17 01 2019

أعلن اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة، وهو اتحاد أبحاث غير ربحي أنشأه معهد مصدر التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، انطلاق أول رحلة طيران تجارية في العالم يتم تشغيلها باستخدام وقود مُستدام تم إنتاجه محلياً من نباتات ملحية تروى بماء البحر مباشرة في دولة الإمارات عبر طائرة للاتحاد للطيران طراز بوينغ 787 مزودة بمحركات جنرال إلكتريك.

وتمثل الرحلة التي انطلقت من أبوظبي إلى أمستردام إنجازاً هاماً في مسيرة تطوير وقود طائرات بديل ونظيف بيئياً بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية، كما تهدف المبادرة إلى تعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات من خلال تربية الأحياء المائية باعتبارها عنصراً محورياً في منظومة المشروع.

وتعاون الشركاء في «اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة» سوياً لإثبات صحة مفهوم المشروع وإنشاء سلسلة قيمة شاملة ترتكز على «النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر».

ويعد المشروع بمثابة منصة تعاونية بين صناعات متعددة تدعم قطاع الطيران وصناعة النفط والغاز والإنتاج الغذائي، إضافة إلى إيجاد بدائل زراعية جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

رؤية

وصرح معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات، بالقول: «تتسق هذه الجهود مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات والتزامها بترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار والاستدامة.

وفي هذا السياق، تمثل الشراكات المثمرة بين القطاعين العام والخاص الشاملة للعديد من المجالات عاملاً محورياً للمضيّ قدماً بجهود البحوث والتطوير وتقديم ابتكارات من شأنها إحداث تحول جذري من أجل مستقبل أكثر استدامة».

وقالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة الدولة للأمن الغذائي: «يمثل إثبات صحة المفهوم والجدوى لهذا المشروع المبتكر تطوراً رائداً لمجابهة تحديات الطاقة والمياه والأمن الغذائي، وهي المحاور الثلاثة التي ترتبط سوياً بصورة وثيقة بما يعني أن التدابير المتخذة في واحد من تلك المحاور سيكون لها تأثير بدورها على المحاور الأخرى.

ويتميز النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر بكونه مبادرة فريدة تدعم العديد من القطاعات التي تشمل الطيران والنفط والغاز والزراعة.

إنجاز

وتأتي الاتحاد للطيران في صدارة أبحاث الوقود الحيوي للطائرات في المنطقة، ويمثل هذا المشروع المرة الأولى التي يتم فيها تشغيل رحلة طيران باستخدام الوقود المستخرج من نباتات تم زراعتها في المياه المالحة.

وبهذا الصدد أفاد توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، بالقول:«يعدُّ المشروع إنجازاً هاماً لدولة الإمارات العربية المتحدة وصناعاتها الرئيسية. وتلتزم الاتحاد للطيران التزاماً كاملاً إزاء هذا المشروع الذي يثبت صحة المفهوم وإمكانية إنتاج الوقود الحيوي المستدام محلياً».

وأضاف: «يمثّل خفض انبعاثات الكربون هدفاً هاماً على امتداد قطاع الطيران، وتفخر الاتحاد للطيران بأن تكون مع شركائها في صدارة هذه الأبحاث الجديدة الرائدة».

أبحاث

وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: «لا ريب أن هذا الإنجاز الكبير الذي حققه اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة، التابع لمعهد مصدر في جامعة خليفة، مع الشركاء يؤذن ببداية جديدة لاستخدام الوقود النظيف في النقل الجوي.

وتفخر جامعة خليفة بأن تكون جزءاً من هذا الاتحاد لقيادة جهود الأبحاث والابتكار، والمساهمة في بناء سلسلة قيمة لإنتاج الوقود الحيوي المستدام».

وقامت «أدنوك للتكرير» بدور محوري في المشروع، عبر توفير الخبرات والبنية التحتية اللازمة لضمان التكرير الفعال للزيوت المستخرجة من بذور النباتات من أجل الوفاء بالمعايير الصارمة لوقود الطائرات.

نباتات الساليكورنيا

تم استخراج الوقود المستدام المستخدم في الرحلة من الزيوت الموجودة في نباتات الساليكورنيا، التي تم زراعتها في منشأة «النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر» الممتدة على مساحة هكتارين في مدينة مصدر في أبوظبي. ويعتبر «النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر» أول نظام في العالم يقام على أراضٍ صحراوية لإنتاج الوقود والغذاء في المياه المالحة.

وتوفر الأحياء المائية، التي تشمل الروبيان والأسماك التي يتم تربيتها في أحواض مائية بالمنشأة، المواد والعناصر الغذائية إلى النباتات كما تسهم كذلك في جهود الإنتاج الغذائي بدولة الإمارات.

© البيان 2019