20 01 2019

قال خبراء ومحللون ماليون إن الأسواق تتيح فرصاً استثمارية أفضل للمستثمرين مقارنة بنظائرها في المنطقة، لا سيما في ظل تداول غالبية الأسهم القيادية عند مستويات سعرية مغرية وجاذبة لإعادة الشراء وبناء مراكز مالية جديدة.

وأضاف خبراء استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم، أن انطلاق مارثون الإفصاحات السنوية للشركات سيكون عامل دعم للأسواق في الفترة المقبلة، خصوصاً أن النتائج المعلنة حتى الآن تبشّر بموسم قوي من حيث الأرباح والتوزيعات.

وصعدت أرباح «بنك الإمارات دبي الوطني» 20% إلى 10.04 مليارات درهم عن العام 2018 مقارنة بـ 8.34 مليارات عن 2017 بدعم رئيس من ارتفاع الدخل التشغيلي وانخفاض المخصصات.

وأشار الخبراء إلى أن أسهم القطاع المصرفي من المتوقع أن تكون الحصان الرابح في الفترة المقبلة، وهو ما لوحظ جلياً في تداولات الأسبوع الماضي بعدما قادت مكاسب سوق أبوظبي،فيما أسهمت في تخفيف تراجع سوق دبي.

وتباينت إغلاقات الأسواق في تداولات الأسبوع الماضي، إذ صعد سوق أبوظبي 0.46% إلى مستوى 4985 نقطة بدعم مكاسب البنوك فقط مقابل هبوط مؤشرات باقي القطاعات فيما هبط سوق دبي 1.13% عند 2516 نقطة مدفوعاً بهبوط العقار والاستثمارمقابل ارتفاع البنوك.

قلق وتردد

وقال إياد البريقي، مدير عام «الأنصاري» للخدمات المالية، إن الأسواق لا تزال تشهد نقصاً واضحاً في السيولة بسبب غياب تداولات المؤسسات والصناديق الاستثمارية بالتزامن مع حالة القلق والتردد المسيطرة على المستثمرين الأفراد.

وأضاف أن الأسواق في حاجة خلال الفترة الراهنة إلى محفزات ودخول سيولة جديدة للتأثير بشكل إيجابي على نفسيات المتداولين، ما سيساعد في عودة الثقة تدريجياً، لا سيما أن أسعار الأسهم مغرية في الوقت الحالي وتعد من أكثر أسواق المنطقة كفرص استثمارية نظراً لمستويات مكرر الربحية التي تتيح فرصة للمتداولين لتحقيق فرص استثمارية جيدة على المديين المتوسط وطويل الأجل.

وأوضح إياد البريقي أن بداية موسم النتائج السنوية 2018 ربما تشكل حافزاً مهماً لعودة الأسواق إلى مستواها الحقيقي بدعم رئيس من قطاعي البنوك والعقار، وهما الأهم في السوق والداعمان بشكل كبير.

وتوقّع مدير عام شركة «الأنصاري» أن تستمد النتائج الدعم من قوة الاقتصاد وتعكس التوقعات الإيجابية للنمو في السنة الحالية، إضافة إلى توزيعات الأرباح خلال الأشهر المقبلة التي تمد الأسواق والمتداولين بسيولة إضافية لإعادة استثمارها في السوق، ونأمل أن تكون سخية مثل عام 2017.

ضعف السيولة

من جهته، قال رائد دياب نائب رئيس قسم البحوث لدى «كامكو» للاستثمار، إنه من الملاحظ استقرار السوق بعد موجة من عمليات الشراء منذ الأسبوع الأخير من العام الماضي، لكن يبقى ضعف السيولة هو العائق الوحيد في مسيرة الأسواق.

وأضاف أن الجلسات الأخيرة من الأسبوع الماضي شهدت بعضاً من التعافي نظراً للتفاؤل بظهور نتائج مالية جيدة عن السنة المالية 2018 وتحديداً في القطاع المصرفي، مشيراً إلى أن التحركات في الفترة المقبلة ستظل رهن ظهور مزيد من البيانات المالية.

وتابع رائد دياب: «لا يزال هناك حاجة لظهور محفزات جديدة واستمرار الشركات في الإعلان عن نتائج وتوزيعات قوية، التي من المتوقع أن تكون جيدة للقطاع المصرفي إضافة إلى استقرار النفط في الفترة الأخيرة وتعافيها من مستوياتها المتدنية الأخيرة، وهو ما نتوقع معه أن يسهم في تحسين معنويات المستثمرين».

نطاقات ضيقة

من جانبه، قال المحلل وخبير أسواق المال عمرو حسين إن الأسواق لا تزال تتحرك في نطاقات ضيقة مع ضعف السيولة وغياب المحفزات فيما يعول المستثمرون على بدء مارثون النتائج السنوية.

وأضاف أن الربع الأول من العام الجاري قد يشهد تحسناً نسبياً في أداء الأسهم والمؤشرات، خصوصاً أن تلك الفترة تشهد دائماً إعلان البنوك والشركات المدرجة عن توزيعات سخية، وهو ما يعزز معنويات المستثمرين.

وأوضح حسين أن الأسواق المحلية تتيح فرصاً استثمارية جيدة مقارنة بنظائرها في المنطقة خصوصاً أن أسعار غالبية الأسهم لا سيما الكبرى والقيادية تتداول بمستويات سعرية مغرية.

ويرى أن الأسواق في حاجة إلى سيولة مؤسساتية وأجنبية جديدة، وهو ما سيسهم بشكل أو بآخر في زيادة مستويات السيولة المتدنية مبيناً أن توالي تدفق المحفّزات الإيجابية على صعيد الشركات والاقتصاد سيعطي مزيداً من الزخم لأداء الأسواق في الفترة المقبلة.

© البيان 2019