(لتوضيح أن الحديث عن استخدام الغاز المسيل للدموع بالفقرة السادسة منسوب لنشطاء وإضافة تفاصيل وخلفية)

من زكية عبد النبي

الرباط 14 مارس آذار (رويترز) - قالت السلطات ونشطاء إن اشتباكات اندلعت يوم الأربعاء بمدينة جرادة بشمال شرق المغرب وذلك بعد يوم واحد من تحذير السلطات من مغبة استمرار المظاهرات التي بدأت قبل نحو أربعة أشهر احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المدينة.

وقال بيان صادر عن السلطات المحلية لمدينة جرادة مساء الأربعاء إن المتظاهرين في المدينة أحرقوا خمس سيارات تابعة للقوات العمومية وألحقوا أضرارا جسيمة بعربات هذه القوات ومعداتها.

وأضاف البيان الذي حصلت رويترز على نسخة منه أنه حدثت "بعض الإصابات في صفوف القوات الأمنية بعضها بليغة نقلوا على إثرها للمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة" قرب جرادة.

وقالت السلطات إنه تم القبض على "تسعة أشخاص على خلفية هذه الأحداث، سوف يتم تقديمهم أمام العدالة".

وقال ناشط حقوقي طلب عدم نشر اسمه في اتصال هاتفي مع رويترز إنه "وعلى إثر قرار منع السلطات التظاهر بالمدينة خرجنا إلى الغابة المجاورة للاعتصام بالقرب من آبار الفحم والمطالبة ببديل اقتصادي لكننا فوجئنا بنحو 500 من رجال الدرك تحاصرنا ثم انضافت إليهم تعزيزات أخرى ودهسوا شابا وأصابوا امرأة إصابة بليغة".

وأظهرت مقاطع فيديو لنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تراشقا بالحجارة وتصاعد أدخنة قالوا إنها نتيجة استعمال الغاز المسيل للدموع. ولم تتوافر تفاصيل أخرى.

واندلعت الاحتجاجات بمدينة جرادة في ديسمبر كانون الأول بعد مقتل شقيقين كانا يعملان في منجم عشوائي لاستخراج الفحم الحجري الذي كان النشاط الاقتصادي الأساسي بالمدينة لعقود. كما توفي ثالث في منجم أيضا بسبب ظروف العمل السيئة.

واضطرت الدولة إلى إغلاق مناجم الفحم بعد إعلان نضوبها في عام 1998 ووعدت السكان ببدائل اقتصادية.

ويقول سكان بالمدينة إنهم يعانون الإهمال والتهميش منذ إغلاق المناجم منذ نحو 20 عاما. ويجيء ذلك وسط استياء عام متنام في بعض المناطق الفقيرة في وقت تجري فيه الحكومة إصلاحات تتعلق بالعملة وتخفض فيه الدعم لتعزيز النمو الاقتصادي.

والاحتجاجات لا تشبه بأي حال المظاهرات الحاشدة التي شهدها المغرب عام 2011 عندما أطاحت انتفاضات الربيع العربي بحكام تونس ومصر وليبيا، لكنها تمثل تحديا للنظام الملكي الدستوري الذي يعطي الملك سلطات واسعة.

ويمثل الاستقرار في المغرب أهمية للحكومات الغربية لأنه البلد الوحيد في شمال أفريقيا الذي لم تتمكن الجماعات المتشددة من اكتساب موطئ قدم فيه. كما أنه شريك مهم في مجال تبادل معلومات المخابرات المتعلقة بأنشطة الإسلاميين المتشددين.

(تحرير أمل أبو السعود)