(لإضافة تفاصيل وخلفية وتعليق العفو الدولية)

من محمود رضا مراد

القاهرة 4 مارس آذار (رويترز) - أفرجت السلطات المصرية في وقت مبكر صباح اليوم الاثنين عن المصور الصحفي محمود أبو زيد، المعروف أيضا باسم شوكان، بعد سجنه لأكثر من خمس سنوات في قضية تتصل بتغطيته لفض اعتصام لمؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013.

وقال شوكان (31 عاما) لرويترز عبر الهاتف بعد قليل من الإفراج عنه وهو يضحك فرحا "إحساسي لا يوصف... أنا حر".

وكانت السلطات احتجزت شوكان في 14 أغسطس آب عام 2013 أثناء التقاطه صورا أثناء فض قوات الأمن للاعتصام الذي قُتل خلاله المئات من مؤيدي مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وتقول الحكومة إن المشاركين في اعتصام ميدان رابعة العدوية بالقاهرة كانوا مسلحين، وتشير إلى مقتل ثمانية من رجال الشرطة أثناء الفض.

وحُوكم شوكان ضمن 739 شخصا بتهم تشمل الانضمام لجماعة إرهابية وحيازة أسلحة والقتل. وعاقبته محكمة للجنايات في سبتمبر أيلول الماضي بالسجن المشدد لخمس سنوات والخضوع للمراقبة الشرطية لمدة خمس سنوات أخرى. واٌحتسبت عقوبته بدءا من حبسه احتياطيا على ذمة القضية.

وأصدرت المحكمة أيضا حكما بإعدام 75 متهما في القضية وبسجن أكثر من 600 آخرين لمدد متفاوتة.

ونفى شوكان التهم المنسوبة له، وقال إنه كان يقوم بتغطية مستقلة لعملية الفض لصالح وكالة صور مقرها بريطانيا. ولاقت قضيته اهتماما كبيرا من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان.

وقال شوكان إن السلطات أفرجت عنه رسميا الليلة الماضية، لكنه أكمل ليلته في قسم للشرطة تنفيذا لعقوبة المراقبة الشرطية التي تقتضي مبيته في القسم التابع له من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا كل يوم.

وأضاف أنه سيتخذ إجراءات قانونية للطعن على هذه العقوبة وإلغائها.

وكانت عملية فض اعتصام رابعة العدوية واعتصام آخر أصغر في ميدان النهضة بالجيزة علامة فارقة في الاضطرابات التي شهدتها مصر في أعقاب انتفاضة 2011، وكانت بمثابة تحرك من الجيش بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي لتأكيد سيطرته بعد إعلان عزل مرسي.

* قيد "مثير للسخرية"

اٌنتخب السيسي رئيسا في 2014، وتتهمه جماعات حقوقية بالإشراف على حملة قمع واسعة النطاق للمعارضة والتي شملت سجن الآلاف من المعارضين الإسلاميين وعشرات النشطاء الليبراليين والصحفيين.

ويقول أنصار السيسي إن الإجراءات التي يتخذها ضرورية لتحقيق الاستقرار في أعقاب الاضطرابات التي تلت انتفاضة 2011.

وفي أبريل نيسان العام الماضي، منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) شوكان جائزتها لحرية الصحافة لسنة 2018 قائلة إنه كان يؤدي عمله أثناء القبض عليه.

وقالت المنظمة إن احتجازه انتهاك لحقوق الإنسان. لكن مصر انتقدت منح الجائزة لمتهم بارتكاب جرائم جنائية.

وقال شوكان لرويترز إن تجربة السجن لن تثنيه عن مواصلة عمله كمصور صحفي.

وأضاف "كل الصحفيين معرضين للاعتقال والقتل أثناء عملهم... أنا مش (لست) أول واحد ومش آخر واحد".

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها اليوم الاثنين إن شوكان "لم يكن ينبغي أبدا أن يضطر لقضاء دقيقة واحدة خلف القضبان، ناهيك عن خمس سنوات ونصف".

ووصفت عقوبة المراقبة الشرطية المفروضة عليه بأنها قيد "مثير للسخرية"، وقالت إنه يجب إعفاؤه منها على الفور.

(تحرير علا شوقي)