(لإضافة الانتهاء من الإجلاء)

بيروت 19 يوليو تموز (رويترز) - أفادت وسائل إعلام سورية رسمية اليوم الخميس بإتمام إجلاء الآلاف عن بلدتين سوريتين كانتا محاصرتين من قبل مقاتلي المعارضة في شمال غرب البلاد فيما يتوقع أن تفرج الحكومة عن مئات المعتقلين في المقابل.

وذكرت قناة الإخبارية السورية الرسمية أن كل الحافلات غادرت بلدتي كفريا والفوعة بحلول صباح اليوم وأن البلدتين "خاليتان من المدنيين".

وكانت أكثر من مئة حافلة قد وصلت أمس الأربعاء لنقل السكان والمقاتلين أثناء الليل من البلدتين إلى منطقة قريبة تسيطر عليها الحكومة في محافظة حلب.

وبدأ الإجلاء بسيارات إسعاف تنقل المرضى إلى نقطة تفتيش حكومية قبل أن تغادر حوالي 121 حافلة البلدتين.

وقالت الإخبارية السورية إن عشر سيارات إسعاف نقلت عددا من مرضى الحالات الحرجة إلى خارج البلدتين.

ويحاصر مقاتلون إسلاميون سنة منذ سنوات البلدتين الواقعتين في محافظة إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد الذي تتقدم قواته أمام مقاتلي المعارضة في جنوب غرب البلاد باستعادة السيطرة على البلد بأكمله.

ومن المقرر أن يغادر نحو سبعة آلاف شخص البلدتين.

وأصبح نقل السكان مألوفا في الحرب السورية الدائرة منذ سبع سنوات والتي يعتقد أنها أسقطت نحو نصف مليون قتيل ودفعت حوالي 11 مليونا للنزوح عن ديارهم. وجاءت أغلب عمليات النقل هذه على حساب معارضي الأسد.

وجرى نقل مقاتلين من المعارضة ومدنيين بالحافلات من بلداتهم إلى أراض تسيطر عليها المعارضة في الشمال مع تقدم القوات الحكومية مدعومة من روسيا وإيران.

وتصف المعارضة ذلك بأنه تهجير قسري ممنهج ضد معارضي الأسد الذي ينتمي للطائفة الشيعية العلوية.

واتخذ الصراع منحى طائفيا بعدما بدأ باحتجاجات على حكم الأسد في عام 2011. وجاء مقاتلون شيعة مدعومون من إيران من مختلف أرجاء المنطقة لمساعدة دمشق في مواجهة معارضيها، وكثيرون منهم من السنة.

وقالت مصادر في المعارضة إن مسؤولين من هيئة تحرير الشام، وهي تحالف يقوده الفرع السابق لتنظيم القاعدة، ومن الحرس الثوري الإيراني تفاوضوا على اتفاق المبادلة الأخير.

وقال قائد بالتحالف الإقليمي الداعم للأسد ومصدر بالمعارضة الإسلامية على علم بتفاصيل المحادثات السرية إن تركيا شاركت أيضا في العملية التي تستند إلى اتفاق أبرم العام الماضي ولم ينفذ بالكامل.

وقال التلفزيون الرسمي إن 121 حافلة دخلت بلدتي كفريا والفوعة حتى يوم الأربعاء مع سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري لنقل السكان المرضى.

وأضاف التلفزيون أن بين من سيجري نقلهم رهائن علويين كانت فصائل من المعارضة قد احتجزتهم عندما اجتاحت إدلب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وفي أبريل نيسان من العام الماضي، تم نقل الآلاف من البلدتين إلى منطقة خاضعة للحكومة في إطار اتفاق مماثل عبر وساطة.

وفي المقابل، غادر مئات السكان بلدتي مضايا والزبداني على الحدود مع لبنان واللتين كانتا حينها في يد مقاتلين سنة من المعارضة وتحاصرهما قوات موالية للحكومة. وتم نقل السكان إلى إدلب.

لكن بنودا أخرى من الاتفاق، منها إجلاء السكان المتبقين في الفوعة وكفريا والإفراج عن 1500 معتقل من سجون الدولة، لم تستكمل في ذلك الوقت.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية)