من أندرو تورشيا

دبي 22 يناير كانون الثاني (رويترز) - حذر محافظ البنك المركزي الإيرانييوم الاثنين المستثمرين الذين يضاربون على هبوط الريال بأنهم سيواجهون خسائر لأن البنك المركزي قد يتحكم في سوق الصرف الأجنبي ولأن العملة الإيرانية من المرجح أن تتعافى في الشهر القادمين.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن ولي الله سيف محافظ البنك المركزي قوله إن هبوط الريال إلى مستويات قياسية منخفضة مقابل الدولار يرجع بين أسباب أخرى إلى القلق بشأن مصير الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع قوى عالمية.

وقال سيف "أولئك الذين يستثمرون مواردهم في النقد الأجنبي سيعانون خسائر في النهاية" مضيفا أن ارتفع أسعار النفط أعطى إيران موارد إضافية لدعم عملتها.

ومضى قائلا "منذ أن وصل سعر النفط إلى 70 دولارا للبرميل، لا يوجد سبب لرؤية تقلبات طويلة الأجل في أسعار الصرف".

وقال متعاملون إن الريال هبط إلى حوالي 46500 مقابل الدولار في السوق الحرة اليوم الاثنين من نحو 45750 يوم الأحد و37700 في منتصف 2017 .

ومنذ العام الماضي، يعمد المركزي الإيراني إلى خفض تدريجي لقيمة الريال للتعويض عن التضخم المرتفع في إيران والمساعدة في جعل الصادرات أكثر قدرة على المنافسة.

لكن هبوط الريال تسارع في الأسابيع الماضية مما يشكل تحديا للسلطات التي انتهت للتو من احتواء موجة احتجاجات شعبية، على خلفية مصاعب اقتصادية وفساد، امتدت إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة وأودت بحياة 25 شخصا.

وقد يؤدي ضعف كبير للعملة إلى زيادة السخط برفع التضخم، الذي يبلغ حاليا حوالي 10 بالمئة، وتآكل دخول الإيرانيين العاديين.

ويقول مصرفيون تجاريون إن أحد أسباب هبوط الريال، طلب موسمي على الدولارات يميل للارتفاع في هذا الوقت من العام مع سفر الإيرانيين إلى الخارج.

لكن العملة الإيرانية ضعفت أيضا بسبب الاحتجاجات الشعبية والقلق من أن الروابط الاقتصادية مع الدول الأجنبية قد يلحق بها المزيد من الضرر إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي.

ويعتقد خبراء اقتصاديون كثيرون أن إيران يمكنها منع هبوط غير محكوم لعملتها. ووفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي فإن الاحتياطيات الأجنبية الرسمية لدى إيران بلغت أكثر من 130 مليار دولار أوائل العام الماضي، ومن المرجح أنها زادت بفعل ارتفاع أسعار النفط منذ ذلك الحين.

لكن تقلبات الريال في الأسابيع القليلة الماضية أبرزت المهمة الصعبة التي تواجه البنك المركزي في إدارة العملة.

وقال مصرفي إيراني "عليهم أن يدرسوا عوامل كثيرة- التضخم ورغبات الإيرانيين من محدودي الدخل ورغبات مجتمع الأعمال والعوامل الجيوسياسية... إنها ليست عملية بسيطة".



(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)