* المحتجون يضغطون من أجل حكومة مدنية بعد إزاحة البشير

* استقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني

* وزير الدفاع يستقيل من رئاسة المجلس العسكري

* المجلس العسكري تولى السلطة بعد الإطاحة بالبشير

* القائد العسكري الجديد للسودان يبدو مستعدا للحديث مع المتظاهرين

(لإضافة بيان تجمع المهنيين السودانيين وإعلان السعودية حزمة مساعدات)

من خالد عبد العزيز

الخرطوم 13 أبريل نيسان (رويترز) - قال الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان اليوم السبت إنه سيتم تشكيل حكومة بالتشاور مع القوى السياسية وتعهد بألا تستمر الفترة الانتقالية أكثر من عامين كحد أقصى.

ولكن المحتجين واصلوا الضغط من أجل إجراء تغيير سريع عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير يوم الخميس.

وقال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن في أول كلمة تلفزيونية له إنه ألغى حظر التجول الليلي الذي فرضه سلفه وأمر بالإفراج عن كل من تم سجنهم بموجب قوانين الطوارئ التي فرضها الرئيس المعزول عمر البشير.

وقال نشطاء تم اطلاعهم على ما دار خلال اجتماع بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف لمنظمي الاحتجاج إن المحتجين طالبوا بضم مدنيين إلى المجلس.

وسيقدمون أسماء الأعضاء المقترحين غدا الأحد.

وقال النشطاء إن المجلس العسكري وعد أيضا بإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات.

وقال تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات في بيان إن رد المجلس غير مقنع ودعا إلى استمرار الاحتجاجات. وأضاف التجمع إن من بين مطالبه الرئيسية "الاعتقال والتحفظ على كل قيادات جهاز الأمن والاستخبارات سيئ السمعة، التي تجبرت وأعطت الأوامر على مدى ثلاثين سنة وهي قيادات معروفة بارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني، على أن يتم تقديمهم لمحاكمات عادلة وفقاً للدستور وإعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات بما يضمن له القيام بدوره المنوط به وحل ميليشيات النظام من كتائب ظل ودفاع شعبي وشرطة شعبية وغيرها".

وقال "هناك مطالب واضحة ما لم تتحقق فلا مناص من الجهر بالرفض كله، وهي المطالب التي تجعل من انتصار ثورتنا انتصاراً لا هزيمة بعده ولا كبوة". وحث التجمع المواطنين على مواصلة الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع.

وقال شاهد من رويترز إن الآلاف واصلوا اعتصامهم أمام وزارة الدفاع في وسط الخرطوم.

وأطيح بالبشير يوم الخميس بعد أشهر من الاحتجاجات الحاشدة أشعل فتيلها ارتفاع أسعار الغذاء ومعدل البطالة وزيادة القمع خلال فترة حكمه التي امتدت لثلاثة عقود.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الرياض تدعم الخطوات التي أعلنها المجلس العسكري الانتقالي في السودان وتعلن تقديم مساعدات للخرطوم.

وأضافت الوكالة "إسهاماً من المملكة في رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الشقيق فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين للجهات المعنية في المملكة بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية".

وقالت وسائل إعلام رسمية سودانية إن مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني استقال من منصبه اليوم السبت. وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش أكثر الشخصيات نفوذا في البلاد بعد البشير وحمله محتجون مسؤولية قتل متظاهرين يطالبون بإنهاء الحكم العسكري.

وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية اليوم السبت "صادق الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس العسكري الانتقالي على الاستقالة التي تقدم بها الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد صالح من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني".

واستقال وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض بن عوف من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي أمس الجمعة بعد يوم واحد فقط له في المنصب.

وانطلقت احتفالات صاخبة في شوارع الخرطوم خلال الليل بعد استقالة بن عوف. ولوح آلاف المحتجين بالأعلام وبهواتفهم المحمولة المضاءة وأطلق البعض أبواق السيارات. وقال شهود إن مواطنين رددوا هتاف "سقط التاني!" في إشارة إلى بن عوف بعد البشير وفقا لرواية شهود.

وقال المحلل السوداني خالد التيجاني "الإسلاميون فقدوا السيطرة وهم الآن في صدمة. قدرتهم على إحداث تأثير بطريقة منظمة داخل الدولة تبدو ضعيفة".

وتابع قائلا "سبب التغييرات في السودان هو الضغط من المحتجين والضغوط من داخل الجيش وتخوف القادة العسكريين من حدوث انقسام في صفوف القوات المسلحة".

وكان البرهان ثالث أكبر قائد عسكري في القوات المسلحة السودانية ولا يعرف عنه الكثير في الحياة العامة. وتولى منصب قائد القوات البرية ليشرف بذلك على القوات السودانية التي قاتلت في صفوف التحالف بقيادة السعودية في اليمن. وهو على صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بلقب حميدتي، قائد قوات الدعم السريع عُين نائبا لقائد المجلس العسكري الانتقالي بالسودان.

وعرض التلفزيون لقطات لحميدتي وهو يؤدي اليمين إضافة إلى الأعضاء الجدد الذين تم تعيينهم في المجلس.

وقال شهود إن جنودا من قوات الدعم السريع أطلقوا النار في الهواء ابتهاجا بترقية دقلو.

وقال المحلل محمد عثمان قبل إدلاء البرهان بالتصريحات اليوم السبت "المعارضة تطالب بحكومة مدنية لكنني أعتقد أنها ستكون حكومة مختلطة... سيرغب الجيش في الاحتفاظ بحقيبتي الدفاع والداخلية".

وانتزع البشير (75 عاما) لنفسه السلطة في انقلاب عسكري عام 1989.

وتصاعدت موجة الاحتجاجات يوم السبت الماضي عندما سار آلاف المتظاهرين، مدفوعين بزخم التغيير في الجزائر في أعقاب احتجاجات مماثلة، صوب وزارة الدفاع في وسط الخرطوم لتسليم مذكرة تدعو الجيش إلى الوقوف إلى جانبهم.

ويعتصم المتظاهرون خارج مجمع وزارة الدفاع منذ ذلك الحين للضغط في سبيل تسليم السلطة.

وذكر متحدث باسم الشرطة في بيان صدر في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت أن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا كما أصيب 20 آخرون يومي الخميس والجمعة "بأعيرة نارية طائشة في الاعتصامات والتجمهرات". وأضاف المتحدث هشام علي أن مباني حكومية وخاصة تعرضت لهجمات أيضا.

وناشد المتحدث المواطنين المساعدة على حفظ الأمن والنظام العام.

وقال المجلس العسكري الانتقالي عندما كان تحت قيادة بن عوف إنه لن يسلم البشير الذي يواجه اتهامات بارتكاب إبادة جماعية من محكمة جرائم الحرب الدولية وإن الرئيس المعزول قد يواجه بدلا من ذلك محاكمة في السودان.

(شارك في التغطية أحمد طلبة ونيرة عبدالله - إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)