* عائدات أذون الخزانة تراجعت مع بدء البنك المركزي خفض أسعار الفائدة

* خبراء اقتصاديون يتوقعون أن يجري المركزي مزيدا من التخفيضات في أسعار الفائدة خلال عام

* نيجيريا والأرجنتين وتركيا وأوكرانيا أكبر الأسواق الناشئة المنافسة في مجال الدين

من إريك كينكت

القاهرة 19 مارس آذار (رويترز) - ذكر تقرير لسي.آي كابيتال لإدارة الأصول يوم الاثنين أن مصر تفقد مركزها باعتبارها من كبرى الوجهات التي يقصدها مستثمرو أدوات الدين في الأسواق الناشئة، وربما يقوض خفض أسعار الفائدة من جاذبية أدوات الخزانة المصرية القصيرة الأجل للمشترين الأجانب في الأشهر المقبلة.

برزت مصر العام الماضي كإحدى أكثر الوجهات في العالم جذبا لاهتمام مستثمري المحافظ بعدما لامست عائدات أدوات الخزانة المصرية القصيرة الأجل 22 في المئة مع رفع البنك المركزي أسعار الفائدة لكبح التضخم الآخذ في الارتفاع.

وجلبت أدوات الدين المرتفعة العائد لمصر أعدادا كبيرة من المشترين الأجانب والعملة الصعبة التي تحتاج إليها البلاد بشدة. وتعتمد مصر على الاستيراد وتعول على التدفقات الدولارية لتمويل عجز ميزان المعاملات الجارية في ظل غياب الاستثمار الأجنبي المباشر الكبير.

وبحلول ديسمبر كانون الأول من العام الماضي، قفزت حيازات الأجانب من أدوات الخزانة المصرية إلى نحو 20 مليار دولار، ارتفاعا مما يزيد قليلا على 60 مليون دولار فقط في منتصف 2016، قبل أن تعوم البلاد عملتها وتتفق على برنامج قرض بقيمة 12 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، وهو ما ساهم في عودة مستثمرين نزحوا بعد انتفاضة 2011.

لكن عائدات أدوات الدين القصيرة الأجل هبطت منذ منتصف العام الماضي في ضوء تراجع التضخم، وهو ما دفع المركزي لخفض أسعار الفائدة الشهر الماضي للمرة الأولى منذ تحرير سعر صرف الجنيه، وبمقدار 100 نقطة أساس.

وقال نعمان خالد الخبير الاقتصادي لدى سي.آي كابيتال لإدارة الأصول "شهدنا وصول إجمالي قيمة الحيازات الأجنبية في أدوات الدين إلى ما بين 19.8 مليار و20 مليار دولار... الآن بدأت الزيادات الشهرية الآن تنخفض لأقل ما يمكن".

وقال تقرير سي.آي كابيتال إن من المتوقع أن تدفع الأوضاع الاقتصادية في الأسواق الناشئة المنافسة نيجيريا والأرجنتين وتركيا وأوكرانيا عائدات أدوات الدين لديها عدة نقاط مئوية فوق عوائد مصر خلال عام.

وأضاف التقرير أنه كي تحافظ مصر على تدفق العملة الصعبة الضروري لها بعد خفض أسعار الفائدة، فعليها أن تستثني الأجانب من الضريبة الحالية البالغة 20 في المئة على أرباح أدوات الخزانة، مثلما فعل بعض منافسيها بالفعل، أو أن يقوم البنك المركزي بامتصاص السيولة المحلية لإبقاء عائدات الأذون والسندات عند مستويات مرتفعة.

لكن لا يزال بعض المستثمرين والخبراء الاقتصاديين يرون مصر وجهة للشراء القوي.

وقال تشارلز روبرتسون كبير الخبراء الاقتصاديين لدى رينيسانس كابيتال "صحيح أن جاذبية أدوات الدين المصرية تراجعت، لكن فقط من "شديدة الجاذبية" إلى "جذابة جدا"

ومن المنتظر أن تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اجتماعها التالي في 29 مارس آذار.

وارتفعت الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 42.524 مليار دولار في نهاية فبراير شباط، بدعم من بيع سندات دولية بقيمة أربعة مليارات دولار في الآونة الأخيرة.

(الدولار= 17.5800 جنيه مصري)

 

 

(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم درار)