من توم بولانسيك

شيكاجو 13 ديسمبر كانون الأول (رويترز) - جذب انخفاض الأسعار مشتريا كبيرا للقمح الأمريكي منخفض البروتين مما ينعش تطلع المزارعين إلى مزيد من الصادرات والأمل في أن تراجع سوق القمح منخفض البروتين ربما بلغ مداه.

وانخفضت أسعار القمح الأمريكي 60 بالمئة منذ وصلت لأعلى مستوى في أربعة أعوام في 2012 في الوقت الذي انخفض فيه الطلب على الصادرات بفعل محاصيل كبيرة في أنحاء العالم.

ومخزونات القمح العالمية عند مستويات قياسية مرتفعة لأسباب من بينها الإنتاج الروسي الكبير.

وفي العامين الأخيرين، واجه المزارعون الأمريكيون صعوبات على صعيد جودة المحاصيل المحلية مما أدى لنقص إمدادات القمح الصلد مرتفع البروتين. وامتد النقص إلى سوق الخبز في الولايات المتحدة البالغة قيمتها 23 مليار دولار مما أضر بشركات صناعة الخبز والمطاحن المحلية التي تقبل بقوة على القمح مرتفع البروتين ويمكنها التأثير على مبيعات التصدير.

واشترت الجزائر ثالث أكبر مستورد للقمح في العالم أكبر شحناتها من القمح الأمريكي في تسعة أشهر أمس الثلاثاء. وعلى نحو منفصل تظهر قائمة أسعار دفعتها مصر، أكبر مستورد في العالم، مقابل قمح روسي وروماني أن الأسعار الأمريكية منخفضة بما يكفي حاليا للمنافسة على المبيعات هناك.

وقال جيم جيرلاك رئيس شركة ايه/سي تريدينج للسمسرة في إنديانا "حقيقة أننا بعنا قمحا إلى الجزائر جذبت انتباهي... هذا أمر جيد بالتأكيد وهو يؤكد على أننا أصبحنا قادرين على المنافسة".

ومن المعروف أن الجزائر أحد مشتري القمح منخفض السعر في العالم وتستورد معظم قمحها من فرنسا مستفيدة من قربها الجغرافي لتوفير تكاليف الشحن.

وقال دون روس رئيس يو.اس كوموديتيز للسمسرة في أيوا إن شراء الجزائر 120 ألف طن متري من القمح الأمريكي الشتوي الأحمر الصلد الذي يستخدم في صنع الخبز يظهر أن الأسعار الأمريكية انخفضت بما يكفي لجذب الطلب عليها.

وقال روس إنه يعتقد أن الجزائر مشتر يقبل على الشراء في حالة انخفاض الأسعار.

وتشتري الجزائر القمحا الشتوي الأمريكي الأحمر المحتوي على مستويات منخفضة نسبيا من البروتين - 11 بالمئة أو أقل - لأنه يناسب نوع الدقيق الذي تحتاجه لإنتاج الخبز المفضل هناك وذلك وفقا لمؤسسة القمح الأمريكي وهي مجموعة تجارية تتلقى تمويلا جزئيا من وزارة الزراعة الأمريكية.

وقالت المجموعة إن تكلفة البيع بأسعار تسليم ظهر السفينة (فوب) للقمح الأمريكي الأحمر الصلد منخفض البروتين تبلغ ستة دولارات للطن وهو ما يقل عن أسعار العقود الفرنسية الآجلة للقمح تسليم يناير كانون الثاني.

وقال ستيف ميرسير المتحدث باسم المجموعة الأمريكية مشيرا إلى الجزائر "إنهم يستغلون التكلفة.

"هذا ليس جيدا للمزارعين، لكنه جيد قطعا لمشترين مثل الجزائر يمكنهك استخدام ذلك القمح منخفض البروتين".

وقال روي هاكباي المحلل لدى لين آند أسوسيتس في شيكاجو إنه بالنسبة للقمح اللين الأحمر الشتوي، الذي يستخدم في صناعة البسكوت والمقرمشات، فقد انخفضت الأسعار الأمريكية لما دون المستويات التي دفعتها مصر مقابل القمح الروسي والروماني يوم الثلاثاء.

واشترت مصر 295 ألف طن من القمح الروسي والروماني في مناقصة مفاجئة دار نطاق الأسعار فيها بين 207.89 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن و209.15 دولار.

وقال هاكباي "على الرغم من أننا لن نبيع أي قمح إلى مصر فإن ذلك يخبرك أن أسعار القمح الأمريكي انخفضت حتى باتت رخيصة".

واشترت مصر قمحا أمريكيا آخر مرة في مايو أيار وذلك للمرة الأولى في أكثر من عامين ومازال من المعتقد أنها تفضل مصادر منطقة البحر الأسود.

(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)