(لإضافة تفاصيل)

من أنجوس مكدوال وسليمان الخالدي

بيروت/عمان 19 أبريل نيسان (رويترز) - كثفت الحكومة السورية جهودها يوم الخميس لاستعادة السيطرة على آخر جيوب المعارضة المحاصرة إذ استعد مقاتلون معارضون للانسحاب من أحد هذه الجيوب فيما قالت صحيفة إن دمشق أمهلت آخرين 48 ساعة لمغادرة جيب آخر.

وحقق الرئيس بشار الأسد نصرا كبيرا هذا الشهر باستعادة الغوطة الشرقية التي كانت أكبر معقل للمعارضة قرب دمشق الأمر الذي جعل الجيش السوري في موقف هو الأقوى له منذ الشهور الأولى من الحرب الأهلية السورية.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات جوية مكثفة يوم السبت على ثلاثة أهداف سورية ردا على ما يشتبه بأنه هجوم بالأسلحة الكيماوية خلال حملة الجيش السوري على الغوطة.

لكن التدخل الغربي المحدود، والذي كان بعيدا عن أي جبهة قتال، لم يكن له فيما يبدو تأثير على الأرض إذ واصل الجيش السوري هجماته.

وخرج آخر مسلحي المعارضة من الغوطة الشرقية بعد ساعات من الضربات الغربية. ومنذ ذلك الحين ركزت الحكومة السورية على استعادة أربعة جيوب محاصرة يقطنها عدد أقل من السكان.

وباستعادة تلك المناطق، سيتركز وجود المعارضة في معقلين رئيسيين في شمال غرب وجنوب غرب سوريا على الحدود.

وركزت الدبلوماسية هذا الأسبوع على اتهامات باستخدام الغاز السام في دوما آخر المدن التي تحصنت فيها المعارضة بمنطقة الغوطة الشرقية.

وتقول دول غربية إن عشرات الأشخاص قتلوا في هجوم بالغاز السام في السابع من أبريل نيسان وهو ما تنفيه سوريا وحليفتها روسيا. وبعد استسلام المعارضة صارت المنطقة تحت سيطرة الحكومة غير أن فريقا للمفتشين الدوليين لم يتمكن حتى الآن من الوصول إلى دوما.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن مفتشيها أجلوا زيارتهم لدوما بعد تعرض فريق أمني تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار في سوريا خلال مهمة استطلاعية يوم الثلاثاء في إطار الإعداد لزيارة المفتشين.

وتقول الدول الغربية إن موسكو ودمشق تمنعان المفتشين من وصول موقع الهجوم وربما تدمران الأدلة هناك وهو ما تنفيه روسيا وحكومة الأسد.

ولا يبدو أن لتدخل الغرب تأثيرا ملموسا على الحرب الأوسع إذ يواصل مسلحو المعارضة الاستسلام بموجب اتفاقات تسمح لهم بالانسحاب والتوجه إلى جيب المعارضة في شمال غرب البلاد مقابل تسليم المناطق التي يسيطرون عليها.

 

* استسلام

عرض التلفزيون الرسمي لقطات حية لحافلات تدخل مدينة الضمير شمال شرقي دمشق لإخراج المسلحين وعائلاتهم منها بينما يقف جنود على جانب الطريق.

وذكر التلفزيون السوري أن 20 حافلة ستنقل نحو خمسة آلاف شخص منهم 1500 من مسلحي جماعة جيش الإسلام إلى شمال سوريا بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة.

والضمير مشمولة بوقف غير رسمي لإطلاق النار منذ سنوات لكن استعادتها أمر مهم للحكومة لأنها تمكنها من ضمان سلامة المركبات المسافرة على الطريق السريع بين دمشق وبغداد.

وقال سعيد سيف المسؤول البارز بإحدى جماعات المعارضة في المنطقة إن جماعته ليس أمامها خيار "إلا أن نخضع لتهديدات الضامن الروسي لأنه ما ضل في أي ضامن عربي أو دولي".

وأضاف "نتمنى من الروس أن يفوا بتعهداتهم مع أنه ما عندنا ثقة في قرارات الضامن الروسي".

وفي جيب القلمون الشرقي القريب المشمول كذلك باتفاقات غير رسمية لوقف إطلاق النار قال معارضون إنهم يتفاوضون كذلك مع روسيا على الانسحاب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب إن الجيش يضغط عسكريا على المعارضة في جيب القلمون الشرقي قرب الضمير لبدء مفاوضات من أجل الانسحاب.

وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني اليوم الخميس إن الجيش انتقل إلى مواقع داخل الجيب وطوق بالكامل مدينة الرحيبة.

وأوضح المرصد كذلك أن محادثات جارية بين روسيا ومقاتلي المعارضة حول مصير جيب في وسط سوريا حول مدينة الرستن.

ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية اليوم الخميس إنه تم إمهال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية 48 ساعة للموافقة على الخروج من جيب يسيطرون عليه حول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين إلى الجنوب من دمشق.

وأضافت الصحيفة "في حال رفضهم فإن الجيش والقوات الرديفة جاهزة لشن العملية العسكرية وإنهاء وجود التنظيم في المنطقة واستعادة السيطرة عليها".

وفر معظم من كانوا في هذا المخيم الذي كان يعيش به أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لكن آلافا آخرين ما زالوا فيه. وعبر كريستوفر جونيس المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عن قلق منظمته البالغ على سلامتهم.

وقال قائد في تحالف عسكري إقليمي يدعم الحكومة السورية إن الجيش السوري بدأ قصف الجيب الخاضع لسيطرة المتشددين يوم الثلاثاء استعدادا لهجوم.

 

 

(شارك في التغطية توم بيري وداليا نعمة في بيروت وراية الجلبي في بغداد - إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)