تجري الحكومة العراقية العمل بوتيرة متسارعة لتذليل الصعوبات الاستثمارية، تمهيدا لقرب بدء مباشرة الشركات السعودية في مشروع إعادة إعمار العراق والاستثمار في قطاعات عدة جاهزة للسعوديين.


وأكد لـ"الاقتصادية" الدكتور أحمد محجوب؛ المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية العراقية، أن السعودية قدمت دعما مهما للعراق في مؤتمر إعادة العراق، الذي عقد في الكويت، ووعدت باستثمارات واسعة، مشيرا إلى أن العمل جار لتهيئة الظروف لأجل الجانب السعودي تمهيدا لبدء العمل الجدي في إعادة الإعمار.


وأوضح الدكتور محجوب، أنه لا يوجد أية تلكؤات حقيقية في المشروع للشركات السعودية، بل العمل جار لتذليل الصعوبات الموجودة، متوقعا دخول حقيقي في القريب العاجل للشركات السعودية للبدء في الاستثمار، مضيفا "أعني بعبارة عاجلا دخول الشركات السعودية للعراق والبدء بمباشرة مشروع إعادة الإعمار، والاستثمار في جميع القطاعات دون استثناء".


وبين، أن العراق قد دعا السعودية بدفع شركاتها للاستثمار والعمل في العراق، نظرا لأهمية ومكانة الرياض الدولية والإقليمية، مشيرا إلى أن السعودية بادرت بفتح الخطوط الجوية بين البلدين، ما يعد تطورا إيجابيا يدل على مرحلة جديدة في العلاقات للبلدين، إضافة إلى العلاقات الطبيعية بين البلدين وامتدادا للقواسم المشتركة.


وأكد أن العراق مقبلة على فتح منطقة تجارة حرة بين السعودية والعراق، إذ أخذت الرياض على عاتقها تأهيل المنطقة الحرة بين البلدين، وفتح منفذ مع الحدود العراقية.


وكشف الدكتور محجوب، عن حوار خليجي عراقي على كافة الأصعدة والإقبال على علاقة خليجية عراقية قائمة على تبادل المصالح المشتركة، مبينا أن مجلس الوزراء قد وقع على مذكرة الحوار العراقي الخليجي، الذي يعد أمرا جيدا لإعادة الحوارات مع منظومة الخليج لدول الخليج العربي.


وبالعودة للعلاقة السعودية العراقية، لفت الدكتور محجوب إلى أن انطلاق المجلس التنسيقي الأعلى بين السعودية والعراق العام الماضي، والبدء في استكمال مجريات العمل في هذا المجلس وزيارة الدكتور حيدر العبادي للسعودية والعديد من الوزراء والتنفيذيين، فضلا عن زيارة المسؤولين السعوديين للعراق ومشاركتهم في معرض بغداد الدولي والبصرة، ما هو إلا عهد جديد بين البلدين جاء بعد كل التبادلات الإيجابية.


وأشار الدكتور محجوب إلى أن اجتماعات المجلس التنسيقي الأعلى جارية، والعمل مستمر ودائم، مبديا اعتقاده بأن المرحلة المقبلة ستشهد تصاعدا لعدد الاجتماعات ونوعها.


وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وقع محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي، برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي، وبحضور وزير الخارجية الأمريكي السيد ريك تيلرسون.


ويهدف الاجتماع الأول للمجلس إلى التشاور والتنسيق في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وأكد الجانبان ضرورة العمل المشترك للحد من المعوقات وتسهيل نفاذ الصادرات بين البلدين.


كما اتفقا على تنمية الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين وإتاحة الفرصة لرجال الأعمال للتعرف على الفُرص التجارية والاستثمارية، وتبنّي الوسائل الفعالة التي تسهم في مساعدتهم على استغلالها، إضافة إلى تشجيع تبادل الخبرات الفنية والتقنية والبحث العلمي بين البلدين.

© الاقتصادية 2018