قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إن عددا من العوامل منها ضعف الدولار وارتفاع أسعار السلع، والتي كانت عاملا حاسما في تعزيز النمو القوي الذي حققته الأسواق الناشئة في عام 2017، بدأت تخبو في الوقت الحاضر، ما يضع مصدري السندات في الأسواق الناشئة في مواجهة ظروف مالية واقتصادية أكثر تحديا مع ارتفاع أسعار الفائدة فيما تصبح السياسات النقدية للبنوك المركزية أقل ملاءمة وقدرة على استيعاب التطورات المتسارعة في الأسواق العالمية.

وأضافت الوكالة ان قيمة سندات الدين غير المسددة المستحقة على الأسواق الناشئة ارتفعت من 5 تريليونات دولار قبل عقد من الزمن إلى 19.3 تريليون دولار في الوقت الحاضر. وتستحوذ الصين على أكثر من النصف، حيث ارتفعت حصتها بصورة حادة من 1.5 تريليون دولار فقط في 2007 الى 11تريليون دولار.

وقالت رئيسة فريق أبحاث سوق الائتمان في وكالة فيتش مونيكا إنسول انه إذا تعرضت الظروف المالية المرنة للضغوط بحدة تتجاوز ما كان متوقعا، فإن ديون الاسواق الناشئة ستصبح عرضة للضغوط كذلك.

وتمثل اصدارات الأوراق المالية العالمية حصة أصغر من إجمالي ديون الاسواق الناشئة حيث تبلغ نسبتها 12%، منخفضة عن 16% قبل 10 سنوات. ولا يزال بعض المقترضين من الأسواق الناشئة معرضين لارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، وارتفاع الدولار وتراجع تدفقات رؤوس الأموال.

وأضافت انسول: «لقد اشترى المستثمرون الأجانب على نحو متزايد سندات بالعملات المحلية، بحثا عن المكاسب على صعيدي العملة والائتمان.

وإذا انعكست شهية المستثمرين بالنسبة لمخاطر الأسواق الناشئة، فقد يواجه المصدرون تحديات إعادة التمويل حتى في أسواقهم المحلية، في حين يمكن أن تخلق تدفقات رأس المال الى الخارج إلى ضغطا على أسعار الصرف أو احتياطيات العملات الأجنبية».

وقد ظل الدولار الأميركي ضعيفا على نحو يثير الدهشة بعد أن بدأ بنك الاحتياط الفيدرالي الاميركي دورة رفع أسعار الفائدة في ديسمبر 2015، ولكنه بدأ بالتعافي مؤخرا في ضوء ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية إلى 3% في نهاية أبريل. والتالي فقد شهدت بعض الدول ضغوطا متزايدة على عملاتها، لاسيما الأرجنتين وتركيا والبرازيل.

© Al Anba 2018