* وزير الخارجية السعودي: ولي العهد لم يكن على علم بالواقعة

* وزير الخارجية السعودي يصف قتل خاشقجي بأنه "خطأ جسيم"

* حكومات أوروبية تطالب الرياض بتقديم حقائق عن مقتل خاشقجي

* الرياض تقدم روايات متضاربة عن وفاة خاشقجي

(لإضافة اتصال ترامب بماكرون)

من دوينا تشياكو وكيلي ماكليلان

واشنطن/لندن 21 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - وصفت السعودية يوم الأحد مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصليتها في اسطنبول بأنه "خطأ كبير وجسيم"، لكنها سعت لحماية ولي عهد المملكة من الأزمة المتفاقمة، قائلة إن الأمير محمد بن سلمان لم يكن على علم بالواقعة.

وكانت التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من بين أوضح التعليقات الواردة من الرياض حتى الآن. وقدمت المملكة روايات متعددة ومتضاربة بخصوص مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر تشرين الأول، إذ نفت موته في البداية قبل أن تقر به يوم السبت وسط حالة غضب دولية.

وفي مقابلة مع شبكة فوكس الأمريكية، قدم وزير الخارجية السعودي تعازيه لأسرة خاشقجي.

وقال "هذا خطأ فظيع. هذه مأساة مروعة. نقدم تعازينا لهم. نشعر بألمهم... للأسف ارتكب خطأ كبير وجسيم وأؤكد لهم أن المسؤولين سيحاسبون على هذا".

وذكر الجبير أن المسؤولين السعوديين لا يعرفون تفاصيل مقتل خاشقجي، المواطن السعودي الذي كان مقيما في الولايات المتحدة، ولا مكان جثته. وأشار إلى أن ولي العهد ليس مسؤولا عن الواقعة.

وتابع "كانت هذه عملية تجاوز فيها أفراد سلطاتهم ومسؤولياتهم في النهاية. لقد ارتكبوا خطأ حين قتلوا جمال خاشقجي في القنصلية وحاولوا التستر على الأمر".

وبعد نفي المملكة والافتقار إلى أدلة مقنعة على مدى أسابيع تنفي ما يقوله المسؤولون الأتراك منذ البداية من أن خاشقجي قد قُتل، اهتزت الثقة العالمية في العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم.

من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين يوم الأحد إن إقرار السعودية بمقتل خاشقجي، كاتب الرأي بصحيفة واشنطن بوست، في شجار "خطوة أولى جيدة لكنها غير كافية"، لكنه أضاف أن من السابق لأوانه مناقشة أي عقوبات على الرياض.

وطالبت ثلاث دول أوروبية كبيرة، هي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، السعودية بتقديم حقائق تدعم روايتها القائلة بمقتل خاشقجي في شجار، بينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها لن تصدر أسلحة إلى السعودية في ظل استمرار حالة الضبابية التي تكتنف مصير خاشقجي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية في ساعة متأخرة من مساء الأحد إن الملك سلمان وولي العهد اتصلا هاتفيا بصلاح نجل خاشقجي لتعزيته في وفاة والده.

واختفى خاشقجي عقب دخوله القنصلية للحصول على وثائق لزواجه.

وبعدما نفت السعودية أي تورط لها في اختفاء الصحفي البالغ من العمر 59 عاما على مدى أسبوعين، قالت المملكة يوم السبت إن خاشقجي، الذي كان ينتقد ولي العهد السعودي، توفي في شجار بالقنصلية. وبعد مرور ساعة، عزا مسؤول سعودي آخر وفاته إلى الخنق.

وقالت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك يوم الأحد "لا شيء يمكن أن يبرر هذا القتل وندين ذلك بأشد العبارات الممكنة".

وأضاف "لا تزال هناك حاجة ملحة لتوضيح ما حدث بالضبط... أبعد من الفرضيات التي أثارها التحقيق السعودي حتى الآن، التي تحتاج إلى حقائق تدعمها لتكون مقنعة".

وقال البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء الأحد إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإن الاثنين بحثا مجموعة من القضايا بينها الملابسات المحيطة بوفاة خاشقجي.

وفي الوقت الذي تواجه فيه السعودية تشككا دوليا متزايدا في روايتها، عرض مسؤول حكومي كبير رواية جديدة تتناقض في جوانبها الرئيسية مع التفسيرات السابقة.

وتتضمن أحدث رواية تفاصيل بخصوص فريق من 15 سعوديا جرى إرسالهم للقاء خاشقجي وهددوا بتخديره وخطفه ثم قتلوه خنقا عندما قاوم. وبغد ذلك ارتدى أحد أفراد الفريق ملابس خاشقجي ليبدو الأمر وكأنه غادر القنصلية.

* أردوغان يتحدث

يعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي قُتل عمدا داخل القنصلية على يد فريق من العناصر السعودية وتم تقطيع جثته. وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي داخل القنصلية.

وفي كلمة ألقاها أردوغان يوم الأحد، قال إنه سيدلي بكل التصريحات اللازمة بخصوص مقتل خاشقجي أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان غدا الثلاثاء.

والتزم أردوغان الصمت إلى حد بعيد رغم أن الصحف التركية الموالية للحكومة نشرت معلومات عما يقال إنه فريق مكون من 15 شخصا وصل إلى اسطنبول لمواجهة خاشقجي في القنصلية.

وقال أردوغان "سأدلي ببياني عن هذه القضية يوم الثلاثاء خلال اجتماع الحزب".

وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء في ساعة مبكرة من صباح الاثنين إن أردوغان وترامب تحدثا هاتفيا "واتفقا على ضرورة كشف كل ملابسات مقتل خاشقجي".

وبالنسبة لحلفاء السعودية، لا سيما في الغرب، سيكون السؤال هو ما إذا كانوا يصدقون أن الأمير محمد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي، ليس له دور. وأسند العاهل السعودي (82 عاما) للأمير محمد مهمة إدارة الأمور اليومية في المملكة.

وقال ترامب للصحفيين مطلع هذا الأسبوع حين سئل عن التحقيق السعودي وما تبعه من إقالة الرياض لمسؤولين سعوديين بسبب الحادث "لن أكون راضيا إلا بعد أن نجد الإجابة. ولكنها كانت خطوة أولى كبيرة. كانت خطوة أولى جيدة. ولكن أريد الحصول على إجابة".

وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست قال ترامب "من الواضح أن الأمر تضمن خداعا... وكانت هناك أكاذيب".

وقال وزير الخزانة الأمريكية منوتشين إنه لن يحضر مؤتمر الاستثمار السعودي غدا الثلاثاء، لكنه سيزور الرياض كما هو مقرر لإجراء محادثات مع نظيره السعودي بخصوص الجهود المشتركة لمكافحة تمويل الإرهاب.

وذكر سناتور جمهوري أمريكي بارز أنه يعتقد بأن ولي العهد يقف وراء مقتل خاشقجي، مضيفا أن السعوديين فقدوا كل المصداقية في تفسيراتهم لموته.

وقال السناتور بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية مشيرا لولي العهد السعودي "نعم، أعتقد أنه فعلها".

وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية يوم السبت أن الملك سلمان أمر بإقالة خمسة مسؤولين بينهم سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي، والذي يعد المساعد الرئيسي لولي العهد، وأحمد عسيري نائب رئيس جهاز المخابرات.

كما أمر الملك سلمان بإعادة هيكلة لرئاسة جهاز المخابرات، على أن يقود هذه العملية ولي العهد، مما يشير إلى أن الأمير محمد ما زال يتمتع بسلطات واسعة.

كانت بعض الحكومات والمسؤولين التنفيذيين البارزين قالوا إنهم سينسحبون من مؤتمر الاستثمار المقرر عقده في السعودية هذا الأسبوع. ومن بين أحدث المنسحبين، حكومة نيوزيلندا وكذلك رئيس الوحدة المصرفية الرئيسية في مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية اليابانية.

ووفقا لرواية المسؤول السعودي الكبير، قام الفريق السعودي في القنصلية بلف جثة خاشقجي في سجادة ونقلها خارج المبنى في مركبة تابعة للقنصلية وسلمها "لمتعاون محلي" للتخلص منها.

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز يوم السبت إن من المرجح أن يكتشف المحققون الأتراك ما حدث لجثة خاشقجي خلال فترة قصيرة.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)