تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء بين أكثر من طرف سياسي محلي وإقليمي لتسوية مسألة البلوك 9 إضافة إلى تجنيب لبنان أي صراع أو اعتداءات إسرائيلية جديدة وبالتالي إقحامه في صراعات هو بغنى عنها في هذه المرحلة.

وعُلِم في هذا الصدد من مصادر ديبلوماسية مطلعة أن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد يحمل إلى إسرائيل عناوين لبنانية حاسمة بعدم التهاون أو التراجع عن المواقف السيادية، وبالتالي هذه الأفكار والأجوبة اللبنانية إنما هي موضع توافق بين أركان الدولة وجميع القوى السياسية اللبنانية، الأمر الذي يحمي الموقف اللبناني وحيث يُنقل عن أحد الرؤساء الذين شاركوا في هذه المباحثات إلى لقائه بوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، بأن الوزير تيلرسون تفاجأ بالموقف اللبناني الموحد والحاسم بخلاف ما كان يحصل في مراحل سابقة مكوناً أفكاراً لم تكن واردة على أجندته، لذلك أخذت المباحثات شدّ حبال خلال لقاءاته والمسؤولين اللبنانيين، وعليه كان الاتكال على ساترفيلد الذي يعرف حق المعرفة التركيبة اللبنانية ومطلع على الملف اللبناني بكل تفاصيله ولهذه الغاية يمكن القول إن الأمور حسمت مع ساترفيلد الذي من سيتولى المفاوضات في هذه المرحلة، ولكن حتى الآن تبقى الأمور غير محسومة لجملة اعتبارات وظروف مرتبطة بالأجندة الأميركية حيث إسرائيل أولوية بالنسبة لواشنطن وهذا تاريخياً معروف أو متعارف عليه، من هذا المنطلق فإن المسارات ستأخذ شدّ حبال حول النزاع النفطي وسواه من الأمور السيادية في ظل ثبات الموقف اللبناني.


أما في سياق الأمور الأخرى، فقد عُلِم من المصادر الديبلوماسية عينها إن ما كان يقال عبر الموفدين الأميركيين بأن الاستقرار في لبنان مطلب أميركي ومن المجتمع الدولي وليس هناك أي حرب ستندلع في هذا البلد، فهذا ما أكده وزير الخارجية الأميركية للمسؤولين اللبنانيين وما سبقه عليه ساترفيلد الذي أفصح خلال لقاءاته مع بعض الأصدقاء والمرجعيات اللبنانية بأن ما تقوم به إسرائيل إنما هو ضربات استباقية ووقائية ولا حرب في المنطقة.

وتالياً أن لبنان موضع اهتمام أميركي ودولي منذ أن كان أي ساترفيلد ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وبمعنى آخر القرار الدولي متخذ للحفاظ على استقرار لبنان.

© Lebanon Files 2018