30 03 2017

«كريم» أبرز الشركات العربية المرشحة للقب «يونيكورن»

مع زيادة الدعم لروّاد الأعمال ذوي التأثير العالي والإمكانات الكبيرة، ونمو الإمكانات التي تحظى بها التجارة الإلكترونية والأسواق عبر الإنترنت، إضافة إلى نمو قطاعات الخدمات البرمجية في المنطقة العربية، أصبح من المشروع الحلم بأن نشهد شركة ناشئة تصل إلى مليار دولار (يونيكورن).

وهي شركات عالية التأثير، وسريعة النموّ، تحتاج غالبا إلى 6 سنواتٍ تقريباً وتتطلّب تمويلاً من 95 مليون دولار للوصول إلى هذه المكانة، وظهرت تسمية «يونيكورن» أول مرة في مقالة للرأسمالية المغامرة أيلين لي في ديسمبر 2013، وبعدها انتشر هذا التعبير في أرجاء عالم المشاريع الرائدة.

وتأتي معظم شركات يونيكورن من قطاعات التجارة الإلكترونية أو الأسواق التي تتيح الشراء والبيع عبر الإنترنت. ومن اللافت أنّ قطاع الطائرات من دون طيار والأقمار الصناعية ليست ضمن القائمة، غير أنّه على ما يبدو سيكون كذلك في المستقبل، وفقاً للقائمة التي وضعتها «سي بي إنسايتس» لشركات «يونيكورن» الخمسين المقبلة.

وخلال السنوات الأخيرة، ساهم الكثير من صناديق التمويل الجديدة ومسرّعات الأعمال وقادة الفكر والسياسة في تحسين ظروف الشركات الناشئة في المنطقة العربية، حيث نما عدد مراكز الشركات الناشئة في المنطقة أربعة أضعاف بين عامَي 2010 و2015، بالمقابل توجد تحديات تشمل تباطؤ النمو الاقتصادي الإقليمي.

والمنافسة الدولية الشديدة في بعض القطاعات، والتحدّيات التي تترافق مع المدفوعات عبر الإنترنت والتي تحدّ من نموّ شركات التجارة الإلكترونية، فضلاً عن تطوير أنظمة التعليم العالي التي تزوّد الشركات الناشئة بروّاد أعمال موهوبين وطموحين.

عربية

وحتى اليوم لم تشهد منطقتنا العربية الكثير من الاستحواذات لشركات رقمية، فبعد أن استحوذت ياهو على «مكتوب.كوم» كان علينا الانتظار سبع سنوات لنرى استحواذ أمازون على سوق دوت كوم، ويبدو أن «مجموعة جبار للإنترنت» هي القاسم المشترك بين الصفقتين، حيث إن «مكتوب.كوم» كانت جزءا منها، كما أنها مساهم رئيسي في سوق دوت كوم، وفي حين تردد مبلغ 650 مليون دولار للصفقة الحالية فإن صفقة مكتوب بلغت حوالي 85 مليون دولار.

وتمتلك المنطقة العربية الكثير من الإمكانات ليكون فيها شركة «يونيكورن» فلقد برهن المستثمرون أنّ المنطقة يمكن أن تشهد صفقات بيع أو استحواذ كبيرة وشركات«يونيكورن»، خلال السنوات الخمس المقبلة. إذ يتوقّع أن يكون من أوائل هذه الشركات، «كريم» لطلب السيارات الشبيهة بشركة «أوبر» والتي تشهد نموّاً سريعاً.

وبالنسبة إلى خدمةٍ لتشارك ركوب السيارات مثل «كريم»، يبدو حجم المنافسة كبيراً بعدما استثمرَت «أوبر» مؤخراً 250 مليون دولار لتوسيع خدماتها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتحديد، وهو مبلغٌ يساوي تقريباً 3 أضعاف التمويل الذي جمعته «كريم» حتى الآن، وفقاً لموقع «كرانش بايز».

ويمكن أن نشهد قريباً على شركة «يونيكورن» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فازدياد عدد مستخدِمي الإنترنت في المنطقة يعني عدداً أكبر من العملاء المحتمَلين للشركات العاملة عبر الإنترنت، وبالتالي قد يعني قيمةً ماليةً أكبر للشركات الناشئة التي تعمل عبر الإنترنت في المنطقة.

إذ يتركّز أكثر من نصف شركات «يونيكورن» (51%) عالمياً في ثلاثة قطاعاتٍ هي على التوالي: التجارة الإلكترونية والأسواق عبر الإنترنت، والبرمجيات والخدمات الخاصّة بالإنترنت، والتكنولوجيا المالية.

ولهذا السبب، وفي تقرير «قطاع الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الفرص والتحديات وقصص النجاح»، ورد أنّه يوجد في المنطقة ما يقارب 140 مليون مستخدِمٍ للإنترنت بمعدّل انتشارٍ قويّ يناهز 50%. كما أنّ معدّل انتشار الإنترنت على الأجهزة المحمولة في المنطقة يبلغ تقريباً 25%.

ويصل إلى 75% في المناطق التي يحظى المستخدِمون فيها بتغطية الجيل الثالث 3G. ومن الجدير بالذكر أنّ الإمارات والسعودية تتمتّعان بمعدّلات كبيرة لاستخدام الهواتف الذكية، هي من بين الأعلى عالمياً، حيث تصل إلى 74% و73% على التوالي.

تمويل

وتعدّ «إنتل كابيتال» من بين أكثر شركات الاستثمار المخاطر الدولية نشاطاً لناحية الاستثمار في الشركات الناشئة في المنطقة العربية، منذ عام 2009 على الأقلّ. فقد قامَت هذه الشركة بتأمين التمويل لموقع «جيران» الأردني، ودليل الترفيه الإلكتروني «شو في تي في»، بالإضافة إلى شركة «نيمجو» التي تتواجد بين المملكة المتحدة ولبنان.

هذا واستثمرت «إنتل كابيتال» أيضاً في عدّة شركاتٍ كائنةٍ في الإمارات، وفي تركيا مثل «جروبانيا».وفي الآونة الأخيرة، قادَت «روكيت إنترنت» عملية الشراء الأكبر لشركة إنترنت في الشرق الأوسط حتى هذا التاريخ.

وهي شركة «طلبات» الكويتية. أمّا «تايجر جلوبال ماناجمنت» فقد استحوذَت في عام 2013 على شركة الإنترنت القائمة في الإمارات، «كوبون»، واستثمرَت أيضاً في«سوق.كوم»، بحسب «ومضة».

من جهةٍ أخرى، فإنّ أكثرية الداعمين لشركات «يونيكورن» (65%) لم يشاركوا في صفقات صنع هذا النوع من الشركات سوى مرّة واحدة. والجدير بالذكر أنّ من بين هؤلاء المستثمرين بمبالغ كبيرة ولمرّةٍ واحدة، «الهيئة العامة للاستثمار» الكويتية التي ساهمَت هذا العام في رفع قيمة شركة «نان هيلث» للرعاية الصحية الرقمية، إلى مليارَي دولار.

عالمياً

وبينما يوجد في العالم 14 شركة «ديكاكورن» (شركة ناشئة تقدّر قيمتها بأكثر من 10 مليارات دولار)، وفقاً لـ«سي بي إنسايتس»، توجد في عالم الشركات الناشئة أكثر من 150 شركة تقدّر قيمتها بأكثر من مليار دولار، مثل أوبر (51 مليار دولار)، وشاومي (46 مليار دولار)، و«إر بي أن بي» (25 مليار دولار).

وبالانتير (20 مليار دولار)، وديدي كويدي (15 مليار دولار)، وسبايس إكس (12 مليار دولار).وتقول «سي بي إنسايتس» إنّ ما يقارب 1% فقط من الشركات ذات الملكية الخاصّة على كوكب الأرض تصبح «يونيكورن»، وإنّ 6 شركاتٍ فقط من أصل 4 آلاف شركة أتمّت جولات التمويل الأولى لها في عام 2014 قد حصلت على هذا اللقب.

© البيان 2017