22 04 2018

المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي لـ «البيان الاقتصادي»:

أكد عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي، أن دبي تسير بالطريق الصحيح نحو تحقيق رؤيتها السياحية التي تستهدف الوصول إلى 20 مليون سائح بحلول 2020 متوقعا أن يشهد قطاع الضيافة في دبي، والذي يتسم بالتنوع والحيوية، نموا سنويا مركبا في عدد الليالي الفندقية بنسبة 10.2% خلال العامين المقبلين.

وقال كاظم في حوار مع «البيان الاقتصادي» إن العام الجاري سيشهد تنفيذ المزيد من البرامج والتحسينات على كافة مكونات القطاع السياحي، بما يتوافق مع مبادرة حكومة دبي 10X، والتي تحفز جميع الجهات الحكومية في دبي على تبني أساليب أكثر ابتكاراً، والسعي لإيجاد طرق جديدة للتعاون فيما بينها.

وأضاف أن دبي للسياحة أطلقت مؤخراً جولتين رقميتين بعدّة لغات للإرشاد السياحي، لمساعدة زوّار الإمارة على استكشاف أبرز المواقع التاريخية والسياحية والثقافية، مشيرا إلى أن الإمارة فازت باستضافة 212 فعالية أعمال ومؤتمراً دولياً خلال عام 2017، لتستقطب بذلك نحو 95 ألف مشارك بنمو 64% مقارنة مع 129 فعالية أعمال دولية تم الفوز بها في عام 2016.. وفيما يلي نص الحوار:

أداء

 كيف كان أداء قطاع السياحة في دبي مع بداية العام الحالي؟ وما توقّعاتكم حتى نهاية العام؟

تسير دبي بخطوات ثابتة نحو تحقيق الرؤية السياحية 2020 الرامية إلى استقبال 20 مليون زائر سنوياً بحلول العقد المقبل، حيث سيمثّل ذلك الرقم ضعف عدد زوّار 2012.
 
ولقد كانت نتائج عام 2017 مشجّعة للغاية مع وصول إجمالي عدد الزوّار إلى 15,8 مليوناً، وهو رقم قياسي جديد يضاف إلى رصيد دبي، ويمثل زيادة بنسبة 6,2% مقارنة مع العام الماضي.

ومثلت بداية العام الجاري خلال يناير بداية جيدة باستقبال 1,5 مليون زائر، فيما شهد الشهر ذاته زيادة كبيرة في أعداد الزوار من روسيا بلغت نسبتها 159%، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 15% في أعداد الزوار القادمين من السعودية، و8% من سلطنة عمان، ونحن على ثقة من استمرار نمو هذه المعدلات على مدار العام الجاري.

تسويق

 ما النقاط التي ترتكز عليها استراتيجية التسويق للقطاع السياحي في دبي هذا العام؟ وما أهمية السياحة العائلية في تحقيق الرؤية السياحية 2020؟

دبي اليوم هي رابع أكثر مدينة يقصدها الزوار حول العالم، وتتقدم بخطى متسارعة نحو تطوير قدراتها من خلال استثمارات استراتيجية، ومشاريع جذب مبتكرة، وشراكات عالمية طويلة الأجل.

بالنسبة للمرحلة المقبلة خلال العام 2018، فإننا نضع في سلم أولوياتنا تنفيذ المزيد من البرامج والتحسينات على كافة مكونات القطاع السياحي، بما يتوافق مع مبادرة حكومة دبي 10X، والتي تحفز جميع الجهات الحكومية في دبي على تبني أساليب أكثر ابتكاراً، والسعي لإيجاد طرق جديدة للتعاون فيما بينها.

تركز دبي بشكل رئيسي على ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة عالمياً للسياحة العائلية، وهو ما يظهر بوضوح في كون العائلات والأزواج يشكلون أكثر من نصف عدد المسافرين من زوار المدينة.

وساهمت الفعاليات والوجهات الترفيهية المصممة خصيصاً لهذه الفئة مثل «دبي باركس آند ريزورتس»، و«آي إم جي عالم من المغامرات»، وحديقة «سفاري دبي» في إثراء مجموعة التجارب التي تقدمها دبي لزوّارها من العائلات. وساهمت هذه المشاريع في استهداف أعداد أكبر من الأسواق الرئيسية.

معالم

 ما أهم المعالم التي تم افتتاحها مؤخراً والتي شكلت زخماً للقطاع السياحي في الإمارة؟

شهدت دبي مؤخراً، افتتاح عدد من المعالم والوجهات التي أضيفت إلى سجلها الحافل بالمشاريع المميزة، عبر تدشين «برواز دبي»، الذي سرعان ما اكتسب زخماً جماهيرياً وإقبالاً كبيرين من الزوار، حيث سجل عدداً غير مسبوق من الصور والتفاعل على صفحة الانستغرام الخاصة بدبي للسياحة.

ومن بين المواقع والمعالم المنتظر افتتاحها في عام 2018 «منطقة دبي التاريخية»، التي ستمنح الزوار فرصة الاطلاع عن كثب وملامسة تاريخ دبي، والتعرف على شكل مجتمعها قديماً، بالإضافة إلى أسلوب حياة قاطني المدينة والعادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال حتى يومنا هذا.

وما زالت أعمال تطوير منطقة حتّا مستمرة لتقدم وجهة للتنزه في أرجاء الطبيعة، والتي بدأت فعلياً في اكتساب جماهيريتها كملاذ للهروب من صخب المدينة، ووجهة لعشاق المغامرات والمشاهد الطبيعية. كما ستكون محمية المرموم متنفساً للزوار والعائلات، حيث بإمكانهم التفاعل مع الطبيعة عبر التعرف على النباتات والأزهار التي تنمو فيها.

وقد أسهمت هذه المشاريع في إيجاد رؤية متفائلة على المستوى المنظور لاستقطاب المزيد من الزوار إلى دبي، بالإضافة إلى الأمن والأمان والاستقرار والتي تلعب دوراً محورياً في معدلات نمو قطاع السياحة والسفر، حيث تعتبر الإمارات الثانية على مستوى العالم من حيث الأمن والسلامة، وذلك بحسب تقرير التنافسية الخاصة بقطاع السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

أسواق

 ما أهم الأسواق الرئيسية التي تعتمد عليها دبي للسياحة؟ وما أهمية الزوار القادمين من دول مجلس التعاون بالنسبة لدبي؟

أحب أن أشير في البداية إلى أن دبي حصدت ثمار استراتيجيتها الخاصة بتنويع الأسواق، حيث حققت نسبة نمو على أساس سنوي وصلت إلى 51,8% من كل من روسيا، ورابطة الدول المستقلة، ودول أوروبا الشرقية، التي أسهمت جميعها بنحو 1,1 مليون زائر، ومثلت نسبة 7% من إجمالي حجم التدفقات السياحية، في حين ساهمت الأميركتان الشمالية والجنوبية بنسبة 6% بنحو 1 مليون زائر، وبنسبة نمو وصلت إلى 7,7%.

وتُعتبر دول مجلس التعاون الخليجي من أسواقنا الرئيسية، التي تحقق معدلات نمو مستمرة وتسهم في نمو قطاع السياحة في دبي منذ عقدين. وذلك بالإضافة إلى الدول العربية الأخرى من خارج منطقة الخليج، والتي تحقق معدلات نمو ملحوظة.

وحافظت السعودية على مرتبتها الثانية على قائمة الأسواق الرئيسية من حيث أعداد الزوار، وتم تسجيل 1,53 مليون زائر في 2017. وعلى الرغم من انخفاض معدل التدفق العام بنسبة 7%، بالمقارنة مع العام 2016، إلا أن السعودية ما زالت الأولى ضمن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

تواصل

 ماذا عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج السياحي؟

أطلقت دبي للسياحة مجموعة من الأدوات التثقيفية والتعليمية الرقمية التفاعلية للعاملين في القطاع السياحي داخل وخارج الدولة، وتعتمد هذه الأدوات العصرية على فكرة ألعاب الفيديو لمساعدة الأشخاص على التعرف على جميع مقومات دبي السياحية، وهذا يضمن لهم فهماً أوسع لكل ما تقدمه دبي والارتقاء بقدراتهم لتصميم برامج وعطلات سياحية أفضل لعملائهم لتشجيعهم على زيارة دبي.

ويقدم الموقع الإلكتروني والتطبيق الذكي «زوروا دبي» لزوار دبي ما يحتاجون من معلومات عن المدينة، ويستعرض مختلف المقومات التي تمتاز بها، ومواقع الجذب فيها، ويعمل كمرشد سياحي لا يمكن الاستغناء عنه.

بالإضافة إلى «جدول فعاليات دبي» الذي يقدم معلومات حول الفعاليات التي تحتضنها دبي على مدار العام، وقد تم تحديثه بالكامل مع نهاية 2016، ويحتوي على عدد كبير من الخيارات المتنوعة لفعاليات وعروض وأنشطة واستعراضات فنية وثقافية، وحفلات موسيقية عربية وعالمية، وبطولات وأحداث رياضية عالمية.

كما نسعى دائماً إلى تعزيز نمو المحتوى الخاص بدبي بشكل طبيعي على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسهم بشكل أوسع في نشر محتوى خاص بالمدينة عبر حملات كان من بينها «MyDubai»، وصفحة الانستغرام التي اكتسبت زخماً سريعاً ومتنامياً، وأسهمت في منح الكثيرين من متابعيها فرصة امتلاك نظرة أعمق وأكثر واقعية عن المدينة.

أما عن أحدث التطورات في هذا المجال، فقد أطلقت دبي للسياحة مؤخراً جولتين رقميتين بعدّة لغات للإرشاد السياحي، لمساعدة زوّار الإمارة على استكشاف أبرز المواقع التاريخية والسياحية والثقافية. وتتوفر الجولتان مجاناً على كل من التطبيقين الرقميين «?ويس ماب»، و«بوكيت جايد».

غرف

 ما عدد الغرف الفندقية المتاحة في دبي حالياً؟ وما هو عدد الغرف قيد الإنشاء؟

- من المتوقع أن يشهد قطاع الضيافة في دبي، والذي يتسم بالتنوع والحيوية، نمواً قوياً ومستمراً خلال السنوات المقبلة، وذلك مع بلوغ عدد الليالي الفندقية المحجوزة حتى نهاية 2019 حوالي 35.5 مليون ليلة سنوياً، وهو ما يمثّل نمواً سنوياً مركباً بنسبة 10.2% خلال الأشهر الـ24 المقبلة.

ووفقا للدراسة الشاملة التي أعدّتها دبي للسياحة، فإنّه من المتوقّع أن يصل عدد الغرف الفندقية في الإمارة إلى 132 ألف غرفة مع نهاية 2019، وبمعدّل نمو سنوي مركّب يبلغ 11.1% خلال عامي (2017 ـ 2019). فيما يتوقّع أن تستمر نسب الإشغال ضمن مستوياتها الإيجابية التي تتراوح ما بين 76و78% على الرغم من نمو السعة الفندقية، ومحافظة القطاع على جاذبيته للمستثمرين والمطوّرين.

كما أنّه من المتوقّع أن تستمر القدرة التنافسية القوية للقطاع مع الارتفاع في عدد الزوّار الدوليين ممن يقيمون لمدة أطول في دبي، وذلك لرغبتهم بمشاهدة المزيد من المعالم السياحية، واختبار تجارب جديدة.

وسجّل معدّل النمو السنوي المركّب لقطاع الفنادق بين عامي 2013 و2017، نسبة 5,9%، كما شهد القطاع الفندقي زيادة ملحوظة في التوجه نحو تشييد المزيد من الفنادق متوسطة الحجم، وبتشجيع من (دبي للسياحة)، واستكمالاً للزخم الذي تحقق في عام 2013، يتوقّع أن ترتفع السعة الفندقية التي تقدّمها الفنادق من فئة 3 و4 نجوم بمعدل 10% و13% على التوالي حتى نهاية 2019.

تعاون

 ما طبيعة التعاون بين «دبي للسياحة» وشركات الطيران الوطنية مثل «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»؟

ما حققته دبي من إنجازات، لم يكن ليتحقق لولا التعاون الوثيق بين جميع الأطراف والشركاء في قطاع الضيافة، وتطوير البنية التحتية، وكذلك الطيران وتعاون طيران الإمارات وفلاي دبي.

وقد استفاد قطاع السياحة في دبي من التوسعات الأخيرة التي شهدتها الشركتان، ووصولهما إلى المزيد من المحطات حول العالم. فمنذ منتصف 2017 بلغ عدد الوجهات التي تصلها رحلات طيران الإمارات 141 وجهة عالمية في 75 دولة عبر ست قارات، بالإضافة إلى فلاي دبي التي تصل الإمارة اليوم بنحو 95 وجهة حول العالم.

ويعتبر ذلك من أهم عوامل دفع معدلات النمو في أعداد زوار الإمارة، حيث تستمر الناقلات الوطنية سنوياً في إضافة المزيد من الوجهات إلى قوائم السفر.

وشاركت دبي للسياحة في العديد من الفعاليات الدولية خلال العام الجاري، من بينها الدورة الـ25 لمعرض جنوب آسيا للسياحة والسفر «SATTE»، الذي أقيم في مدينة نيودلهي خلال الفترة من 31 يناير حتى 2 فبراير 2018، ومعرض «سي تريد العالمي» الذي أقيم في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، خلال الفترة ما بين 6 حتى 8 مارس، ومعرض بورصة برلين للسياحة والسفر والذي أقيم خلال الفترة ما بين 7 حتى 11 مارس في العاصمة الألمانية، وسوف تشارك في معرض سوق السفر العربي الذي سيقام في دبي خلال الفترة ما بين 22 و25 أبريل الجاري.

معارض ومؤتمرات مستقبلية

قال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي، إن دبي فازت باستضافة 212 فعالية أعمال ومؤتمراً دولياً خلال عام 2017، لتستقطب بذلك نحو 95 ألف مشارك، وتحقّق عوائد اقتصادية بقيمة 715 مليون درهم.

وقد تقدّمت دبي بعروض لاستضافة 354 فعالية دولية خلال العام الماضي، وكان من بين تلك الفعاليات التي حظيت باستضافتها مجموعة من العطاءات المقدّمة قبل عام 2017. فيما لم يتم حسم قرار 104 عطاءات استضافة حتى شهر ديسمبر الماضي.

وبهذا سجّلت المدينة خلال عام 2017 زيادة بنسبة 64% في الفعاليات والمؤتمرات التي فازت باستضافتها مقارنة مع 129 فعالية أعمال دولية تم الفوز بها في 2016.

ومن أبرز الفعاليات التي فازت بها المدينة عام 2017 «Baby Care Annual Incentive» والتي يتوقّع أن تشهد حضور 1500 مشارك، وكذلك «Amway Russia Annual Incentive»، والتي ستشمل زيارة 2700 موظّف إلى دبي؛ ومن المقرّر أن تقام الفعاليتان خلال عام 2018.

وتشمل فعاليات الأعمال الأخرى البارزة التي فازت دبي باستضافتها في العام الماضي: أسبوع الجغرافيا المكانية، والذي تنظّمه الجمعية الدولية للمسح التصويري والاستشعار عن بعد، ومن المتوقّع أن يستقطب نحو 1500 مشارك من مختلف الأسواق العالمية، ومن المقرّر أن يقام في دبي خلال عام 2019. والدورة الـ71 للمؤتمر العالمي للملاحة الفضائية، والذي يتوقّع أن يحضره أكثر من 5000 مشارك في عام 2020.

وسوف تستضيف دبي «المؤتمر العام للجمعيّة الدولية للطب النفسيّ للأطفال واليافعين IACAPAP للعام 2022»، والذي سيشهد حضور 1500 مشارك، هذا إلى جانب مجموعة من الفعاليات البارزة التي ستقام هذا العام 2018، ومنها «المؤتمر العالمي لمعهد المدقّقين الداخليين»، و«المؤتمر العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية».

كما تستضيف دبي خلال هذا العام أيضاً «الدورة السابعة والخمسين للمؤتمر السنوي للجمعية الدولية للمؤتمرات والاجتماعات ICCA»، وهو الحدث الرائد في مجال صناعة المؤتمرات، وسيناقش التحدّيات والفرص المتاحة في الفترة ما بين 11 حتى 14 نوفمبر.

© البيان 2018