إعداد: محمد جاد لموقع زاوية عربي

ماذا حدث؟

* تعد شركة هواوي أحد عمالقة صناعة الاتصالات في العالم، وبقدر ما تعتمد عليها الولايات المتحدة في شراء معدات البنية الأساسية للاتصالات الخاصة بها، بقدر ما تحتاج الشركة الصينية أيضا للتكنولوجيا الأميركية في هواتفها ومعدات شبكاتها، ومع نشوب أزمة بين الجانبين يصبح الملايين من مستهلكي هواتف ومنتجات هواوي في مرمى النيران.

* نشأت أزمة هواوي الأخيرة الأربعاء الماضي عندما وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تعليمات بمنع بلاده من شراء معدات اتصالات من جهات ترى الإدارة الأمريكية أنها تهدد أمنها القومي، وبعد القرار أضافت وزارة التجارة الأمريكية هواوي إلى قائمة الكيانات التي ترى البلاد إنها تهدد مصالحها، وهو ما يعني شمول منتجات هواوي للحظر الأمريكي، ويعني أيضا أن الشركات الأمريكية التي تصدر التكنولوجيا الخاصة بها لهواوي ستحتاج للحصول على إذن لتفعل ذلك.

* يعد الحظر تهديدا مباشرا لمبيعات هواوي، حيث تعتمد الشركة، التي تطمح لأن تكون أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم، على تقنيات جوجل أندرويد في هواتفها، وتتوسع في الاعتماد على تطبيقات جوجل في الهواتف المباعة خارج الصين مثل تقنيات جي ميل وجوجل ماب ويوتيوب، وقد استطاعت الشركة أن تحقق مبيعات العام الماضي بـ 105 مليار دولار، وهو ما يفوق مبيعات شركة مثل آي بي إم الأمريكية، لكن الحظر الجديد يقطع الطريق أمام نمو مبيعات الكيان الصيني.

أبعاد الأزمة:

* للأزمة أبعاد أعمق من قرار ترامب الأخير، ففي 2012 نشرت لجنة الاستخبارات الأمريكية بمجلس النواب تقريرا، بعد عام من التحقيقات، توصل إلى أن هواوي تمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، واستنتج التقرير أن كل من هواوي وزد تي إي ( شركة اتصالات صينية) يعملان لحساب الحكومة الصينية، ولا يفترض أن يسمح لهما بالعمل في البنية الأساسية الحيوية التي تتحكم في الشبكات اللاسلكية  (wireless) في أمريكا. وانكرت هواوي الادعاءات بأنها على علاقة بالحكومة الصينية وأن معداتها تمثل مخاطر على البلاد، وأنكرت زد تي إي الاتهامات ولكن العام الماضي سمحت للولايات المتحدة بمراقبة أعمالها.

* كانت الولايات المتحدة بدأت منذ العام الماضي حربا تجارية واسعة ضد الصين، وفي نهاية 2018 بدأت محادثات جادة بين الطرفين استلزمت إعلان هدنة لممارسات فرض الرسوم الانتقامية بين الجانبين، إلا أن الولايات المتحدة عادت للتصعيد مجددا بفرض رسوم جديدة هذا الشهر، وإن كانت المحادثات مع بكين لم تتوقف أو تنهار كلية.

* وفي يناير من العام الجاري، كشفت وزارة العدل الأمريكية عن قضيتين تم رفعهما ضد هواوي، يشملان اتهامات بأن الشركة الصينية عملت على تجنب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، حيث تضمنت الاتهامات أن مؤسس هواوي، رين زنجفي، ضلل الاستخبارات الأمريكية في 2007 وقال ان شركته لم تخرق قوانين التصدير الأمريكية ولم تتعامل مباشرة مع أي شركة ايرانية.

* وشملت الاتهامات أيضا أن الشركة تقوم بسرقة الأسرار التجارية من شركة تي موبيل، حيث زعمت الدعوى أن هواوي عملت لسنوات على سرقة تكنولوجيا اختبار الهواتف الخاصة بـ تي موبيل والمعروفة بـ تابي، حيث تورد هواوي الهواتف لـ تي موبيل ولديها آليات للوصول عبر هذه العلاقة من التعاون لبعض المعلومات عن "تابي".

ما المتوقع ان يحدث لاحقا؟

* هذه الاتهامات الموجهة لهواوي لا تعني أن الشركة الصينية في موقف ضعف مطلق أمام الولايات المتحدة، فمن ناحية تعد تكنولوجيا هواوي ضرورية لمستقبل تكنولوجيا الفايف جي التي تتطلع أمريكا للتوسع فيها، والشركات المنافسة لهواوي في هذا المجال محدودة، نوكيا واريكسون، وهواوي قادرة على توفير التكنولوجيا بشكل أسرع وأرخص. كما أن الولايات المتحدة تعتمد على تكنولوجيا هواوي بشكل كبير في المناطق الريفية.

 * وكذلك لا يعني تسلسل الأحداث أن هواتف هواوي ستقف عاجزة أمام الحظر الأمريكي، فهناك تقارير تشير إلى أن هواوي استعدت لاحتمالات تعرضها للحظر من الولايات المتحدة، وعملت مؤخرا على بناء بديل لتكنولوجيا جوجل. كما أعلنت أمريكا الأثنين  الماضي عن تخفيف قيود الحظر على هواوي، وقالت جوجل الثلاثاء ان هذه الخطوة ستسمح لها بتوفير تحديثات السوفت وير لهواتف هواوي الموجودة بالفعل لمدة 90 يوما.

(مصادر المقال: تقارير من صحف عالمية)

(قام بتحضير وكتابة المقال محمد جاد: و قد عمل محمد في عدد من المؤسسات الاعلامية مثل صحيفة الشروق المصرية وموقع أصوات مصرية وصحيفة الشرق الأوسط السعودية)

 (تحرير ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2019