قفزت أسعار العملات الأجنبية إلى مستويات قياسية مقابل الدينار الجزائري في السوق السوداء، إذ تجاوزت ورقة 100 من العملة الأوروبية الموحدة الأورو حدود 21 ألف و450 دينار جزائري، بالمقابل قدرت قيمة ذات الورقة من العملة الامريكية "الدولار" بـ 18 ألف و300 دينار جزائري. 

يعرف سوق العملات الأجنبية في السوق الموازية ارتفاعا محسوسا خلال هذه الفترة من السنة والتي تتزامن مع عطلة الصيف، التي يغتنم فيها غالبية الجزائريين في قضائها خارج أرض الوطن، مما يستوجب عليهم اقتناء مبالغ مالية بالعملة الصعبة من السوق السوداء بما أن المنحة السياحية التي تقدمها البنوك الوطنية لا تتجاوز 105 أورو وهو مبلغ زهيد مقابل ارتفاع أسعار الخدمات في الخارج، ما يدفع بهم لاستكمال المبلغ وهو ما يقدر عادة ما بين 500 و1000 أورو.

وقدر سعر صرف الأورو بأكبر سوق سوداء للعملة الصعبة والمتواجد بمنطقة بورسعيد "السكوار"، أمس الجمعة حدود 21 ألف و450 دينار جزائري لورقة 100 أورو، في حين قدرت ذات الورقة من العملة الامريكية "الدولار" 18 ألف و300 دينار جزائري، فيما تجاوز سعر صرف الجنيه الإسترليني "البوندا" حدود 24 ألف دينار جزائري.

وقد فقد الدينار الجزائري 40 بالمائة من قيمته في السوق الموازية مقابل العملتين العالميتين "الأورو" والدولار" في السنوات الأخيرة، حيث قفز سعر صرف اليورو من 140 دينار في عام 2014 إلى 214.5 دينار في هذه السنة. 

وحول أسباب الارتفاع الكبير في أسعار العملات بالسوق الموازية، أكد بعض العارفين بسوق العملة أن هذا الارتفاع إلى عودة النشاط في السوق العالمية خاصة الصينية وعودة التحويلات المالية من دبي إلى الصين، بالإضافة إلى زيادة النشاطات التجارية، وكذا بداية موسم الاصطياف والعطل لغالبية الجزائريين ممن يفضلون قضاء عطلتهم السنوية في الخارج، الأمر الذي رفع حجم الطلب على العملة الأجنبية مقابل ضعف حجم العرض في السوق الموازية.

وحسب تجار العملة فإن إقبال الجزائريين على شراء العملات الأجنبية لم يتقلص منذ عدة سنوات، مما جعل التجار يغتنمون هذه الفرصة لرفع الأسعار، من أجل الربح السريع، حيث يبقى السماسرة متحكمون في أسعار السوق السوداء بسبب ارتفاع الطلب مقارنة بالعرض.

 

© المحور 2018