خفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة 3% ل 9.25 % للإيداع و10.25 % للإقراض، وذلك بحسب بيان صدر منه بعد اجتماع للجنة السياسة النقدية بالبنك يوم 16 مارس.
ما هو سعر الفائدة الرئيسي؟
هي نسبة الفائدة التي يحددها البنك المركزي لإقراض البنوك أو الفائدة التي يدفعها مقابل ودائعهم. وهي أداة مهمة للتحكم في السيولة والتضخم في البلاد.
للمزيد حول تطور سعر الفائدة منذ تعويم العملة في نوفمبر 2016: البنك المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة
أصدر البنك المركزي تعليمات للبنوك بتأجيل القروض وسداد أقساطها للعملاء من الأفراد والشركات لمدة 6 أشهر مع عدم فرض أي عوائد أو عمولات تأخير على التأجيل، بحسب بيان من البنك المركزي يوم 16 مارس. وقال البنك في بيان لاحق يوم الاحد الماضي أن العميل سيكون ملزم بدفع الفوائد على مدة التأجيل.
للمزيد حول مبادرة البنك المركزي: 8 معلومات عن مبادرة تأجيل سداد قروض البنوك في مصر
وأيضا قام البنك المركزي بإلغاء الرسوم المتعلقة بماكينات الصراف الآلي (ATM) وكذلك عمولات التحويلات والشيكات لدى البنوك لمدة 6 أشهر، بحسب بيان من البنك.
رأي خبير عن التأثيرات بشكل عام:
يقول منصف مرسي، الرئيس المشارك لقسم البحوث ببنك استثمار سي أي كابيتال المصري، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة: "تواجه البنوك ظروف معاكسة الآن ولكن التأثير يتوقف على مدة الازمة الناتجة عن فيروس كورونا، لو استمرت الأزمة شهرين او ثلاثة قد يكون هناك تأثير لكن التعافي سيكون سريع جدا. الأمر لا يتعلق بالبنوك وحدها ولكنها أزمة تواجه كل القطاعات."
وأضاف منصف: "الاتجاه منذ فترة كان بخفض سعر الفائدة وبالتالي خفض صافي هامش الفائدة."
ما هو صافي هامش الفائدة؟
هو الفارق بين ما تجنيه البنوك من عمليات الإقراض وما تدفعه كفوائد على الودائع وهو مؤشر لربحية البنك. ويؤدي تراجع سعر الفوائد على القروض إلى انخفاض العوائد التي تجنيها البنوك منها وهو ما يؤثر على ربحيتها.
وبحسب منصف: "الوضع الحالي ليس مفاجئا وكلما كان البنك قادر على إدارة حساباته بكفاءة كلما كانت قدرته أعلى على تخطي الأزمة والحفاظ على هامش ربحه".
ويقول منصف أنه يوجد طلب مكبوت على الاقتراض منذ فترة وفوائض لدى البنوك كما كان الجميع يطالب بخفض الفائدة لتشجيع حركة الاقتراض من قبل الشركات وهو ما حدث بالفعل لذلك عندما تنتهي الأوضاع الراهنة سيكون هناك نمو كبير وارتفاع لحجم القروض على المدى المتوسط.
خلفية سريعة عن وضع الاقتراض في مصر بعد التعويم
قام البنك المركزي برفع سعر الفائدة عدة مرات منذ تعويم العملة في نوفمبر 2016 وهو ما قلل من قدرة الشركات والمستثمرين على الاقتراض لارتفاع الأعباء في الوقت الذي ارتفعت فيه الفوائد على الودائع في البنوك مما يقلل من جاذبية الاستثمار.
شهادات البنوك الحكومية
وقام بنك مصر والبنك الأهلي المصري الحكوميان هذا الأسبوع بطرح شهادات استثمار بفائدة 15% وهي أعلى سعر فائدة على الودائع بين البنوك المصرية في الوقت الراهن، بحسب تقارير إعلامية.
وتراجع متوسط العائد على أذون الخزانة الحكومية المختلفة في المزادات التي أجرتها الحكومة بعد قرار خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي والحالي، بحسب بيانات البنك المركزي.
ما هي أذون الخزانة؟
هي أداة دين تصدرها الحكومات للاقتراض قصيرة الأجل - لا تتعدى عام - ويتم بيع أذون الخزانة عن طريق مزاد كأحد طرق التمويل على أن ترد قيمتها لاحقا، بالإضافة إلى الفوائد.
وتستثمر البنوك في أذون الخزانة كأحد مصادر الدخل لها.
رأي خبير عن التأثيرات على أرباح البنوك
يقول أبانوب مجدي، محلل أول قطاع البنوك والمؤسسات المالية لدى بنك استثمار بلتون فاينانشال المصري، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة: "سيكون التأثير سلبي بشكل عام حيث ستتأُثر الربحية بتوقف رسوم الخدمات التي تقدمها البنوك مثل التحويلات وماكينات الصرف الآلي وقد تتأثر بخروج بعض الودائع في وجود فوائد عالية مطروحة من قبل البنوك الحكومية بينما لدى البنوك الخاصة مساحة أقل لرفع الفائدة على ودائع عملاؤها للاحتفاظ بها حتى لا تضغط أكثر على الربحية؛ وكذلك قد يكون هناك حاجة لمخصصات لمقابلة التزامات الشركات التي ستتأثر أعمالها سلبا بانتشار فيروس كورونا وهو ما سيرفع تكاليف الديون ويضغط على الربحية".
ما هي المخصصات؟
هي مبالغ يتم استقطاعها من الإيرادات تحسبا لخسائر محتملة ناتجة عن غرامة أو مطالبة قانونية، ويتم ردها في حال انتهاء سبب تكوينها.
وأضاف أبانوب أن التأثير على الربحية سيبدأ في الظهور في نتائج الربع الأول حيث يظهر تأثير المخصصات ثم يظهر تأثير انخفاض صافي هامش الفائدة والعمولات في الربع الثاني. وتوقع أبانوب ان يكون تعافي أغلب البنوك سريع بعد انقضاء الأزمة.
وقال أبانوب: "لا تملك البنوك اختيارات كثيرة لمواجهة الوضع حيث انخفض العائد على الديون الحكومية مما يقلل جاذبية الاستثمار فيها وكذلك الطلب على القروض سيقل طالما استمر تأثر فيروس الكورونا على عمليات الشركات بالإضافة إلى وجود مخاطرة أعلى على الديون. قد تلجأ بعض البنوك للتركيز على زيادة الحسابات الجارية وحسابات التوفير وشهادات الادخار ذات العائد المتغير المرتبطة بسعر الفائدة لتقليل التأثير السلبي على الربحية".
ويقول أبو بكر إمام، مدير البحوث لدى بنك استثمار سيجما كابيتال المصري في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة: "قد تتأثر الربحية في ربع أو ربعين لكن بعد ذلك سيرتفع هامش الربح كثيرا حيث ستجمع البنوك مستحقاتها متضمنة الفوائد الخاصة بفترة التأجيل".
وأضاف أبو بكر: "أتوقع أن يتعافى القطاع البنكي بسرعة لان القطاع البنكي في مصر قوي ويوجد قواعد قوية منظمة للقطاع تمنع حدوث مشاكل كبيرة".
(وقد عمل تميم سابقا كمراسل صحفي لوكالتي بلومبرج و رويترز في القاهرة)
(تحرير ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)
© ZAWYA 2020
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا
