11 07 2018

 يمكن القول بأن الأسبوع الأول من النصف الثاني لعام 2018 كان بمثابة نقطة تحول في سوق عملات الاقتصادات الناشئة بعد أن عانت من أسوأ أداء فصلي في نحو عقد من الزمان.

ومن المحتمل أن تكون عوامل مؤقتة هي المساهم الرئيس في صنع الأداء الملحوظ لعملات الأسواق الناشئة بقيادة عملتي البيزو المكسيكي والليرة التركية خلال الأسبوع الماضي.

وصعدت عملات الأسواق الناشئة خلال الأسبوع الماضي للمرة الأولى في 6 أسابيع، مع ضعف الدولار وسط تزايد وتيرة الاحتكاكات التجارية.

وسجل مؤشر "إم.إس.سي.آي" لعملات الأسواق الناشئة ارتفاعاً بنسبة تقل عن 0.1 بالمئة في الأسبوع الأول من تعاملات النصف الثاني من عام 2018.

واستعاد المستثمرون شهية شراء عملات الأسواق الناشئة بشكل حذر خلال الأسبوع الماضي بعد تسجيل أسوأ أداء فصلي في 7 سنوات تقريباً بالربع الثاني من هذا العام.

وكان مؤشر "جي.بي.مورجان" لعملات الأسواق الناشئة تراجع بنسبة 0.9 بالمئة خلال الثلاثة أشهر المنتهية في حزيران الماضي، وهي أكبر وتيرة هبوط فصلي منذ الربع الثالث لعام 2011.

عملات في المقدمة

تمكنت عملتي المكسيك وتركيا المحلية من قيادة مكاسب عملات الأسواق الناشئة بعد أن شهد البلدان كلاهما انتخابات رئاسية أدت إلى فوز "أوملو" وفترة رئاسية جديدة للرئيس أردوغان بعد حصد تأييد أكثر من 50 بالمئة من الأصوات الناخبة في الحالتين.

ورغم عدم حل المشاكل الاقتصادية التي تعيشها تركيا خلال الآونة الأخيرة والتي دفعت الليرة التركية إلى تسجيل مستويات هي الأدنى في تاريخها خلال النصف الأول من العام الجاري لكن العملة المحلية انتعشت مع تعهدات جديدة.

أما في المكسيك فكانت وعود "أندريس مانويل لوبيز" والشهير باسم "أوملو" هي الدافع للعملة المحلية في البلاد خاصةً وسط تعهدات باحترام استقلالية البنوك ومحاربة الفساد.

وسجل البيزو المكسيكي مكاسب قدرها 4.6 بالمئة خلال الأسبوع الماضي أمام الدولار الأمريكي، وهي أفضل مكاسب أسبوعية منذ عام 2011.

وبعد أن شهدت عملة المكسيك خسائر 1.4 بالمئة خلال الفترة من كانون الثاني وحتى حزيران الماضي مقابل نظيرتها الأمريكية، كانت هي العملة الأفضل أداءً بين عملات الأسواق الناشئة بالأسبوع المنقضي.

كما شهد البيزو الأرجنتيني مكاسب تزيد عن 3 بالمئة خلال الأسبوع المنقضي بعد الإعلان عن استقالة اثنين من مديري البنك المركزي.

وعلى صعيد موازٍ، استطاعت عملة جنوب أفريقيا "الراند" من تحقيق الصعود الأسبوعي للمرة الأولى في 6 أسابيع.

وكان راند جنوب أفريقيا قد شهد خسائر قدرها 9.4 بالمئة أمام الدولار الأمريكي خلال النصف الأول من العام الحالي.

وكذلك شهد الريال البرازيلي ارتفاعاً بالأسبوع الماضي للمرة الأولى بعد خسائر دامت لمدة 3 أسابيع متتالية، مع إعادة تأكيد البنك المركزي في البلاد أنه لن يستخدم سياسته النقدية لكبح هبوط العملة.

تقليص الخسائر

نجح اليوان الصيني في تقليص خسائره خلال تداولات الأسبوع الماضي أمام الدولار الأميركي، حيث افاد اليوان من تعهدات (البنك المركزي الصيني) بإبقاء سعر الصرف مستقراً عبر استخدام جميع الأدوات النقدية لديه.

ومع ذلك سجل اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي خسائر للمرة الرابعة على التوالي خلال الأسبوع المنقضي.

الروبية الهندية كانت هي العملة الأسوأ اداءً من بين عملات آسيا خلال الأسبوع الماضي، لتواصل خسائرها في أول 6 أشهر من العام الجاري والتي بلغت 7 بالمئة.

وشهد الروبل الروسي في الأسبوع الماضي تراجعاً لأول مرة في 3 أسابيع، بعد هبوط قدره 7.5 بالمئة مقابل الدولار بالنصف الأول من 2018.

© Al Sabaah 2018