تعهد ممثلو الدول المانحة خلال اجتماعاتهم الدورية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بإطلاق مجموعة مشاريع تصل كلفتها لنحو 28 مليون دولار لإعمار وتأهيل مباني المناطق المحررة، في حين تشدد الحكومة الاتحادية على أهمية توفير فرص عمل وتخصيصات للمشاريع الصغيرة بهدف ضمان عودة سريعة للنازحين إلى ديارهم.


وقال محافظ كركوك راكان الجبوري في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “اجتماعاً عقد في الامانة العامة لمجلس الوزراء في العاصمة بغداد بين ممثلي الدول المانحة والادارات المحلية للمحافظات المتضررة من الارهاب”.


وأضاف الجبوري أن “اللقاء خصص لبحث الاعمار والتأهيل في الابنية الحكومية والاهلية للمدن المحررة والمتضررة من احتلال تنظيم داعش الارهابي”.


وأشار إلى ان “الهدف الرئيس الذي ننشده، ضمان عودة سريعة للنازحين إلى ديارهم وتوفير سبل العيش لهم وعدم تركهم في العراء والمخيمات”.


وبيّن الجبوري أن “اعداد النازحين ما زالت كبيرة برغم عودة جزء منهم إلى ديارهم، والحكومة المركزية ابلغتنا بأنها تهتم بالمشاريع الصغيرة من أجل توفير فرص عمل تشجع على العودة الطوعية والسريعة”. واوضح ان “المحافظين تحدثوا إلى ممثلي الدول المانحة بما تم الوصول اليه والتحديات التي تواجههم على صعيد هذا الملف”.


وأكد الجبوري أن “الجانب الحكومي شدد على وجود متابعة لتنفيذ المشاريع لمواجهة أي محاولة فساد وهدر المال العام”.


وأورد محافظ كركوك أن “بغداد لم تمنح محافظاتنا تمويلاً لغاية الان، وقد يكون ذلك بسبب قلة السيولة المالية وانخفاض اسعار النفط، أما دعم المنظمات الدولية فهو ما زال دون مستوى الطموح”.


وأستطرد الجبوري أن “هذا الاجتماع ليس الاول من نوعه، فقد عقدنا اجتماعا اخر في الاسبوع الماضي تم الاتفاق فيه على مشاريع تبلغ تكلفتها نحو 28 مليون دولار في جميع المناطق المحررة”.


ولفت إلى أن “الاجتماع الاخير اكد على تلك المشاريع من اجل انجاز جميع متعلقاتها واطلاقها بغية الشروع بتنفيذها قريباً”.


وخلص الجبوري بالقول إن “الدعم الدولي ضروري للغاية في موضوع اعادة الاعمار كون العراق قد حارب تنظيم داعش الارهابي نيابة عن العالم، ويستحق أن تقف الدول المناحة معه في هذه المرحلة”.

من جانبها، ذكرت عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب نورا البجاري أن “الدعم الدولي لم يصل اثره بعد إلى المحافظات المحررة”.

وأضافت البجاري في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “الأوضاع الإنسانية لاسيما في محافظة نينوى ما زالت مزرية، فالانقاض مستمرة في الاحياء القديمة وهناك جهود لكن مستوى الدمار الذي حصل بسبب تنظيم داعش الارهابي كبير”.


ودعت إلى “مزيد من الجهود مع المنظمات الدولية من اجل الحصول على اموال تؤمن عودة النازحين وتوفر لهم فرص العيش الكريمة في ديارهم”.


واستطردت البجاري أن “الموازنة تضمنت تخصيصات مالية للمحافظات المحررة لكن الوضع يتطلب تعاوناً دولياً من أجل انتشال العراق من محنته بعد أن نجح في هزيمة تنظيم داعش الارهابي”.


يشار إلى أن العراق تقدر حاجته لاعمار المحافظات المحررة بـ 88 مليار دولار، في ما حصل على تعهدات من مؤتمر الكويت بمشاريع تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار.

© الصباح الجديد 2018