بيروت 19 مارس آذار (رويترز) - تباهى الرئيس السوري بشار الأسد بالمكاسب التي حققتها القوات الحكومية في الحرب الدائرة في بلاده منذ سبع سنوات بلقطات تصوره وهو يقود سيارة بنفسه للقاء جنود على جبهة قتال قرب دمشق من بداية الرحلة في وسط العاصمة وحتى المناطق التي استعادها الجيش.

وقال الأسد في التسجيل المصور "بنطلع ع الغوطة (الشرقية) بنشوف الوضع، نشوف كل شي، القوات المسلحة، التشكيلات اللي عم تقاتل، المناطق اللي تحررت. ناخد الغوطة من الشرق، من عند النشابية، وصولا لجسرين".

وقال في اللقطات وهو يصف الطريق الذي أغلقته من قبل نيران القناصة "فتح (الطريق) عمليا شريان الحياة، الدم، الأكسجين، إنه بدأ يمشي من أول وجديد بالبلد، بسوريا".

ويظهر الفيديو، الذي بث خلال الليل بعد الزيارة التي جرت أمس الأحد، الأسد وهو يقود سيارته من طراز هوندا بنفسه مرتديا نظارة شمسية فيما تظهر في الخلفية مشاهد لشوارع عادية أولا تليها لقطات لمبان مهدمة وجدران تحمل ثقوب أعيرة نارية من أثر المعارك.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات للأسد لدى وصوله إلى الغوطة الشرقية وهو يتلقى التحية العسكرية من القادة والجنود فيما ارتفع دخان من منطقة بعيدة في الخلفية.

وتأتي زيارته لجبهة المعركة في الغوطة بعد أن بدأ عشرات الآلاف من المدنيين الفرار من المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة نحو مناطق تسيطر عليها الحكومة. وبدأ هجوم الجيش قبل شهر بقصف عنيف وتمكن حتى الآن من السيطرة على أغلب المنطقة التي كانت تشكل أكبر جيب للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وقسم الهجوم الغوطة إلى ثلاث مناطق.

والتقدم الذي حققته القوات الحكومية هو الأحدث في سلسلة من المكاسب العسكرية التي تمكن الأسد من تحقيقها بعد تدخل روسيا لصالحه في الحرب عام 2015 مما قضى على آمال مقاتلي المعارضة بالإطاحة به بالقوة.

وهناك مناطق شاسعة ما زالت بعيدة عن قبضة الأسد لكنه يسيطر الآن على المدن الرئيسية في الغرب السوري المكتظ بالسكان.

* تحت السيطرة

يقول نيكولاوس فان دام الدبلوماسي الهولندي السابق في سوريا الذي ألف كتابين عن البلد "تلك هي الصورة التي يريد أن يروج لها... أنه يسيطر على الأمور ويقضي على المعارضة في الغوطة الشرقية".

وعلى الرغم من لقطات مصورة سابقة ظهر فيها الأسد وهو يتنقل في أنحاء سوريا في السنوات الماضية فمن غير المعتاد أن يزور مناطق قرب جبهات القتال ويلتقي جنودا مهللين ومدنيين فروا من المعارك.

وتتزايد الإشارات على تنامي ثقته في الفترة الأخيرة ومن بين ذلك إصدار عملة العام الماضي تحمل صورته للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة عام 2000.

وظهر الأسد في التسجيل وهو يرتدى حلة دون رباط عنق ويتحدث بلهجة غير رسمية وعلق على المناطق التي مر بها وناقش الحملة العسكرية.

ودخل الأسد بسيارته إلى الغوطة الشرقية من جهة الشرق حيث بدأت الحملة العسكرية قبل شهر إلى منطقة جسرين التي سيطر عليها الجيش في وقت متأخر من يوم الجمعة.

وقال وهو يمر بجوار مدنيين غادروا الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة "ما نشوفه إن الناس كلها بترجع للدولة، هذا يؤكد اللي كنا دائما نحكيه إنه الناس بدها الدولة، علاوة على إن الدولة هي بشكل طبيعي الأم والأب لكل الناس، وهي الجانب الشرعي في أي عمل، سياسي أو عسكري أو غيره. ويمكن ع المدى القصير بينحل الموضوع. بالتأكيد الدولة عم تقوم بواجبها، ويوميا فيه كميات هائلة من المساعدات بالإضافة لتأسيس مآوي بشكل عاجل من أجل تأمين أماكن المعيشة والنوم للعائلات".

وتصف دمشق وموسكو المعارضة بأنها جماعات إرهابية وتقولان إن المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة دروع بشرية للمجموعات المسلحة.

وتقول المعارضة إن السكان في الغوطة الشرقية، التي كانت واحدة من مراكز الانتفاضة ضد الأسد منذ بداية الصراع، لا يريدون العودة لحكمه خوفا من الاضطهاد وهو ما ينفي الرئيس أنه قد يحدث.

وقال الأسد إن التحدي طويل الأمد أمام سوريا هو إعادة تأهيل الأطفال الذين نشأوا تحت حكم المعارضة المسلحة.

وأضاف أن هذا الجيل عاش خمس سنوات بأفكار وصفها بأنها مظلمة وفي ظروف تشبه العصور الوسطى مشيرا إلى أنهم بحاجة لأن يعودوا إلى ما وصفه بالطريق القويم.

وقال إن ما خسروه من سنوات التعليم هو ثمن للحرب كان من المتعذر تجنبه.

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير سها جادو)