23 02 2017

20 % من سكان الإمارات مستعدون لسداد 10 % من دخلهم على التأمين الصحي

قد يضطر عدد كبير من سكان دولة الإمارات إلى خسارة كل المدخرات التي واكبوا على جمعها في سنوات العمل الطوال بسبب الإصابة بمرض مزمن، وذلك لأن أكثر من 76 % من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها أو ما يعادل 7 ملايين شخص لا يملكون تأميناً ضد الأمراض الخطيرة، حسبما أكدت دراسة حديثة قامت بها شركة زيوريخ الدولية للتأمين على الحياة في منطقة الشرق الأوسط، والتي أشارت إلى أن 8 من أصل كل 10 سكان في الدولة يختار عدم إنفاق جزء بسيط من دخله على التأمين ضد هذه الأمراض مخاطراً بخسارة كل مدخراته أو جزء كبير منها إذا ما أصيب بمرض مزمن. ووفقاً للدراسة فإن 97 % من سكان الدولة لا يعتبرون أنفسهم معرضين لخطر الإصابة بمرض مزمن مستقبلاً.

ويجمع خبراء تأمين أن عدد السكان في الإمارات الذين لا يملكون تأميناً صحياً ضد أمراض مثل السرطان والقلب أو الفشل الكلوي أو حتى السكري المتقدم لا يمثلون سوى 20 % من إجمالي عدد السكان، مشيرين إلى أن هذه النسبة من السكان ستعاني في حالة إصابتها بهذه الأمراض نتيجة الأعباء المالية التي تمثلها. وأعربت الشركة عن قلقها إزاء المستويات المنخفضة للتأمين ضد هذه الأمراض لدى سكان دولة الإمارات أغلبهم من المقيمين، مشيرة إلى أن شركات قليلة جداً في القطاع الخاص توفر لموظفيها تأمينا صحياً يشمل هذه الأمراض.

استعداد

وقال جيسون والدرون، خبير الحماية لدى شركة زيوريخ الدولية للتأمين أنه وبالرغم من تدني مستويات التأمين الصحي ضد هذه الأمراض، إلا أن الدراسة التي أجرتها الشركة أظهرت أن عدداً لا بأس به من الأشخاص الذين استطلعت الشركة آرائهم في الدولة مستعدين لسداد مبلغ أكبر مقابل تأمين يشمل الأمراض المزمنة. وأضاف قائلاً: «بينما تصل النسبة التي يدفعها الشخص على التأمين الصحي نحو 5 % من راتبه السنوي على المستوى العالمي، أكد عدد كبير من سكان دولة الإمارات استعدادهم لدفع 6 % من دخلهم السنوي لتشمل وثيقتهم التأمينية الأمراض المزمنة، وزيادة على ذلك، أكد 20 % من المستطلع آرائهم في الدولة استعدادهم لدفع ما يفوق 10 % من الدخل السنوي على التأمين الصحي، وهو ما يعتبر ضعف معدل الإنفاق العالمي».

ونصح والدرون باحتساب الدخل السنوي وضربه برقم 4 كحد أدنى وذلك لتحديد مستوى الحماية الذي يحتاجه الأفراد لتغطية أنفسهم ضد الأمراض الخطيرة. ويتيح ذلك للأفراد تسديد تكاليف معيشتهم وأنماط حياتهم الحالية أثناء توقفهم عن العمل وتعافيهم من الأمراض. ومن المهم العلم أن وتيرة الشفاء من الأمراض الخطيرة تتباين من شخص لآخر، وقد تستغرق وقتاً أطول من 4 سنوات بالنسبة لبعض الأشخاص.

وقالت خبيرة التأمين هولي بويد، إنه من المهم أن يعرف الجميع أن التعافي من بعض هذه الأمراض قد يكلف المريض الجزء الأكبر من مدخراته وقد يستغرق الأمر حوالي 4 سنوات وأكثر، خصوصاً أن أغلب وثائق التأمين الصحي تملك حداً أقصى للتغطية الصحية، ما يدفع المريض إلى المساهمة المادية الشخصية في التكاليف. وأضافت أن بعض هذه الأمراض تحتم تكاليف إضافية مثل السفر والتنقل بالإضافة إلى العناية بالشعر مثلاً بالنسبة لمرضى السرطان، كما ترتفع عادة المصروفات المنزلية مثل تكاليف الهاتف والأدوية والطعام وغيرها.

خسارة

من جانبه قال ستيف ليبيل، مدير عام شركة ليبيل العالمية لوساطة التأمين، إن دراسة أجرتها الشركة أكدت أنه وعلى الصعيد العالمي، تعرض 30 % من الأشخاص الذين أصيبوا بمرض السرطان لخسارة كل مدخراتهم المالية نتيجة التكاليف العالية وعدم وجود تأمين صحي يشمل هذا النوع من الأمراض، كما اضطر 33 % من المصابين بالسرطان إلى التوقف نهائياً عن العمل ونتج عنه توقف الدخل، بسبب الأعباء الزمنية والصحية للمرض. وأضاف أن الموظف لا يفكر بالمستقبل عند تطبيقه سياسة ادخار أثناء شبابه، حيث أن سداد 1 % إضافية على بوليصة التأمين لن تؤثر على معدلات الإنفاق، في حين أنها ستكون جوهرية في حال أصيب هذا الموظف بمرض مزمن في المستقبل.

أقساط

ومحلياً، أكد إبراهيم عبيد الزعابي مدير عام هيئة التأمين أن حجم أقساط التأمين على الحياة يبلغ حوالي 8 مليارات درهم، وتبلغ حصة الشركات الوطنية منها

19 % فيما تبلغ حصة الشركات الأجنبية 81 %. وأوضح أن عدد شركات التأمين المرخصة لممارسة التأمين على الحياة (التأمين التكافلي العائلي) 27 شركة منها 17 شركة وطنية و10 شركات أجنبية. كما تمارس 15 شركة وطنية من ضمن 17 شركة العمل على أساس الجمع بين عمليات تأمين الأشخاص وتكوين الأموال وعمليات تأمينات الممتلكات والمسؤوليات والتي ستخضع للمادة (25) من قانون إنشاء الهيئة، مشيراً إلى أن هيئة التأمين اقترحت على الشركات الوطنية تأسيس شركة وطنية كبرى متخصصة في مجال التأمين على الحياة تسـاهم فيها جميـع الشـركات الوطنيـة المرخصـة لممارسـة التأميـن على الحيـاة وذلك في إطار جهودها في توفيق أوضاع الشركات الوطنية التي تجمع بين عمليات تأمين الأشخاص وتكوين الأموال وعمليات تأمينات الممتلكات والمسؤوليات.

نصائح

يساعد اعتماد نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين وإجراء الفحوصات الطبية الدورية في خفض فرص الإصابة بأمراض القلب والأمراض الشائعة الأخرى.

11.3

مليار درهم حجم أقساط تأمينات الحياة المتوقعة في الدولة العام الجاري مقارنة مع 10 مليارات خلال العام الماضي، بنسبة نمو 13 %.

30 %

حصة أقساط التأمين المكتتبة على التأمين على الحياة من قيمة الأقساط المكتتبة على الفروع الأربعة في الدولة ما يجعلها صاحبة الحصة الأكبر.

19 %

حصة الشركات الوطنية من حجم أقساط التأمين على الحياة محلياً، ما يعادل 1.9 مليار درهم، فيما تبلغ حصة الشركات الأجنبية 81 %.

27

شركة تأمين مرخصة لممارسة التأمين على الحياة (التأمين التكافلي العائلي)، منها 17 شركة وطنية و10 شركات أجنبية.

59 %

نمو حجم أقساط التأمين على الحياة وعلى غير الحياة في منطقة الشرق الأوسط، حيث ارتفع من 32 مليار دولار لتتجاوز 51 مليار دولار خلال الفترة ما بين 2010 و2016.

علاجات مكلفة

تعتبر الأمراض الطويلة الأمد أمراضاً مزمنة تقتضي علاجات مكلفة، والتي لا يضمن نظام التأمين الصحي الأساسي تحمل جميع العلاجات الضرورية لها، ولذلك ينصح بضمه إلى الأمراض التي يغطيها التأمين عند توقيع بوليصة التأمين.

وتغطي الوثيقة في حال سداد المؤمن عليه، نسبة التغطية الشاملة، الأمراض المزمنة والسابقة، ولا يحق للشركة رفض التغطية التأمينية، إلا في حال إثبات أن المؤمن عليه قام بتزويد الشركة بمعلومات خاطئة لقبول التأمين عليه، علماً بأنه من حق شركة التأمين، أن تضع ذلك في الحسبان عند إجراء عملية الاكتتاب وحساب قيمة القسط. ويجب على المستفيد أن يفصح إن كان لديه أي أمراض سابقة للتأمين متى ما قُدمت له استبانة طبية من قبل الشركة.

© البيان 2017