30 03 2017

لم يكن مستغربًا أن يتصدر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قائمة «لويدز» كأبرز الشخصيات المؤثرة في قطاع النفط على مستوى العالم، وذلك استنادًا الى الجهود الكبيرة التي يقوم بها لدعم الاستقرار في السوق التي تعاني من هزة كبيرة على مدار السنوات الثلاث الماضية.

ولعل هذا التصنيف يعكس رحابة الفكر الاستشرافي الذي يتمتع به سموه منذ توليه رئاسة المجلس الاعلى لأرامكو في 2015، وانطلاقه مباشرة في جهود اعادة هيكلة الشركة، لتكون أكثر استقلالية ومرونة مع العمل على اساس تجاري.

ولم يمض سوى عام واحد، حتى اعلن سموه في 2016، عن خطته لطرح 5 %من اسهم الشركة للاكتتاب من اجل المساهمة في تكوين اكبر صندوق سيادي في العالم بقيمة ترليوني دولار لتخفيض الاعتماد على النفط.

دعم الأسعار

ولا شك أن العالم يدين للأمير محمد بن سلمان بالكثير لجهوده في دعم اسعار النفط التي كانت قد اقتربت من العشرين دولارًا في يناير من 2016.

وبرزت الجهود التي قام بها الأمير محمد في هذا الجانب على أكثر من صعيد على النحو التالي:

مثل لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي بوتين في قمة العشرين بالصين في عام 2015، بداية التحرك من اجل دعم الاسعار، لا سيما وأن روسيا من كبار المنتجين عالميًا بأكثر من 10 ملايين برميل يوميًا

على مدى عام 2016، قادت السعودية وروسيا الجهود من اجل دعم الاسعار، وتجلى ذلك في لقاءات رباعية في الدوحة جرى خلالها دراسة آليات الدعم ما بين التجميد والتخفيض، وكان من نتاج هذا التحرك ان بدأت الاسعار في التعافي من مستويات 26 دولارًا إلى 40 دولارًا.

تواصلت الجهود حتى تبلورت في الربع الرابع باتفاق خفض الانتاج بين المنتجين من اوبك ومن خارجها بقيادة روسيا، وادت توجيهات الامير محمد بن سلمان والرئيس بوتين، الى اجراء «مكالمة الفجر» بين وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي إلكسندر نوفاك، للاتفاق على مقدار الخفض بقيمة 1.2 مليون برميل للمنتجين من اوبك، و600 الف من خارجها تتحمل روسيا 300 الف برميل منها.

للمرة الاولى في 15 عامًا تنجح المملكة في اقناع روسيا بالالتزام بخطط خفض الانتاج، وقد تحقق ذلك جزئيا الى حد بعيد، باعلانها عن خفض انتاجها بمقدار 185 ألف برميل الشهر الماضى.

اكتتاب أرامكو

أما على الصعيد الداخلي، فيقود الأمير محمد بن سلمان اكبر اكتتاب في العالم بطرح 5%من أسهم أرامكو، وتسارعت الخطوات مع بدء العد التنازلي للاكتتاب المقرر في النصف الثاني من العام المقبل حتى غدا حديث العالم، وتجسد ذلك في طلب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعم طلب بلاده لطرح الاكتتاب في بورصة طوكيو، فيما تتنافس 5 بورصات أخرى على استقبال الاكتتاب منها نيويورك ولندن وشنغهاي وغيرها.

ولعل من أبرز الخطوات الجارية حاليًا لتجهيز أرامكو للطرح الآتى:

خفض الضرائب على الشركة من 85% إلى 50% لجعلها أكثر تنافسية للمستثمرين الأجانب

الاستعانة بمصادر مستقلة لتقييم الاحتياطي الضخم للشركة من النفط والذي يقدر مبدئيًا بـ 15% من الاحتياطي العالمي

التجهيز للإعلان عن الحسابات المالية للمرة الاولى في تاريخ الشركة.

عقد شراكات مع مؤسسات مالية ومحلية للعمل في المجال الاستشاري والترتيب للاكتتاب.

دور ريادي

والواقع أن المملكة تتمتع بتقدير دول العالم في سوق النفط لحرصها على استقرار الاسعار لصالح المنتجين والمستهلكين معا، وتأكيدها على قدرتها للتدخل في اي وقت لدعم الامدادات في حالة حدوث اي نقص يؤثر على السوق مستفيدة في ذلك من امكانيات ضخمة يمكن ان ترفع انتاجها إلى 11 مليون برميل خلال وقت قصير، والى 12.5 مليون برميل في عام.

© Al Madina 2017